علم النفس

الاكتئاب الموسمي وطرق التغلب عليه

الاكتئاب الموسمي وطرق التغلب عليه
يمر الإنسان بفترات زمنية متعددة يشعر فيها بأعراض الاكتئاب الموسمي، نتناول هنا كيفية التخلص من تلك الحالة التي تستنزف الطاقة الإيجابية، وتحول الشخص إلى كتلة من الطاقة السلبية المكتئبة، والتي يجب السيطرة عليها حتى لا تتفاقم وتشكل خطورة على الشخص.

ماهية الاكتئاب الموسمي

هل يوجد بالفعل اكتئاب مرتبط بموسم معين؟ الإجابة نعم يوجد، أشخاص يتأثرون بموسم مثل دخول فصل الشتاء والغيوم والسحب، أو الخريف وسقوط ورق الشجر، أو قد يكون ارتباطهم بمواسم غير فصول السنة مثل موسم هجرة الطيور ورؤية الطيور في السماء، أو موسم حصاد الزرع في المناطق الريفية الزراعية.

وقد ترتبط تلك المواسم إما بحالة لا يتقبلها الجهاز العصبي والنفسي للشخص، أو ارتبط هذا الموسم بذكريات مؤلمة، وأحداث مريرة، مثل حدوث حادثة سير أو تعرض الشخص لعنف ما، أو فقدان شخص عزيز في ذلك الوقت من السنة.

حلول فعالة لمواجهة الاكتئاب الموسمي

جميع تلك الحالات السابقة، قد تعاني من عدم الشغف نحو الحياة وعدم التعامل مع الحياة بحيوية ونشاط وتفاؤل، يقل الحماس وتنخفض الهمة والعزيمة، وتنعدم الرغبة في التحدث والتكلم مع الآخرين، يشعر دائمًا أنه مثقل بالهموم ومحاصر بالأفكار السيئة.

قد تصل إلى درجة من الألم الجسدي، مثل ضيق التنفس، الشعور بالإعياء والدوار، والغثيان وانخفاض الشهية، وظهور أعراض الأنيميا نتيجة عدم تناول الأطعمة المفيدة، وبعض الأشخاص تظهر لديهم أعراض الحساسية العصبية التي تنشأ نتيجة الاكتئاب النفسي الذي يصيبهم.

أهم الحلول النفسية التي نطلب من مريض الاكتئاب الموسمي ممارستها هي استبدال تلك المواسم المرتبطة بأحداث سيئة؛ بأحداث جديدة مفرحة ورائعة، مثل ربط موعد دخول فصل الشتاء الذي يشعرك بحالة الاكتئاب، بموعد تحديد ميعاد خطبتك، أو القيام برحلة في بلد تكون الأجواء فيها معتدلة، فهنا تجد نفسيتك متقبلة للأمر، ولن تشعر بصعوبة في تخطي تلك المرحلة الانتقالية، التي تنشئ الاكتئاب لديك.

أيضًا يمكن أن تضع خطة وجدول لأهم الأعمال التي تقوم بتعبئة وقت فراغك لكي لا تصاب بأعراض الاكتئاب الحادة، وتقلل من ظهورها عليك.

والانشغال ببعض الأنشطة المحببة والهوايات ستجعلك أكثر راحة، وتشعر بمُضي الوقت الغير جيد بالنسبة لك، بطريقة رائعة، وتأدية بعض التمارين الرياضية الكثيفة أو الحصول على جلسات للاسترخاء والاستجمام في النادي الصحي، تخفف من الضغط النفسي، والرسم يخرج من مكنونات نفسيتك السيئة وينفس ذلك الجانب المكتئب فيك، والقراءة عليها عامل كبير في تحسين المزاج العام الذي يجعلك أفضل حال، وخاصة إذا كنت تقرأ في مواضيع ثقافية ممتعة وجذابة.

تقوية العزيمة والإرادة التي تحتاج إلى إصرار وثقة بالنفس، لتخطي حاجز الاكتئاب، ويجب معرفة أن الحياة تسير ولن تتوقف بمجرد حلول موسم الاكتئاب، وأنه يجب أن تكون قوي الشخصية، وتقتنع بأنها مجرد فترة مؤقتة وستمر سريعًا، وأنك يجب لا تعرض نفسيتك لتلك الضغوطات الخارجة عن سيطرتك، وقد تحتاج إلى الذهاب لطبيب نفسي، لدعمك بشكل معنوي ونفسي، وتقديم الاستشارة الطبية اللازمة، وخاصة إذا كانت تعرض عليك أعراض بدنية سيئة نتيجة ذلك.

الذهاب في قضاء أوقات مرحة وسعيدة مع الأصدقاء والمقربين والأطفال خاصة لأنهم يجعلون الحياة أكثر متعة، وتلك الفترات تمثل تغيير في روتين اليوم عندك، فتجد نفسك بين حياة متجددة ومليئة بالحماس والأحداث الشيقة، التي تجعلك محاطا بالمحبوبين والأوقات الرائعة.

المصدر: دكتور فضل رصاص، الاكتئاب الموسمي.

ريهام عبد الوهاب

خريجة كلية الألسن جامعة عين شمس مترجمة للغتين الانجليزية والتشيكية، أعشق القراءة والكتابة وتفسير الأحلام، وأعمل أيضًا محررة صحفية ويسعدني مروركم وتعليقاتكم
زر الذهاب إلى الأعلى