حكاياتحكايات وأماكن

البغبعان بغبغ والغراب الحكيم

تأليف.. سمير أبو زيد

البغبعان بغبغ والغراب الحكيم.. في يوم جوه جميل وشمسه مشرقه، كان البغبان بغبغ طاير فرحان وعمال يغني، كان رايح الناحية التانية من الغابة عند شجر الجوافة علشان هو كان بيحب الجوافة جدا.

وهو في طريقه قابل الغراب سعفان الحكيم، سأله الغراب: شكلك مبسوط النهارده، أتمنى تكون مبسوط ديمًا… لكن قلي أنت طاير كدا ورايح فين يا بغبغ؟

رد البغبان بغبغ: مالك أنت يا غراب أنا رايح فين يا أسود أنت يا قبيح، أنا البغبان بغبغ أروح المكان اللي أنا عاوزه.

رد الغراب سعفان الحكيم: أسود ولا أبيض ولا ملون كل دي حاجات بتاعت ربنا، مش إحنا اللي بنخترها وأهم حاجة طيبة القلب يا بغبغ.

رد عليه بغبغ: أنت بتقول كدا علشان أنا ألوان جسمي جميلة وأجمل منك وكل الكائنات بتحب تتفرج عليا، أما أنت يا أسود يا قبيح الناس بتتشائم منك.

رد الغراب سعفان الحكيم: كل واحد ليه ميزة. وهو لسة مخلصش كلامه قاطع البغبغان بغبغ: متتكلمش معايا كتير أنا مش فاضي أنا رايح دلوقتي عند شجر الجوافة متدخلش في اللي ملكش فيه وخلاص، ومتتكلمش مع اللي أجمل منك.

رد الغراب سعفان الحكيم بصوت مرعوش خايف: أوعى تروح هناك، أوعى يا بغبغ، هو دا اللي كنت بسألك عشانه. النهارده وأنا طاير هناك شفت مجموعة من الصيادين ماشيين بشباكهم هناك وأظن إنهم عاوزين يصطادوا بغبغانات، كنت بسألك علشان أحذرك، مش تدخل ولا حاجة في شؤونك.

رد بغبغ: بتخوفني يا أسود علشان مرحش هناك، فاكر إني هصدقك وأقعد معاك وأشكرك طبعا، ونبقى أصحاب وكدا، دا بعدك يا غراب. أوعى من وشي خليني أروح قبل ما الشمس تغرب.

بص الغراب سعفان الحكيم على البغبان بغبغ وهو رايح ناحية الصيادين، بصله نظرة حزن، مكنش همه إن البغبان بغبغ أهانة، لكنه رغم إساءته دي كان خايف عليه من الصيادين.. طار وراه من غير ميحسسه إنه طاير وراه.

وصل البغبان بغبغ عند شجر الجوافة وهو مبسوط وبيغني وبدأ ياكل ثمار الجوافة من على الشجر، لكن فجأة وقع في شبكة من شباك الصيادين ومبقاش عارف يطلع، قعد يصرخ بأعلى صوته.

إلحقوني.. إلحقوني..

بسرعة طار الغراب سعفان الحكيم ناحيته وبمنقاره القوي قطع الشبكة، وخرج منها البغبان بغبغ وهربوا الاثنين بسرعة.

كان البغبان بغبغ مكسوف جدا من الكلام الي قاله للغراب سعفان الحكيم، كان زعلان من نفسه علشان أهانه ومسمعش نصيحته رغم إنه كان عاوز مصلحته، كان مضايق من نفسه لإنه سخر من لونه ومن شكله.. بعد شوية بص البغبغان بغبغ للغراب سعفان الحكيم وقال بصوت حزين: أنا آسف على الكلام اللي قلتهولك الصبح، أنت رغم إنك لونك أسود إلا إنك طيب وحكيم وقوي. فعلا كل واحد ليه مميزات أنت أثبتلي إنك أنت أحسن مني.

رد الغراب سعفان الحكيم: أنا مسامحك على اللي أنت قلته، وزي مقلتلك محدش أحسن من حد، كل واحد فينا له مميزات، فمتسخرش من حد بعد كدا، لا من لونه ولا من شكله، واسمع النصيحة من كل الناس وأشكرهم عليها حتى لو أنت مش مقتنع بيها.. أهم حاجة الأخلاق وطيبة القلب يا بغبغ.

من يومها عرف البغبغان بغبغ غلطته ومبقاش يتريق على حد وبقى يسمع نصايح الناس ويشكرهم عليها، وبقى البغبان والغراب أحسن أصحاب في الغابة كلها.


اقرأ أيضا:

أسطورة إسون بوشي.. الجزء الثالث

لغز اختفاء مادلين ماكان

سمير أبوزيد

باحث ومهندس في مجال النانو تكنولوجي بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، وله عدة أبحاث علمية منشورة. ألف ثلاثة روايات " صندوق أرخيف" و " الرفاعي الأخير" و " عز الدين"، كما كتب للعديد من المجلات وله ما يزيد عن الثلاثمائة مقال.
زر الذهاب إلى الأعلى