بجانب موت آلاف الأرواح دمرت الحرب الأهلية الأمريكية المخزون النقدي (مصطلح اقتصادي يعني الكمية الإجمالية للأصول النقدية في اقتصاد ما في وقت محدد) في الولايات المتحدة، خزن الأمريكيين الخائفون العملات الذهبية والفضية لقيمتها واستجاب الكونجرس وسمح بتداول العملات الكسرية “shinplasters”.
حيث انخفضت قيمة الأوراق النقدية ووصل قيمة الدولار لـ 3 سنتات وثبت صعوبة إدارة الأموال الورقية وسرعان ما تحول الكونجرس لمعدن أقل تكلفة لسك العملات المعدنية بالنيكل.
أول نيكل في الولايات المتحدة كان مقابل بضع سنتات وقد استخدمت الولايات المتحدة النيكل في صك العملة ابتداءً من عام 1859م، كانت مزيجًا من النحاس والنيكل تم إنتاج قطع قيمتها 1 سنت، وفي عام 1895 وافق الكونجرس وأعطى إذن للحكومة الفيدرالية باستخدام تركيبة مماثلة لعملتها الجديدة المكونة من 3 سنتات.
ظهور عملة النيكل:
وفي العام التالي ناقش الكونجرس سك العملة المعدنية المصنوعة من النيكل بفئة خمس سنتات، بالرغم من أن الولايات المتحدة كان لديها بالفعل عملة متداولة بنفس أول عملة تنتجها الحكومة الفيدرالية ووفقًا لسجلات الولايات المتحدة فإن العملة كانت من عام 1795م مصنوعة من الفضة..
وكان من الصعب متابعة العملات الفضية بجانب أنها بدأت في التلاشي، ولذلك جادل رجل الأعمال الأمريكي جوزيف وارتون باستخدام النحاس والنيكل الرخيص فمن الممكن أن تكون العملات الجديدة ذات قيمة أعلى من عملات الفضة وضغط بشدة على أصدقائه العديدين بالكونجرس لبدأ في صك العملة الجديدة.
بداية إنتاج عملات النيكل:
بالطبع كان لدى جوزيف اهتمامًا كبيرًا بصك العملات معتبرًا أنه احتكر فعليًا إنتاج النيكل في الولايات المتحدة، فقد كان قد استولى على منجم نيكل خارج لانكستر بنسلفانيا.
وفي عام 1863م تم صقل المعدن ولكن لم يوافق أصدقائه في الكونجرس على الاقتراح في 16 مايو 1866 بل زادوا من وزن العملة الجديدة، وفي النهاية صنع جوزيف مزيد من العملات وتبرع بالمال عام 1881م لإنشاء أول كلية لإدارة الأعمال في الولايات المتحدة وهي كلية وارتون‑ جامعة بنسلفانيا.
وتم اقتراح العديد من التصميمات لعملة النيكل بما في ذلك الشكل النصفي لإبراهام لنكولن ولكن تم رفضه خشية أن لا يحظى بشعبية في الجنوب، كان التصميم الأول عبارة عن درع يونيون محاط بأكاليل الغار والظهر يحمل رقم 5 ومحاط بعدد من النجوم، وقد أشار العدد الصادر من المجلة الأمريكية لعلم النقود “the American Journal of Numismatics” أنها كانت من أبشع العملات المعروفة فقد تسبب هذا التصميم في حدوث مشاكل في إنتاجية العملة.
لمدة سبع أعوام قامت الحكومة الأمريكية بصك قطعتين من العملة قبل أن تتوقف تمامًا عام 1873م، وبمجرد أن انتبهت الحكومة لعمليات التزيف للعملة قامت بإضافة 2 سنت وجاء الإصلاح الثاني لعملة النيكل عام 1913 عندما قام جيمس إيرل فريزر وطالب النحات الشهير أوغسيتس سانت غودنز بتصميم عملة معدنية قام بنحت رأس أمريكي أصلي وسميت القطعة باسم “Buffalo Nickel” كانت جزء من حملة تجميل العملة من فئة 5 سنتات.
ومع اقتراب الذكرى الثانوية الثانية لميلاد توماس جفرسون أحد الأباء المؤسسين للولايات المتحدة، قررت وزارة الخزانة تكريمه وتم تنظيم مسابقة عامة لإعادة تصميم العملة وفاز المهاجر الألماني فليكس شلاج بالمسابقة وحصل على 1000 دولار وصمم العملة فئة 5 سنتات، وفي عام 2004م خضعت العملة لإعادة التصميم مرة أخرى.
وعلى الرغم من الاسم فإن النيكل اليوم في العملة لا يعادل 25% و75% المتبقية من النحاس وأصبحت القصة متداولة بشكل كبير في الأوساط الأمريكية وحسب مكتب محاسبة الحكومة الأمريكية فإن العملة فئة 5 سنتات تتكلف 8 سنتات ولكنها لا تُفكر في تذويب النيكل المُخزن لإنتاج المزيد.
