تاريخ

التاريخ الخفي لـ لوح الويجا

التاريخ الخفي لـ لوح الويجا

ارتبطت لعبة لوح الويجا بأفلام الرعب فالفكرة أن المراهقون يستخدمون لوح الويجا لاستدعاء الجن، وتظهر الكثير من التعقيدات المثيرة بعد ذلك، ولكن تاريخ لوح الويجا أعقد من ذلك بكثير فهي متعلقة بتضحيات رومانية قديمة واستدعاء الجن وأعمال السحر الأسود، وزادت شعبية لوح الويجا وتضاءلت أيضًا على مر الأزمان حتى استدعتها هوليود مؤخرًا في أفلامها.

ويعود التاريخ الشعبي للوح الويجا إلى السوق الأمريكية في تسعينيات القرن التاسع عشر، ولكن الفكرة كانت أقدم من ذلك بكثير.

إذا لم تعرف ما هي الويجا؛ فهي لوح التحدث، تحتوي على سلسلة من الحروف والأرقام يضع المستخدمون أصابعهم على قطعة صغيرة من الخشب أو المعدن، وسوف تدفع القوى الروحية أصبعك لحروف وأرقام معينة تكون بمثابة رسالة من العالم الآخر عالم الجن، وسواء كنت تؤمن بالعالم الروحي أم لا فإن لوحة الويجا مثيرة للإعجاب.

ووفقًا لمجلة “سميثسونيان” لا يتجاوز عمر لوح الويجا 130 عام ولكن فكرة التحدث والتواصل مع الأرواح والأشباح كانت قديمة جدًا وكانت شائعة في حضارات العالم القديم فقد استخدم الرومان القدماء ما يعرف بـ augury كانوا مدربين بشكل خاص لممارسة مثل هذه الأمور ولفك رموز الشخصيات.

وفي التقاليد الصينية القديمة أيضًا كانت تستخدم لإخبارهم بالمستقبل كما أن بعض الشائعات قالت أن “فيثاغورس” كان يمتلك لوحة تحدث ولكنها شائعة غير مدعومة بأية أدلة تاريخية.

الويجا الحديثة:

ولكن الويجا الحديثة أو بالشكل الذي نعرفه اليوم نشأت مع الأخوات فوكس وهم ثلاث أخوات من أشهر الأمريكيين في القرن التاسع عشر فقد استخدموا خدعة الطاولة والقرع (ظهور صوت يقرع) كعلامات تشير إلى تحدث الأشباح واستخدموا الكتابة التلقائية والتي كتبوا فيها كل ما جاء في رؤوسهم وقت سيطرة الأشباح عليهم.

وكانت فكرتهم لاستخدام الحروف لتكوين رسائل كتابية أكثر تحديدًا  ولكن الروحانية كانت شائعة جدًا في الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر لدرجة أنه من الصعب أن تعرف أصل الفكرة بالضبط.

التسويق الأول للوح الويجا عن طريق A Coffin-Maker:

كانت لوحات التحدث شائعة جدًا في القرن التاسع عشر في الولايات المتحدة، ولكنها لم تكن شائعة مثل الويجا ويشرح ج. إدوارد كورنيليوس (J. Edward Cornelius) في شرحه لتاريخ لوح الويجا أنه تم التسويق الأول لها في الولايات المتحدة عام 1890م، حيث استحوذ الإهتمام بالأرواح والأشباح على عقل الجماهير فقد كانت التفاصيل قليلة،  ولكن قام رجل يدعى E.C. Reiche كان من صانعي التوابيت بتسويق الويجا تحت اسم The Talking Board.

وتم تقديم براءة اختراع من قبل رجل الأعمال “ريش إيليا بوند” في عام 1892م على الرغم من أنه ليس من الواضح من الذي توصل للفكرة؛ من قام ببيعها!!

وتشير مجلة “سميثسونيان” إلى أن مسئول البراءة سمح لهم بالحصول على براءة اختراع في حالة إذا كان الجهاز قد تم تحديد اسمه بشكل صحيح، وهو ما فعله، ولكن ليس لدينا أي دليل على ذلك، ويقول “كورنيليوس” أن التصميم تم تحسينه عام 1910م لوجود دائرة مضافه لغلاف رؤية الحروف.

من أين جاء الاسم:

لا يأتي اسم الويجا من الكلمة الفرنسية والألمانية كما هو شائع؛ ولكن وفقًا لكتاب تاريخ لوح الويجا لـ المؤرخ “جيريمي غانس” أن الاسم جاء من قِبل (إيليا بود وشقيقة زوجته) على ما يبدو.

عقد بوند جلسة تحضير أرواح على اللوحة في أواخر تسعينيات القرن التاسع عشر  ليطلب من عالم الأرواح اسم لمنتجه الجديد، ووضع المؤشر على (O-U-I-J-A) وعندما سأل عن معنى الكلمة قالت Good Luck!! وقال غانس سواء كان هذا صحيحًا أم لا فقد كان الاسم ناجحًا تجاريًا  وتميز عن المنتجات الأخرى الجالبة للحظ والسعادة.

السمعة السيئة سريعًا:

بدأ اللوح في اكتساب سمعة سيئة وشريرة على الفور بعد إنتاجه؛ في عام 1919م نشر J.G. Raupert كتابًا بعنوان السحر الأسود والحقيقة حول لوح الويجا (The New Black Magic & The Truth About The Ouija-Board)، وقال أن الأطباء أخبروه عن ثلاثة أشخاص استخدموا لوح الويجا لحالة الخرف؛ وبدأ الناس في استخدمها كوسيلة جادة للتواصل مع الأرواح  وتم فرض ضريبة 10% على مبيعات اللعبة.

فعلى مر السنين ظهرت عدد من الحوادث الغريبة لأناس استخدموا لوح الويجا..

في عام 1913م؛ ادعى “بيرل كوران” أنه كتب رواية بمساعدة لوح الويجا فقد تم إملاءها عليه بعد استدعاءه لروح سيدة إنجليزية كانت قد قتلت على يد رجل هندي واستمر الإملاء نحو عشرين عامًا، وفي النهاية ظهرت رواية (The Sorry Tale) إلى جانب عدد من الكتابات الأخرى.

في عام 1933م تم إطلاق النار على “إرنست ج. تورلي” من قِبل ابنته ماتي بدعوة من أمها التي كانت تخون زوجها مع رجل أخر وأقنعت ماتي بناءً على ما أخبرتها به لوح الويجا بضرورة القتل وانتهى بها الحال بالسجن لمدة سبع سنوات في سجن ولاية أريزونا.

وفي عام 1956م تركت “هيلين بيك” مجموع ممتلكاتها البالغة 180،000 دولار إلى “جون غيل فوربس”، الرجل الذي تم ذكر اسمه على لوحة الويجا الخاصة بها في عام 1919؛ ولم يتم العثور على فوربس أبدًا، وفي النهاية أخفق القاضي ومنح التركة لورثتها.

لعبت الويجا دورًا حاسمًا في محاكمة لجريمة قتل في التسعينات:

في عام 1994م اضطرت محاكمة الاستئناف الإنجليزية لاستخدام لوح الويجا للإجابة على سؤال حاسم؛ فقد سمحت هيئة المحلفون باستخدام اللوح في ساحة المحكمة..

في البداية أُدين “ستيفن يونح” البالغ من العمر 35 عامًا بقتل (هاري ونيكولا فولر)؛ ولكن تم إعادة المحاكمة واستخدام لوح الويجا في محاولة الاتصال مع أرواح القتلى وقررت المحكمة أن ذلك غير مقبول وتم إعادة المحاكمة وأدين بالقتل للمرة التانية!!

يعتقد علماء النفس أن لوح الويجا تعمل من خلال  العقل الواعي واللاواعي لمن يضعون أصابعهم على القرص ويتم طرح الأسئلة ويقوم عقلهم اللاواعي بنقل القرص للإجابات التي يريدونها..

وعلى الرغم من هذا التفسير العلمي إلا أن لوحات الويجا غامضة جدًا ويجب تجنبها تمامًا.

المصدر
المصدرالمصدر
زر الذهاب إلى الأعلى