ركزوا معايا أوي هنا بقى، لإن المجتمع العلمي العالمي بقاله فترة فخور بفتح علمي فيزيائي جديد يعتبر من أكبر الكشوفات والإنجازات في تاريخ التكنولوجيا والفيزياء الحديثة، واحنا لسه نايمين ف العسل.. فتح علمي بنفس قوة وحجم صورة الثقب الأسود اللي كانت تريند من فترة، إن مكانش أكبر.. الفتح العلمي ده يتعلق بأول صورة من نوعها في التاريخ البشري المسجل، للتفاعل بين جسيمات ذرية متشابكة كميًا Quantum Entangled Particles..
فاكرين لما كلمتكم قبل كده عن التشابك الكمي Quantum Entaglement، وتأثيره على قدرتنا كبشر على تحقيق النقل الآني Teleportation؟.. أيوه، المقال اللي عجبكوا أوي ده.. هتلاقوه من ضمن المقالات اللي تشرفت بتقديمها هنا على الموقع..
خدوا التقيلة بقى..
علماء فيزيائيين عباقرة في جامعة جلاسجو Glasgow في إسكتلندا، قدروا لأول مرة في التاريخ يلتقطوا صورة حقيقة للتفاعل بين جسيمات ذرية متشابكة كميًا، بتتقاسم نفس الحالة الذرية والفيزيائية المتماثلة، بعد مرور واحدة منها بفلاتر تغيرها، والتانية لأ.. مثبتين بذلك بما لا يدع الشك صحة النظرية والافتراض، وفاتحين الطريق لتطور تكنولوجيا الإتصالات الكمية..
بإختصار، قدروا يلقطوا صورة لجسيمات ذرية متشابكة كميًا، ويثبتوا ده بالصورة الحية!
أيوه.. الصورة الرمادية المبكسلة اللي مع المقال دي، هي أول مرة نشوف فيها التفاعل الكمي ما بين جسيمين ذريين متشابكين كميًا، واللي بيشكل واحدة من أغرب ظواهر الفيزياء الكمية، وأساس مستقبل تطوير الحوسبة الكمية Quantum Computing عمّا قريب.. تعالوا أشرحلكوا إزاي وايه اللي حصل..
التشابك الكمي ده بيحصل لما جسيمبن ذريين بيترابطوا مع بعض برباط كمي وثيق، كإنهم مرتبطين بالبلوتوث كده عشان أبسطهالكم أكتر.. وفي حالة ترابط الذرتين بالشكل ده، فإن أي حاجة تحصل لواحد من الجسيمين دول، بتحصل للتاني بنفس الشكل والحالة، بغض النظر عن مدى بعدهم عن بعض، أو الظروف الذرية اللي بيمروا بيها..
الصورة اللي هتشوفوها دي، بتوضح التشابك الكمي ما بين ٢ فوتونات.. اللي هي الجسيمات الذرية اللي بتكون الضوء.. بتظهرهم وهما بيتفاعلوا، و-لجزء صغير جدًا بشكل لا نهائي من الثانية- بيتبادلوا نفس الحالة الذرية مع بعض، برغم مرورهم بظروف مختلفة!
خلوني أشرحلكم لقطوا الصورة إزاي..
بصوا على الصورة التوضيحية اللي مع المقال.. شايفينها ؟.. ده كده تكوين الجهاز أو التجربة اللي قدروا بيها يلقطوا الصورة دي..
اللي عملوه بقى هو باختصار، إنهم سلطوا حزم من الأشعة الضوئية، اللي بتتكون من فوتونات متشابكة ومترابكة كميًا، بداخل أنبوب كده طويل، اللي هو تحت على الشمال ده.. الأنبوب الطويل ده بيتقسم بعد كده لأنبوبين، أو طريقين.. واحد من الطرق اللي هو مكمل لقدام علطول ده، ف آخره السطح المستقبل للفوتونات، واللي بيحوي السينسورز Sensors اللي بتلقطهم، والكاميرا المتطورة اللي بتلقط صورهم بتكنولوجيا الفيمتو-تصوير Femto-Photography اللي كلمتكم عنه قبل كده.. والأنبوب التاني المتفرع منه للشمال ده، بيحوي ٤ فلاتر أو مرشحات، بتحول الفوتونات دي من حالات ذرية وكمية لأربع حالات أخرى.. بإختصار بتغير طريقة دورانها وحالتها الذرية يعني..
اللي حصل بقى لما هما قاموا بالتجربة دي، وقارنوا بين الصور ونتائج مجسات الإستشعار أو السينسورز، هو إنهم لقوا الجسيمات الذرية المنفصلة دي، بتتشارك في نفس الحالات الذرية بالظبط، كإن الإتنين مروا بنفس المرشحات الأربعة!
وده على الرغم إن نصهم بس اللي مر بالمرشحات أو الفلاتر، والنص التاني كمل طريقه عادي
بمعنى آخر، الأجسام دي مترابطة كميًا.. أيًا كانت المسافة اللي بينهم أو الحالة الذرية اللي عند واحد فيهم، فإنها هتنعكس على التاني بغض النظر عن المسافة والمكان
ودي أول صورة من نوعها في العالم وفي تاريخ فيزياء الكم والفيزياء الحديثة، بتوضح الظاهرة دي..
طبعًا من المسلم به إن الكشف ده هيفتح الطريق لتطور كبير أوي في تقنيات التصوير الكمي والتصوير بإستعمال الفيمتو تكنولوجي، وكمان هينقلنا خطوة كبيرة لقدام تجاه تطوير الحواسيب الكمية، اللي هتتفوق على قدرات أقوى الكمبيوترات العادية الموجودة بآلاف المرات بلا مبالغة..
كل ده ومحدش بيتكلم عن الموضوع عندنا هنا.. أصل عندنا حاجات أهم.. أنا تعبت من الكلام والله..
السؤال بقى، ليه ؟!.. هل إحنا كعرب معندناش المؤسسات البحثية والجامعات المتطورة الكافية للمشاركة في أبحاث زي دي ؟.. أومال فين الجامعات العربية الكبيرة، وجامعة زويل مثلًا ومراكز الأبحاث المصرية ؟.. إعملوا أي حاجة وشاركوا بأي شكل.. حرام عليكم شكلنا بقى وحش، والقطر فاتنا من زمان أوي..
