التفكير الناقد وأهميته
التفكير الناقد وأهميته.. هناك بعض الشخصيات التي تتصف بصفات سلوكية تكون غير مرغوبة ولكنها في عالم علم النفس تكن مهمة ولها إيجابيات بناءة، إليكم مناقشة التفكير الناقد وأهميته، وكيف يمكن الاستفادة من ذلك التفكير؟
ماهية التفكير الناقد وأهميته؟
هو ذلك التفكير الذي يصدر منك لذاتك بتعليق إيجابي أو سلبي، أو يصدر من غيرك على تصرفاتك، ليس كل النقد يكون لاذع وفي غير محله، بل هناك طريقة وأسلوب مُقرب إلى النفس يُحبه الآخرين وتستطيع استخدامه لتحليل موضوعي وعملي لكافة الأمور التي تكون تحت مجهر النقد، ومن الجميل أنك تكن مصدر للنقد لذاتك ولأفعالك وأقوالك، فقد يكون ذلك صحوة لضميرك ولذاتك، أو تقييم لسلوكيات أنت صنعتها.
وتقام على هامش ذلك الفرع اجتماعات وندوات للانتقاد البناء والفعال للأعمال الكتابية والدرامية والأبحاث ومناقشة ذلك في محاضرات، وهو مجال مستقل بذاته تقام عليه الكثير من الأفكار، ويتم تعديل كثير من وجهات النظر بسبب توارد الأفكار الناقدة.
الإنسان الناقد لا يعرف الاستسلام، ودائما يشار إليه كونه مُثقف، وعلى دراية ومعرفة بالكثير من المجالات التي تؤهله إلى تقييم صائب لذاته وللآخرين، لديه أفكار مبدعة، ويستطيع تحليل جميع المواقف بحيادية، من الجائز أن يخفق في نقد ما أو إصدار تحليل غير موفق، لكنه بالتأكيد سيتدارك ذلك، ويصحح من اتجاه ومسار ذلك الخطأ.
ولن يتمسك برأيه بل روح النقد ستلاحقه، فالناقد ليس بالشخص المتكبر والمغرور، بل تلك صفة من صفات الأذكياء والمفكرين، فهو يعمل على بناء وليس هدم، وتقويم واعتدال جميع المواضيع التي يتناولها إن كانت تخصه ويفكر فيها أو لغيره، وبذلك يتم التعاون والمشاركة بصورة راقية وفعالة.
الطفل الناقد هو طفل مبدع ومفكر، لأنه لا يقصد بذلك أنه معارض أو أنه ناقم على ذلك الشيء، لكنه يريد أن يفهم كل ما يدور حوله، ويريد معرفة ما هي حقيقة الأشياء، ودائمًا ما يتعامل الأطفال ببراءتهم، وهنا يجب على الكبار البالغين توجيه ذلك النقد لمحله الصحيح وتوظيفه بالشكل السليم، ويجب تدريب وتهذيب الطفل على أن يكون له رأي مستقل تجاه الأمور من حوله، واحترام الآخرين، ويقول رؤيته الصادقة بدون تجريح أو تجاوز.
التفكير الناقد وأهميته من وجهة نظر النفسية
يظل الإنسان الناقد متزن طالما يستخدم ذلك التفكير في محله ووقته، دون أن يزيد عن الحد المسموح أو يُكثر من استخدامه فيصبح مُزعج لذاته ومن حوله، ويتحول ذلك إلى هوس مرضي اضطرابي يُصاب به.
فكثرة النقد تصبح وسيلة جلد، إذا كان يحمل تعبيرات جادة وقاسية أو يتم استخدام ألفاظ غير حادة وتحمل معنى اللباقة، وذلك لذاتك وللآخرين الذين تنتقدهم، هنا تتحول الأهمية الإيجابية إلى نظرة سلبية وصفة غير مرغوبة، وآفة نفسية وعصبية يجب التخلص منها وعلاجها، وذلك للحد من تفاقمها فتتحول لشخص يطيح بجميع من حوله، ولا يرى شيء جيد أو حُسن في تصرفاته أو تصرفات من حوله، ويحتاج لعلاج للحد من التدخل السلبي، والتطفل بشكل قد يؤذي المشاعر مع تكرار النقد.
وقد يأخذ شكل غير موضوعي ولا منصف من كثرة تكراره، الحالة النفسية لذلك الشخص الذي اعتاد على كثرة النقد، يصبح فجأة إنسان مستهلك للمشاعر والتفكير والتحليل، ولا يقوم بفعل أو عمل شيء مفيد، بدلًا من النقد الذي في غير محله ومكرر بشكل مفرط، فيجب إشغال بالك وتفكيرك بشيء إيجابي وإعادة النظر للأمور بمنظور التقييم الإيجابي والشفاف.
المصدر:
فيديو سطور، مفهوم التفكير الناقد.