صحتكلايف ستايل

التوحد عند الطفل

التوحد عند الطفل
يعاني الأطفال من الكثير من الأمراض النفسية والعضوية والعصبية في مراحل متقدمة منذ طفولتهم، نفتح ملف التوحد عند الطفل ، والذي نجده يقف عائق بين أن يعيش الطفل حياته بشكل طبيعي وبين سلوكياته الغير طبيعية، فهو يستحق أن ينعم بحياة طبيعية.

ماهية ومسببات التوحد عند الطفل

يتم الخلط بين أنواع التوحد المختلفة بين ذلك النوع الذي يكون مرض حقيقي وبين ذلك النوع البسيط الغير معقد، خطورة التوحد تتمثل في عدم اكتشاف المرض مبكرًا أو الخلط بينه وبين بعض السمات الأخرى للأمراض النفسية السلوكية المتباينة.

هنا يجب عدم المبالغة في وصف مرض التوحد، الذي يعد اضطراب في سلوكيات الطفل الذي يميل إلى الانفراد في التعامل مع شخص واحد، أو لعبة واحدة يفضلها ويرتبط بها ارتباط وثيق، أو حركة واحدة مثل الدوران مع تعليق النظر لأعلى، لذلك يطلق عليه مرض التوحد أو الذاتيون والذاتية.

من المفاهيم الخاطئة عن طفل مريض التوحد أنه يجب أن يكون لديه أعراض اضطراب عقلي وذهني، أو تأخر في السمات العقلية والقدرات الذهنية من ذكاء وفهم وحفظ وذاكرة وتخاطب، وهذا غير صحيح بمريض التوحد لا يشترط وجود تأخر عقلي، بل قد يكون على درجات متفاوتة من الذكاء والفهم وغيرها، فقد تجد طفل يعاني من التوحد عبقري ولديه ذكاء كبير، وطفل آخر أقل في درجات الذكاء والاستيعاب.

فهذا المرض الناتج عن عدم انتظام نمو الدماغ بشكل طبيعي، أو أنه قد ينتج عن حالة الطفل عندما كان جنين في الرحم من عدم وصول الأكسجين للدماغ، أو ضغط الحبل السري بشدة على البؤر العصبية في الدماغ لدرجة اتلاف بعضها، وهو ليس مرض مكتسب، وله درجات قد يكون بسيط ومؤقت، ويزول مع مرور الوقت ويكتسب الطفل مهارات اجتماعية مزدوجة، أو يكون عميق يحتاج إلى تعديل سلوكي.

طرق التعامل مع التوحد عند الطفل

من أصعب ما يواجه أهل أو المحيطين بالطفل الذي يعاني من التوحد هو مواجهة أنه لا يستطيع التعامل أو التواصل السلوكي مع الآخرين، ويواجه ذلك بعنف شديد في حال اختراق تلك الخصوصية من وجهة نظره، أو إن رغب أحد في اقتحام حياته فيقابل ذلك بنوبات من الصراخ أو ضرب رأسه المتكرر في الحائط.

فهذا الأذى النفسي والعصبي الذي يلاقيه في أثناء غضبه تحتاج إلى رعاية وعناية نفسية وعصبية، هي لا تحتاج إلى مستشفى أو مراكز ومصحات نفسية، بل تحتاج إلى وعي أسري والمحيطين به، وأن يكونوا على دراية بما يعاني منه الطفل، وكيفية تهدئته في حال اصابته نوبة غضب.

خطأ كبير أن يتم اعتقاد أن الأطفال المصابين بالتوحد لا يدخلون المدرسة والحضانة مع الأطفال الطبيعيين، فمن الخطر أن ينضموا إلى المراكز التربوية الخاصة التي تقبل أطفال ذو إعاقات كبيرة، أو يدخلون حضانات تربوية يكون المعلمين والمعلمات ليسوا على درجة من الوعي التربوي والسلوكي، فيجب اختيار الصرح التعليمي لطفل التوحد بعناية فائقة، والتأكد أنهم مؤهلين بشكل كبير في العناية بطفلهم المريض، وأن المخالطين للطفل على قدر من الوعي بمرض التوحد، وذلك لأن مرض التوحد قد يتلاشى مع مرور الوقت، وقد يتفاقم ويستمر في حال عدم التعامل معه بشكل علاجي سلوكي صحيح.

أخيرًا نصيحة من القلب للمخالطين بطفل التوحيد بأن عدم المبالغة في تشخيص وتضخيم حالة طفلك هو من أوائل أساليب العلاج، وأيضًا عدم الاستهانة والاستخفاف بتلك الحالة يجعل العلاج أسرع وأبسط.

المصدر: وليد يوسف سرحان، التوحد.

اقرأ أيضاً

إضاءات منزلية تساعد على بث التفاؤل وتحسين المزاج

5 عادات للنوم يمكنها مساعدتك في إنقاص الوزن الزائد

ريهام عبد الوهاب

خريجة كلية الألسن جامعة عين شمس مترجمة للغتين الانجليزية والتشيكية، أعشق القراءة والكتابة وتفسير الأحلام، وأعمل أيضًا محررة صحفية ويسعدني مروركم وتعليقاتكم
زر الذهاب إلى الأعلى