حصل

الحرب النفسية في غزة.. الصراع مستمر بين حماس والاحتلال الإسرائيلي

الحرب النفسية في غزة.. تشهد الحرب النفسية بين حركة حماس وإسرائيل تصعيدا ملحوظا، ويتبادل الطرفان، منذ بداية الحرب على قطاع غزة، هجمات إعلامية في إطار حرب نفسية، وتفوقت حماس على الاحتلال الإسرائيلي في هذه الحرب.

وقامت حماس بنشر مقطع فيديو موجه لعائلات الأسرى وتقول: «ماذا تعتقدون، قتل بعضهم، لم يقتل أحد، قتلوا جميعهم.. انتظرونا.. غدا سنخبركم بمصيرهم».

الحرب النفسية

نشرت كتائب القسام من قبل صورا لمجموعة من القذائف الصاروخية، التي تم تجهيزها ضمن رشقة أطلقت باتجاه مستوطنات الاحتلال الإسرائيلي، وقالت في بيان إنها «إهداء لأرواح شهداء الضفة الغربية».

وعلى القذائف الصاروخية، وضعت القسام لافتات دونت عليها أسماء عدد من شهداء الضفة، الذين عرفوا بتنفيذ عمليات ضد القوات الإسرائيلية بالضفة، من بينهم إبراهيم النابلسي، ووديع الحوح، ومحمد كامل الجعبري.

وجاءت هذه الصور، بعد يومين من نشر الجيش الإسرائيلي صورا لمجموعة من الصواريخ، دون عليها باللغة الإنجليزية أسماء مجموعة من الناشطين الأجانب والعرب، الذين عرفوا منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر الماضي، بانتقادهم لجيش الاحتلال الإسرائيلي بسبب «المجازر»، التي يرتكبها بحق المدنيين بالقطاع، فيما رسموا إلى جانب كل اسم قلبا.

المقاومة في غزة

في مشاهد أخرى لهذه الحرب النفسية، كانت قد نشرت «القسام» مقطع فيديو ردا على إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي في اكتشاف نفق كبير للمقاومة بقطاع غزة.

ويظهر في الفيديو، الذي تضمن رسالة من القسام لجيش الاحتلال الإسرائيلي جاء فيها: «وصلتم متأخرين.. المهمة أنجزت»، مقاطع من اكتشاف الجيش للنفق وتجول وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت فيه.

طوفان الأقصى

تتابعت في مقطع الفيديو بعد ذلك مشاهد من عملية «طوفان الأقصى»، التي نفذتها كتائب القسام في المواقع العسكرية والبلدات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة، وتضمنت المشاهد عمليات تفجير ضد قوات الاحتلال واختطاف جنود واستهداف آليات عسكرية بقذائف مضادة للدروع، في إشارة إلى أن المهمة التي كان هذا النفق مخصص لها قد أنجزت.

ويشمل مجال الحرب النفسية العديد من الأساليب والتقنيات، استخدام وسائل الإعلام لنشر رسائل ومعلومات تهدف إلى التأثير على الرأي العام وتوجيهه في اتجاه (البروباجاندا)، نشر معلومات أو أفكار مغلوطة أو مبالغ فيها بغرض التأثير على الرأي العام وتشويه صورة العدو أو تبرير أعمال عسكرية.

والحرب النفسية يمكن أن تكون فعالة أكثر من الحرب الحقيقية، فغالبا ما تكون الحرب النفسية أقل تكلفة من الحرب الحقيقية، ففي الحروب الحقيقية، يتطلب تحقيق الأهداف العسكرية استخدام القوة العسكرية، وهذا يتطلب تجهيزات عسكرية مُكلفة وخسائر بشرية ومادية كبيرة، بالمقابل الحرب النفسية تعتمد على الاستخدام الفعال لوسائل الإعلام والاتصال والتأثير النفسي، وهذا يمكن أن يكون أقل تكلفة.

تأثير الحرب النفسية

تتميز أيضا الحروب بتأثيرها على عدد أكبر من الناس في وقت أقل، من خلال استخدام وسائل الإعلام والاتصال الحديثة، مثل الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، يمكن للرسائل النفسية أن تنتشر بسرعة وتصل إلى جمهور واسع.

وقد تحقق الحروب النفسية تأثيرًا طويل الأمد على الرأي العام والمجتمعات، بتشكيل التصورات والمعتقدات والمشاعر لدى الأفراد والمجتمعات، يمكن أن تستمر النتائج النفسية للحرب لفترة طويلة بعد انتهاء النزاع الفعلي، هذا قد يؤثر على الاستقرار السياسي والاجتماعي والعسكري للأعداء بشكل مستمر.

ويمكن أن تكون الحروب النفسية أكثر صعوبة في التحليل والتصدي مقارنة بالحروب الحقيقية، فعندما يتم التلاعب بالرأي العام ونشر البروباجاندا والمعلومات المضللة، يمكن أن يكون من الصعب تحديد مصداقية ومصدر هذه الرسائل وتوجيه الرد الفعل الصحيح.

ولم تكن هذه الحرب الوحيدة التي تم استخدام الحرب النفسية فيها، فهناك العديد من الأمثلة على الحروب النفسية في التاريخ:

في الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة وحلفائهما، وكانت تتمحور حول المنافسة السياسية والاقتصادية والعسكرية بين الجانبين، وتم استخدام الحروب النفسية في شكل التضليل والتلاعب الإعلامي لتشويه صورة العدو وشن حملات للتأثير على الرأي العام في كل من الجانبين.

وشهدت الحرب العالمية الثانية استخدامًا واسعًا للحروب النفسية، واستخدمت ألمانيا النازية بث البروباجاندا والتلاعب النفسي لتشويه صورة اليهود والتأثير على الرأي العام الألماني والدول المحتلة، كما استخدمت الحكومة البريطانية البث الإذاعي للتلاعب النفسي ورفع المعنويات للشعب البريطاني وحلفائها.

وخلال حرب فيتنام في الستينيات والسبعينيات، استخدمت الولايات المتحدة العديد من العمليات النفسية، بما في ذلك رش الهرمونات المركبة والمواد الكيميائية المسببة للذعر في المناطق المعادية، بهدف زعزعة الاستقرار النفسي للقوات العدو والمدنيين.

وفي حرب الخليج الثانية، استخدمت الولايات المتحدة وحلفاؤها الحروب النفسية لتأثير ذلك على الرأي العام العراقي وخلق الشك والتوتر داخل النظام العراقي، من خلال بث رسائل مشوقة وتهديدات واضحة.

زر الذهاب إلى الأعلى