المرأة

الخجل من الجسم.. قد يكون الأشخاص من حولك هم سبب عدم إعجابك بجسمك

الخجل من الجسم.. قد يكون الأشخاص من حولك هم سبب عدم إعجابك بجسمك

الخجل من الجسم مشكلة القرن الواحد والعشرين

في الماضي كانت رؤية الناس لأجسامهم مختلفة عن الآن. فلم يكن هناك عار أن يكون الشخص ممتلئ الجسد أو نحيف، قصير أو طويل، فقد كان ينظر لهذه الأشياء كسمات بشرية عادية، إلا في نطاق ضيق جدًا.

لكن مع ظهور السوشيل ميديا وظهور الموديلز الذين يستعرضون أجسامهم الممشوقة والمرسومة وفق نماذج محددة والمعالجة بتقنيات التجميل بل وبتقنيات تعديل الصور صار الجميع يريد أن يكون جسمه مثل هؤلاء المويدلز.

وهنا ظهرت مشكلة الخجل من الجسم، فمن كان جسمه مخالف للصورة التي تم رسمها للجسم الجميل يصبح هدفًا لسهام التنمر من الآخرين بل ومن نفسه.

لا يوجد ما يسمى بالجسم المثالي

عليك أن تعلم أن لديك جسد واحد فقط ولن يبقى كما هو طوال حياتك، فمراحل العمر تغير شكل الجسم فمهما حاولت الحفاظ عليه سيهزمك يومًأ، لذلك من المهم أن يكون لديك صورة إيجابية عن جسدك سواء كان مطابقًا للنموذج المرسوم أو بعيدًا عنه ، فرؤيتك لجسدك تؤثر ليس فقط على نفسيتك بل على علاقتك بالآخرين.

الخجل من الجسم.. أكثر إنتشارًا لدى النساء

مشكلة الخجل من الجسد كبيرة بشكل خاص عند النساء. يبدو أن الرجال أكثر استرخاء عندما يتعلق الأمر بالطريقة التي ينظرون بها إلى أنفسهم. كما أنهم لا يتعرضون لضغوط مجتمعية كبيرة بهذا الخصوص

. أراد العلماء معرفة أسباب الخجل من الجسم عند النساء ، ولذلك طلبوا من مجموعة من الشابات الإشارة إلى الطريقة التي يرون بها أجسادهن. كان على المشاركات في الدراسة أيضًا وصف الطريقة التي تتغير بها صورة أجسادهم اعتمادًا على الدائرة الاجتماعية التي هم فيها، وكيف ينظرون إلى أنفسهم عندما يكونون مع أفراد الأسرة والأصدقاء وزملاء العمل وما إلى ذلك.

ليس من المستغرب أن وجد العلماء أن صورة الجسد تعتمد على المحيط  الاجتماعي. على سبيل المثال ، عندما تكون امرأة شابة محاطة بأشخاص منشغلين بمظهرها ، فمن المرجح أن تكون أكثر شعورًا بجسدها وأكثر اهتمامًا بما تظنه عيوبًا. يقول العلماء إن هذه مشكلة كبيرة ، خاصة بين الشابات ، اللواتي غالبًا ما يعشقن الموضة والمظهر ووسائل التواصل الاجتماعي التي تعرض فيه صور الأجساد المثالية بشكل مستمر.

الخجل من الجسم والبيئة

بينما أظهرت الدراسة أن النساء في المناطق التي لا تهتم بشكل كبير بصورة الجسد مثل المناطق الريفية وبخاصة البيوت العائلية فيها، تكون رؤية النساء لأجسامهم أكثر إيجابية ولا يشعرون بالخزي لأنهن يشعرن أنهن جميعًا متماثلات.

بينما في البيئات الحضري تشعر النساء دائمًا أن عليهن الظهور بمظهر معين، وأنهن يتنافسن مع غيرهن من النساء للظهور بهذا المظهر المعتمد. علاوة على ذلك فتفوق المرأة في عملها جزء من يرجع لمظهرها مما يزيد من الضغوط على المرأة في المناطق الحضرية، بينما في المناطق التقليدية لا يعد الجسد معيارًا مهمًا لنجاح المرأة في مهامها اليومية.

المشكلة كبيرة فالكثير من النساء تصاب بالاكتئاب لهذه الأسباب، وحل المشكلة لن يكون بمجرد التوعية للنساء بل يجب مقاومة هذا الضغط المجتمعي الذي يحملهن أكثر مما يطقن ويدفعهن لرؤية نماذج مثالية للأجسام، نماذج مستحيلة في كثير من الأحيان.

اقرأ أيضاً

أشكال غريبة من الفيتامينات تسمى “مضادات الفيتامينات” تحارب الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية

مصدر

المصدر
جامعة وترلو

سمير أبوزيد

باحث ومهندس في مجال النانو تكنولوجي بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، وله عدة أبحاث علمية منشورة. ألف ثلاثة روايات " صندوق أرخيف" و " الرفاعي الأخير" و " عز الدين"، كما كتب للعديد من المجلات وله ما يزيد عن الثلاثمائة مقال.
زر الذهاب إلى الأعلى