قصص الرعب
الخديعة
الخديعة .. هناك من الكلمات ما يمر بسلاسة و كأنه لم ينطق أو يقرأ …. و هناك من الكلمات ما يتعلق في أذهاننا إلى الأبد … خاصه تلك الأحاديث الغير مألوفه … و ربما الغريبة أيضًا عن عالمنا الذي نعتاد رؤيته في كل شيء …. و كلما ازدادت الأحاديث تعقيدًا … كلما اعطينا فرصه إلى الخيال ليقوم بعمله معنا على أكمل وجه دون أدنى توصية من عقلنا الواعي الذي يلعب في تلك المواقف .. دور المشاهد فقط !!!!!
الظلام كائنًا بذاته و ليس ناتجًا عن غياب النور !!!!
صدقني …. أنت لا تقرأ إلا الحقيقة … و لك كل التقدير و الاحترام في أن لا تصدق … فإن كنت من أصحاب العقل و الدليل فأرجو منك أن لا تكمل ما اسرده الآن … أما إذا كنت مما تشتاق لكل ما هو غريب … غير مألوف … و لا يصدقه إلا قليلين … فلتكمل معي ما بدأت ..
من يكملون الآن هم النخبة … الذين يبحثون عن الحقيقة في كل خبر مخفي … مكان غير معلوم … أو حتى بداخل انفسهم …. ركزوا جيدًا و لنتابع بعناية لأنها طرقات معوجة و ليس لها نهاية إلا الهلاك ….
المكان الآن يشبه الفراغ …. هو نفس المكان الذي تقطنه الآن … و لكن زمانًا مختلف أو بعدًا مختلف … و أحدثك الآن و أنا أرى صرختي كطفل رضيع …. بدأ مع عائلته و قومه منذ أمد بعيد …. كنا المعمرين السابقين … ملوك و أمراء ذلك المكان اللعين الذي اكرهه الآن …. و اكره من عليه …. ترعرعت في كنف أبي و أمي بضع سنوات …. و كان المكان بدا خرابا …. كان هناك الكثير من الحروب و الفتن … الكل يريد أن يصبح هو الأله …. ومع كثره سيل تلك الدماء بلونها الأخضر الغليظ …. حدثت اعظم حربًا قد لا تعرف عنها الكثير ….
ليس كل المسلمات يمكن أن تصدق … !!
رأيناهم …. ألوف في هيئة أعداد منظمة …. ناصعين البياض …. ضربة سلاح واحدة منهم تبيد الكثيرين …. و على الرغم من أنها كانت حربًا ضارية و يقشعر لها الأبدان …. إلا أنها لما تأخذ زمانًا طويلًا … نستطيع أن نحصرها في دقائق معدودة … معذرة فانا خارج حسابات الزمن و لا أعلم كيف يحتسب ….
أخذوا مننا مجموعة تبقت منهم أنا …. انتقلنا إلى مكانًا أكثر روعًا و هدوءًا من ذلك المكان المظلم و الموحش و الذي لم نرى فيه إلا الدمار …. نشأت في كنفهم و أعجبت كثيرًا بهيئتهم …. تعلمت الحكمة و الذكاء و المعرفة ….. حتي أصبحت واحدًا منهم …. و رأيته … مهلًا … أنا اعرف ذلك الكيان … لقد رايته من قبل …. !!!
في إحدى اللحظات …. أجده على تلك الهيئة التي اعرفها …. أنا على يقين من هذا … و لكن الأحداث غير ذلك … فتلك الكائنة المسماة حواء لم تكن هي الأولى …. هناك شيء غريب لا اعلمه …. !!
لتمعن النظر جيدًا فربما ما سيحدث ما هو إلا ماضي قد حدث مسبقًا …..!!
ها هو ادم …. أوجدوه من ضلع من حواء …. لقد بدأت في التذكر … و كلما تذكرت الأحداث … كلما ازدادت حيرتي و ازدادت الأمور تعقيدًا …. فما في ذاكرتي … أن أدم خلق أولًا ثم جاءت منه حواء …. نعم … هكذا بدأ الخلق … هكذا بدأت القصة و الصراع …. و أنا اعلم جيدًا أنني هو …. الشيطان !!!!
أنني الآن تشكلت علي هيئة حية خبيثة …. سوف أكمل عملي الآن الذي اعلمه و تعلمونه جيدًا …. أنني أحاول إقناعهم بالأكل من شجرة المعرفة …. أخدت حواء التفاحة و أعطتها لأدم ….. ماذا يحدث ,,, لقد رفضا أن يأكلا من الشجرة ….. سأكل أنا …. ما هذا …. ما هذا الذي يحدق بالتحديد … أنها شجرة عادية جدًا و ليس بها شيء مختلف !!!!!
حسنا …. سأذهب لأرفض السجود …. ذهبت إلى ذلك الجمع الموجود و المهيأ منه ليحتفل بأدم و يسجد الجميع لهم …. و لكن ما حدث الآن جعلني اقترب من بركان الجنون الخالص …. لقد سجدت أنا الأخر …. هل جننت …. و لكن الشيطان لا يصاب بالجنون … الشيطان عظيم …. أنا لم و لن أصاب بما ادفع البشر إلى الإصابة به …. أنا اعلم أنها مكيدة جديدة منه … فهو ظلمني في البداية و يظلمني مجددًا ….
لابد أن الحقيقة موجوده في مكان ما …..
: أنا لم أظلمك …
لم استطع الرؤية و أجبرت علي الهروب بعيدًا و لكن مازال الصوت يطاردني …..
: لقد أفسدت النسخ الستة السابقة مما خلقت كلها … كنت أحاول أن أعطيك أنت الفرصة لإصلاح ما أفسدته في المرة الأولى و لكن دون جدوى …. انت لن تصلح أن تبقى معنا هنا …. النسخة السابعة هي الخالية من أي عيوب …. عيبها الوحيد هو أنت ….
صرخت بكل ما أتيت من قوة …. ” اجعلها أخر فرصة ” ….
و انتقلت إلى المكان الذي جئت منه … الأرض … ذلك المكان الذي سكنه ستة نسخ من البشر …. سته محاولات مني لإسقاطكم معي دون جدوى …. و الآن أنا وحيدًا …. كلما استطعت أن أتحدث إلى أشخاص مثلكم فعلت …. أحاول أن انشر حقيقة الخديعة … حقيقة ماذا سيحدث … تسألون كيف أنت تتحدث إلينا من نسختك المستقبلية … لذا بعدما تنهون تلك الكلمات ستجدونني مباشرة أمامكم للتفسير !!!!