الخفاش المظلوم.. مع الزيادة الصاروخية في أعداد المصابين بمرض COVID-19 في جميع أنحاء العالم، والذي يسبب الالتهاب الرئوي، سبب أيضًا انتشار الهلع بين الشعوب ووقف السفر بين الدول، وانهيار اقتصادي مرتقب لكثير من القطاعات. كل هذا دفع العلماء حول العالم لمحاولة لتحديد مصدر الفيروس التاجي SARS-CoV-2 على أمل أن يفيد هذا في عملية إيجاد لقاح للفيروس.
على الرغم من أننا لا نملك الإجابة حتى الآن، بما في ذلك ما إذا كانت قادمة من حيوان وسيط، إلا أن تحليلًا جديدًا قد أوقف نهائيًا نظرية المؤامرة التي تدعي أن الفيروس صنع في المختبر كسلاح بيولوجي.
توضح الدراسة التي نحن بصددها بعض الاحتمالات المثيرة للاهتمام فيما يتعلق بأصل الفيروس التاجي الجديد. يشير أحد السيناريوهات إلى أن الفيروس ربما كان موجود بشكل غير ضار في البشر لفترة طويلة قبل أن يتحول إلى الوباء الذي أوقف مسار الحياة في جميع أنحاء العالم.
تشير الدراسة إلى احتمالية أن هناك فيروس قديم ربما قفز للإنسان على صورة غير ضارة وظل داخله يتحور ويتطور جينيًا إلى أن تحول للصورة الحالية اكتسب القدرة على الانتقال من إنسان لإنسان ليصبح في خلال أشهر معدودة وباءً عالميًا.
تستند الدراسة إلى حقيقة أنه عند تحليل الغشاء الخارجي للفيروس تبين أن البروتين المسؤول عن التصاق الفيروس بالخلايا البشرية قبل القفز داخلها وإصابتها، يلتصق بقوة كبيرة وهو أمر لا يحدث إذا كان الفيروس انتقل مباشرة من الحيوان للإنسان.. لذلك لابد أن يكون الفيروس قد قضى وقتًا داخل الإنسان لكي يطور تلك الكفاءة فيما يعرف بعملية الانتخاب الطبيعي.
علاوة على ذلك فالمسح الذي أجري على الفيروسات التاجية التي تصيب الخفافيش لم يسفر عن تطابق بين أي من هذه الفيروسات وبين SARS-CoV-2، رغم ذلك فالوقت مبكر لنقول إنه لم يأتي من مصدر حيواني بشكل مباشر فأنواع الفيروسات التاجية في الخفافيش كبير جدًا بحيث أن الأنواع التي تم تحليلها قليل جدًا بالنسبة للأنواع الموجودة بالفعل.
الدراسة تقول أن الوباء في الغالب أنتقل للبشر منذ فترة طويلة ربما تكن سنين أو حتى عقود، ومر بكم هائل من التغيرات والتطورات حتى صار على الصورة القاتلة التي هو عليها الآن والتي بدأت في الظهور منذ عدة أشهر فقط.
اقرأ أيضًا
لماذا تكون الفيروسات الناتجة عن الخفافيش مميتة؟ كورونا كمثال
اليابان توافق على أول جنين هجين من إنسان وحيوان
