حكاياتمقالات

حالة حب

الرومانسية…..
و أنا ابنة السبعة عشر ربيعا كنت أعتقد أن الرومانسية هى الحب بمعناه الأضعف من وجهة نظرى الأن و أنا فى شتائى السابع و الثلاثون و الحب الذى كنت أقصده هو الحب بين رجل و امرأة يقول لها أحبك فتقول أعشقك فيحصل كلاهما على شهادة موثقة منى بأنهما رومانسيان …

و لكن ذات يوم نعتتنى صديقتى بالرومانسية و لم أكن فى علاقة حب أنذاك فحاشايا لقد كنت تلك الصغيرة البريئة التى تدخر مشاعرها حتى تنضج لتفجرها أقصد لتهديها لفارس أحلامها المنتظر و هذا موضوع أخر يطول شرحه …

فكرت وقتها ماذا كانت تعنى لم تمر الكلمة على عقلى بسلام لقد قصدت أن تصرفاتى رومانسية هل أنا من الفتيات الائى يتدللن و يتحدثن إلى الأشياء و الأشخاص بكلمات لزجة كأن كل ما يتحدثن معه أو يتعاملن معه حبيب قديم!!!! نفضت الفكرة من رأسى فلست أبدا من تقول “يا بيبى” أو “يا قلبى” لكل من هب و دب فأنا وقورة منذ نعومة أظافرى حتى أننى “أبلة الناظرة” فى عيون كل المحيطون بى و هذا أيضا موضوع أخر يستحق النظر فى أمره لاحقا ….

إذا ما هى الرومانسية التى قصدتها … قررت أن أراجع جولاتنا هذا اليوم علنى أستشف المعنى من باطن الأحداث تذكرت عندما دلفنا من باب الجامعة فقد كنا فى عامنا الأول بها كنا نذهب مبكرا حتى نستمتع بجمال الحدائق بها و نستنشق هواء البكور المنعش قبل أن تعبئه همهمات الطلاب التى تتدرج لتصبح ثرثرات ثم صيحات و قهقهات عندما ينتصف اليوم … كانت إذاعة “نجوم إف إم” تفتتح لأول مرة كانت تذيع أغاني فقط دون برامج فى بثها التجريبى و قد كان شيئا مشوقا للغاية فلن نضطر لشراء شرائط الكاسيت بعد الأن فالأغاني تنساب طوال اليوم عبر الراديو و الممتع فى الأمر أننا نحمل هواتف خليوية فى غاية الحداثة بها راااااااديو كم كان ذلك لذيذا … أنا و صديقتى المقربة نخطو من بوابة الجامعة محيين الضابط الوسيم بنظرة خاطفة و فيروز تدندن باذنينا نغدو بخطوات تحملها فرحة غير مبررة بيوم جديد رائحة النباتات و هى تروى تتسلل من أنفى إلى عقلى و عيناى تزهر الورود بها برؤية أحواض الزهور على جانبى الممر فنتخذ مقعدا بينها و تبدأ أحاديثنا التى كانت تملأ قلبى بالحياة …
لقد كنت فى حالة حب مع الكون تغفل عيناى عن أى مشهد مؤذى و أحيانا تحيله إلى مشهد جميل جذاب.

كل حدث له وجه آخر فى عقلى . لا أذكر أنى كرهت شىء أو شخص بهذا الوقت، لقد أمنت بالحب و السعادة فى أى وقت و تحت أى ظرف فالشارع المزدحم هو فرصة لتأمل الوجوه و تخيل قصص أصحابها. الإمتحان الصعب هو حالة لتتحدى نفسك و تتفوق أو تفشل لا يهم فالطريق سيتضح بعدها. و الأزمة ما هى إلا إختبار لمشاعر جديدة سعيدة أو مؤلمة ستمر و ترسم خطا جديدا فى ملامح شخصيتى … أحب الحياة بكل تفاصيلها ، أحب الناس، أحب الشوارع ، أحب الحياة ، أحب الحب و لا أرى أى قبح حوالى مهما حدث …. كل شىء سيكون بخير. أسمعك الأن يا صديقتى تهمسين أنك على حق أنا رومانسية أرى الكون بأبهى صوره مهما أغار على بأنيابه فأنا أستطيع إستئناسه.

دمتم محبين، مقبلين على الحياة فالتصالح مع الكون و تقبله أهم خطوة للتعامل معه .
عيد حب سعيد
14/2/2021

زر الذهاب إلى الأعلى