تاريخحكايات وأماكن

السر وراء تواجد رؤوس الحيوانات على تماثيل الفراعنة

إذا قمت بأي زيارة للأماكن السياحية لرؤية آثار المصريين القدماء، فبالتأكيد سيشد انتباهك وجود العديد من التماثيل التي لها رؤوس حيوانات وجسم إنسان، وهنا سنتعرف على السر وراء ذلك.

مكانة الحيوانات بمصر القديمة

قدس الفراعنة العديد من الحيوانات مثل القطط، البقرة، الصقر، التمساح، القرد، الماعز، العجل وغيرها، وذلك اعتقادًا منهم بأن الآلهة يمكن أن تتجسد في هيئة الفصائل المقدسة من الحيوانات تمامًا، كقدرتها على التجسد في التماثيل والأصنام.

وانتشرت عقائد تقديس الحيوانات وازدادت شعبيتها بشكل كبير فى الفترة المتأخرة (800 قبل الميلاد وما تلاها)، حيث جرى خلال تلك الفترة تحنيط الكثير من الحيوانات المقدسة لديهم ودفنها في مدافن مخصصة لها.

ولم يمنع تقديس تلك الحيوانات المصري القديم من اصطياد بعضها، وذلك بهدف تحنيطها أو تقديمهما كقرابين للآلهة.

أسباب تقديس بعض الحيوانات

تركزت أسباب تقديس بعض الحيوانات لدى المصريين القدماء في ثلاث أسباب رئيسية هي: المنفعة، القوة والخوف.

وظهر الإله «حتحور» على شكل بقرة في العديد من جدران المعابد، حيث كان يتم الاستفادة من ألبانها، جلودها ولحومها، وهو ما يمثل عنصر المنفعة.

وتسببت قدرات الصقر في منحه مكانة مقدسة لدى المصريين القدماء، تمثلت في الإله «حورس»، وهو ما يمثل عنصر القوة.

وخشى المصريون القدماء من التمساح، فأرادوا أن يأمنوا مكره وشره ليتم تمثيله في الإله «سوبيك»، ليطلق عليه الإغريق بعد ذلك اسم «كوركوديلوس»، والذي تم اشتقاقه في اللغة الإنجليزية فيما بعد إلى كلمة «crocodile».

أشهر تماثيل آلهة الحيوانات

-«أنوبيس»، والذي يعني إله الموتى والمقابر حيث كان رأسه على شكل حيوان ابن آوي (أحد فصائل الكلاب)، حيث كان يعتقد بأنه المسؤول عن حماية المقابر وفتح باب العالم الآخر أمام الأرواح الهائمة، بالإضافة لوزن قلب المتوفي في قاعة المحكمة لتقييم أعماله.

– اكتسب «أنوبيس» أهميته الكبيرة بسبب امتلاكه أسرار التحنيط، التي حيرت عقول العلماء، فكان هو المسؤول عن تطهير الجثة ثم دهنها وتحنيطها قبل لفها بأوراق الكتان.

– أما «حورس»، والذي يعني الساحق، ويعتبر من أقدم الآلهة في مصر القديمة إلا أن اللافت وجود آلهة أخرى اتخذت هيئة الصقر بخلاف «حورس» مثل «رع» و«آتون».

– «باستت» والتي كان لها رأس قطة وذلك للتعبير عن وقارها ولطفها، فيما تم التعبير عنها أحيانًا برأس لبؤة، للقوة والشراسة حيث كان اسمها يتغير إلى «سخمت» في تلك الحالة.

– حظيت باستت/سخمت بالعديد من الألقاب مثل سيدة الأرضين، سيدة السماء، سيدة الأرباب، عين رع المسالمة وعين آتون، وهو ما جعل من أذية القطط في مصر القديمة بمثابة جريمة كبرى يتم إلحاق العقاب الفوري بمرتكبها.

– كان أنصار الإلهة «باستت» يحلقون حواجبهم في حال وفاة أحد القطط وذلك تعبيرًا عن حزنهم.

– «سوبيك»، والذي كان يمثل إله النيل والخصوبة، حيث مثلت مدينة الفيوم مركز عبادته الرئيسية علمًا بأنه كان يتم تربية التماسيح في معابده باعتبارهم أبناء الإله الذين يبتغون التقرب منه.

– «ست» والذي لم يتمكن العلماء من تحديد هوية رأسه التي تظهر في بعض الأحيان أقرب لشكل الطيور وأحيانًا في شكل حمار حيث كان يمثل إله العواصف والعنف.

– «آبيس»، والذي كان له رأس ثور حيث كان إله الخصوبة، وهو ما دفع المصريون القدماء إلى إقامة تماثيل بعض الملوك برأس ثور بالإضافة لتواجد رياضة مصارعة الثيران في عيد السد أو التتويج بالعرش.

حضارات أخرى على درب الفراعنة

سارت بعض الحضارات الأخرى على درب الفراعنة في تقديس الحيوانات ومزج تماثيلها بجسد الإنسان مثل أسطورة «قنطور» بالحضارة الإغريقية، والتي تمثل نصف رجل مع نصف حصان حيث كانت ترمز إلى قوة الطبيعة والظلام.

– الملاك «هيدرا» في الأساطير الإغريقية، والذي كان مسؤولًا عن دخول البشر الجنة أو النار، حيث ظهر على هيئة كلب ذو ثلاث رؤوس.

– قدست حضارة الهند حيوان البقرة، فنجد الهندوس يحرمون أكل لحومها حتى يومنا هذا.

– كانت الدببة مقدسة لدى «الأينو»، وهم سكان اليابان الأصليين حيث اعتقدوا بتنكر الآلهة بهيئة الدب عند رغبتها في زيارة عالم الإنسان، إلا أن ذلك لم يمنعهم من أكلها واستخدام فراءها باعتبارها هدية من الآلهة.

زر الذهاب إلى الأعلى