السفاح “فريتز هارمان” مصاص دماء هانوفر
يعتقد البعض أن قصص مصاصي الدماء مجرد أساطير اخترعها الغرب في العصور الوسطى، لكن الحقيقة هو أن هناك العديد من الحوادث الحقيقية لمصاصي الدماء، أما من الناحية العلمية فإن هناك حالة تسمى “متلازمة رينفيلد”، والمصاب بهذه الحالة المرضية يشعر برغبة شديدة لشرب الدماء وخصوصًا دماء البشر.
اشتهر هارمان بلقب “مصاص دماء هانوفر” في ألمانيا، وبدأت اعتداءاته الإجرامية في عام 1898، وقام باغتصاب وقتل 27 شاب وفتاة.. وكانت الطريقة التي يقتل بها ضحاياه من خلال عضهم في رقابهم مثل مصاصي الدماء.
وأدين في عام 1925 بـ 27 تهمة قتل، وكانت آخر عبارة له: “أنا آسف، ولكني لا أخاف الموت”.
يعتبر “فريتز هارمان” أحد أشهر السفاحين في القرن العشرين ويلقّب ب “جزار هانوفر” في ألمانيا، حيث فاقت وحشيتهُ كل المقاييس؛ فبلغ عدد الضحايا الذين استطاعت المحكمة إدانتهُ في قتلهم 24 ضحية، بينما هناك من يعتقد أن العدد الحقيقي يتجاوز 70 شخصًا جميعهم من الذكور.
وكان هارمان يستمتع بشرب دمائهم وبيع لحمهم بثمن رخيص أثناء الازمة الاقتصادية في ألمانيا.
عمل هارمان بإحدى مصانع السجائر قبل أن يتم إلقاء القبض عليه عام 1898 بتهمة التحرش بالأطفال، وتم تحويله إلى مصحة لأن الاطباء قالوا أنه يعانى من مشاكل عقلية، لكنه هرب منها بعد 6 أشهر إلى سويسرا.
وبعد عامين عاد إلى ألمانيا، فقرر ممارسة أعمال السرقة والاحتيال، وألقى القبض عليه عدة مرات، وأصبح معروفًا لدى أقسام الشرطة فعمل معهم كمخبر حتى تم القبض عليه عام 1914 وأدين فى سلسلة من السرقات، وحكم عليه بالسجن أربع سنوات.
وبعد خروجه من السجن ارتكب أول جريمة لهُ، وكان أول ضحاياه فتى بعمر السادسة عشر يدعى “فريدل روث” حيث أبلغ أحد أصدقائه الشرطة بأن آخر مرة استطاع فيها رؤية روث كان بصحبة هارمان، وتحت ضغوط أسرة روث قررت الشرطة مداهمة منزل هارمان، ولكنها وجدته يتحرش بأحد الأطفال فتم القبض عليه بتهمة التحرش.
أطلق سراح هارمان في عام 1920 واستطاع تحسين علاقته بالشرطة ليعمل معهم كمخبر مرة أخرى، وفي هذه الفترة تعرف على شخص يدعى هانز…
انتقل معه للعيش في شقة إلا أن هانز لم يشترك معه فى عمليات القتل على الرغم من علمه بها، وحثه لهارمان على قتل اثنين من الضحايا حتى يتمكن من الحصول على ملابسهم.
كان معظم ضحايا هارمان من الفتيان الهاربين أو الباحثي عن عمل، كان يجدهم في محطة القطار حيث كان يخدعهم بقدرته على توفير المسكن والعمل لهم حتى يصطحبهم إلى شقته ويعتدي عليهم، ثم يعض الضحية فى رقبته حتى يخترق الجلد بأسنانه ويبدأ الضحية فى النزيف، وهنا كانت متعة هارمان في التلذذ بالدم.
ويقال أنه كان يقطع الجثث ليبيع لحم ضحاياه على أنها لحوم خنزير معلبة فى السوق السوداء، حيث اشتهر بأنه تاجر للحوم المهربة، ويلقى بالعظام في نهر اللاينه.
وفي شهر مايو 1924 بدأت بعض البقايا العظمية للضحايا التي ألقاها في نهر اللاينه تطفوا على سطح النهر بعد أن جرفتها الأمواج.
حتى قررت الشرطة حجز مياه النهر وتفتيش مجراه، فعثروا على كميات كبيرة من العظام تبين بعد ذلك أنها تعود إلى 22 فتى تتراوح أعمارهم من 15 إلى 20 عامًا، وتقدمت إحدى النساء التي اشترت اللحوم التي كان يبيعها هارمان ببلاغ إلى الشرطة لاعتقادها بأنها ليست من لحوم الخنزير.
حتى تم إلقاء القبض عليه في 22 يوليو بمحطة القطار عندما كان يحاول خداع فتى للذهاب معه لمنزله، ذلك دفع الشرطة بالشك في هارمان وعند تفتيش شقته تم العثور على ملابس العديد من الفتيان المفقودين، إضافة إلى تلطيخ الجدران بالدماء وهو ما حاول هارمان تفسيره بأنه ناتج عن عمله في تجارة اللحوم.
وفى نهاية المطاف تم إلقاء القبض على فريتز هارمان بعد اعترافه للشرطة بارتكابه لهذه الجرائم، وعند سؤاله عن عدد الضحايا الذين قتلهم، أجاب بأن العدد يتراوح بين 50 إلى 70 فتى.
وفي 19 ديسمبر 1924 تم محاكمة هارمان بتهمة قتل 24 فتى، وحكم عليه بالإعدام.
شغلت هذه القضية الرأي العام بشكل كبير، حيث كانت من أكبر الأحداث التي ركز عليها الإعلام، وأطلقت الصحافة على فريتز هارمان الكثير من الألقاب لوحشيته كالجزار ومصاص الدماء والرجل الذئب.
وتم تنفيذ حكم الاعدام فى 15 أبريل 1925، وكانت آخر كلمات هارمان: “إنني نادم، لكن لا أخشى الموت”.