السفينة التي اختفت من الوجود
قد تحمل لنا البحار والمحيطات ألغازًا وأسئلة، وتلقيها على عقولنا أكثر مما تعطينا من الإجابات والحلول.
في مايو عام 1850 وعلى سواحل جزيرة رود الصخرية في الولايات المتحدة، اكتشفت فرق الصيد سفينة صيد كبيرة تسير في خليج الشاطيء، ورغم كون المناخ والأمواج هادئة في ذلك اليوم إلا أن الصخور بالقرب من الساحل لا تزال تشكل خطرًا على السفن، ولكن أمام أعين الصيادين استطاعت سفينة الصيد المجهولة أن ترسو بكل هدوء عابرة الصخور بدون أي أذى وكأن قائدها قد ولد فوق صخرة وسط المحيط!
حين قرر الصيادون الاقتراب من سفينة الصيد واستكشافها استطاعوا التعرف عليها، اسمها كان طائر البحر، سفينة صيد يملكها القبطان جون درهام والذي ينتمي لبلدة ميدلتاون في كونيكتيكت، ولكن القبطان كان قد اختفى مع سفينته منذ شهور قبل ظهورها مما نبأ الصيادين بأن هناك شيء ما خاطىء حول تلك السفينة!
حينما صعد الصيادون على متنها، لم يجدوا أثرًا لأي عضو في طاقمها، وكل ما عثروا عليه هو كلب وقط أحياء وفي صحة جيدة، وكان هناك قدر من الماء فوق مشعل نار صغير، مع كراس لثمانية أفراد حول مائدة للطعام، تتوسطها أوراق ستين دولار كاملة مما تنفي حدوث أي هجمات قرصنة أو سرقة، ولكن تلك التفاصيل لم تفعل شيئًا سوى تعقيد اللغز أكثر فأكثر!
فقد كان القبطان يرافقه في رحلته سبعة أفراد، ومذكراته لا تذكر شيئًا خارقًا للطبيعة، فقط تقول بأن الرحلة آمنة وسلسة وأن المناخ مستقر، وأنهم وصلوا لحيد برينتون المرجاني على بعد بضعة أميال من الشاطيء، وكانت السفينة ممتلئة بالسمك الطازج الذي تم اصطياده من مدة ليست بالطويلة، لذا قرر الصيادون أن يتركوها كي يخبروا السلطان، ففي النهاية وجودها بين صخور الخليج لن يجعلها تذهب لأي مكان.
ولكن وبمجرد أن آتت السلطات لنقل السفينة لم يجدوا لها أثرًا، وكأنها اختفت من الوجود تمامًا في غضون ساعات قليلة بين رحيل الصيادين وعودتهم ولم يُعثر لها على أثر أبدًا منذ ذلك الحين.
لتصبح سفينة طائر البحر إحدى أولى ألغاز ساحل أمريكا الشمالي.