تشير أبحاث جديدة إلى أن السلاحف العملاقة ليست بطيئة في التفكير كما هي في المشي. هذه الصخور الحية ليست فقط قادرة على تعلم مهام ذات هدف، وإنما أيضًا قادرة على تذكر تلك المهام لما يزيد عن ال 9 سنوات.
قام باحثون بإحضار ثمان سلاحف تنتمي لجزيرة جالاباجوس وهي الجزيرة التي أجرى عليها دارون تجاربه، وأحضروا أيضًا تسع سحالف تنتمي لجزيرة ألدبيرا. وجميع السلاحف هي سلاحف عملاقة الحجم، وقد تبين أن تلك السلاحف على خلاف ما كان يعتقد العلماء لديها نسبة ذكاء عالية وقوة ذاكرة مذهلة.
فقد قام الباحثون بتدريب السلاحف على الإمساك بكرة ملونة محمولة على عصاه نظير منحهم الطعام، واستطاعت السلاحف إنجاز تلك المهمة سريعًا بعدها، تم رفع صعوبة المهمة، حيث صار على السلاحف اختيار لون كرة معين حتى يتم منحها الطعام.. وقد استطاعت السلاحف أيضًا إنجاز تلك المهمة.
وقد أجريت التجربة على نفس السلاحف بعد تسع سنوات من التجربة الأولى واستطاعت السلاحف تذكر المهمة بكفاءة مذهلة. الأكثر من ذلك أنه تبين أن السلاحف إذا تعلمت في جماعات تكون سرعة تعلمها أسرع، كما أنها تتذكر المهمة إذا تركتها لمدة أسرع عندما تكون بين الجماعة التي تعلمت معها.
فقد قسمت السلاحف لمجموعتين، مجموعة تعلمت معًا ومجموعًة تعلمت كل سلحفاء على حدى وتبين أنه بعد تسع سنوات عندما أعيدت التجربة فإن السلاحف التي تعلمت معًا كانت تنظر إلى بعضها وكأنها تذكر بعضها أو تغش من بعضها لتجيب على الأسئلة وقد استطاعوا التذكر أسرع منا السلاحف التي تعلمت كل واحدة على حدى.
يفسر العلماء هذه القدرة الفائقة على التذكر بكون السلاحف كائنات مهاجرة لذا فهي تحتاج لحفظ الطرق وتذكرها، كما يصفون ذاكرتها الجماعية هذه بأنها ضرورية حيث أن المجموعة غالبًا ما تتذكر الطرق أفضل من الفرد وحيث أن تعلم طرق الهجرة للصغار يكون من خلال حركتها في مجموعات مع السلاحف الأكبر.
تعود السلاحف أحيانًا لأماكن تركتها منذ سنوات عديدة وتستطيع تذكر الطرق بمهارة فائقة، لذا فذاكرتها تلك هي الوسيلة لديها لفعل ذلك. تظل الحياة تذهلنا بأسرارها ولا يمكن أن يمر يوم إلا ونكتشف سرًا جديدًا أعظم إعجازًا من سابقيه.. فسبحان الخالق.
