السيكودراما.. استطاع العلماء ابتكار العديد من وسائل العلاج الحديثة والمطورة التي تخرج عن المألوف لتتخطى الحاجز التقليدي، نعرض عليكم السيكودراما ..العلاج بالتمثيل، والذي يعد واحدا من أساليب العلاج الفعالة وخاصة في حالات التوحد.
ماهية السيكودراما؟
طريقة علاج يستخدم فيها الدراما والتمثيل للتعبير عن مكنونات النفس من خلال تجسيد شخصيات في مكان ما، وذلك لعلاج سلوك معين أو مرض ما، ويتم من خلال اتخاذه كسلاح ترهيب أو توضيح ذلك في مشهد درامي، يتم تأديته من قبل المريض بمفرده أو بمشاركة الآخرين.
يؤدي ذلك إلى نتائج فعالة ضد تقليص حالة المرض والحد منها.
كيفية تطبيق السيكودراما.. العلاج بالتمثيل
الكثير من الأشخاص يعانون من حالات نفسية كتلك التي تمنعهم من مواجهة والتعامل مع الآخرين، أو أنهم يعانون من سمات التوحد، والتي تجعل لهم عالم خاص منفرد بعيد عن التجمعات أو العلاقات الاجتماعية الضرورية.
وهناك أيضا من يستخدمون السيكودراما لعلاج الحالات التي تحتاج لتقويم سلوكي أو تربوي، وهذا سيكون فعال جدًا استخدام التجسيد الحركي والسمعي والبصري معهم، تلك الانفعالات التي يخرجونها فتهذبهم على سلوك حسن وتبعدهم عن فعل غير لائق أو عادة سيئة.
يمكن تخصيص العديد من الأماكن المريحة نفسيًا كقاعات الاجتماع، ودور العرض المسرحية وغرف العيادات، وغرف الملحقة بالمدارس.
ثم يتم اختيار شخصية يتقمصها المريض أو من يلعب الدور معه، تشعره بحجم تلك السلوكية الخاطئة أو تجعله يندمج مع الآخرين في حوار مصطنع لكي يتخطى مرحلة الاكتئاب التي يعاني منها أو تخرجه من التوحد القاتل، نتيجة تفاعل بناء مع الأطراف المحيطين به في سياق درامي.
السيكودراما.. العلاج بالتمثيل والأطفال
هذا النوع من العلاج غير مقتصر على فئة عمرية بذاتها، بل هو يشمل الصغار من أطفال وبالغين من مراهقين وكبار في السن، وتلك الطريقة أدت بنتائج رائعة في حالات الانطواء والانعزال نتيجة المرور بتعاطي المخدرات، أو الكحوليات.
ومع الأطفال الذين قد عانوا من انسياقهم لعمليات العنف والسلوكيات الخاطئة كالسرقة، ومن ثم تم دخولهم مراكز إعادة التأهيل الخاصة بالأطفال.
تم إقناعهم بذلك العلاج المبتكر وذلك لصعوبة ترويضهم وإشعارهم بالجرم الكبير الذي يقترفونه في حق أنفسهم وحق الآخرين.
على المعالجين بمثل هذا النوع عدم المبالغة في وضع سيناريو للأحداث وعدم التطرق لسلوكيات أخرى، وتسليط الضوء على كيفية الدمج بين العلاج والمتعة والاستفادة، وأيضا لا بد من التناقش مع الحالة لمعرفة تبعات ذلك التجسيد وإلى أي مدى تم الانتفاع من هذا النوع من العلاج.
هناك بعض المدارس يتم تطبيق السيكودراما من خلال المرشدين الاجتماعين بمساعدة المدرسات، وذلك في حالات تظهر بين الطلبة إذا كانت سلوكيات مثل العنف تجاه الأطفال، أو الخجل الشديد، أو عدم الاختلاط مع زملاؤه من الطلبة، ودائما ما يؤثر ذلك السلوك على التحصيل الدراسي، وهنا يتم المشاركة في تلك العرض المسرحي التمثيلي لإحساس الأطفال بذلك التعاون المشترك وأنهم يجتمعون لفعل شيء مفيد وممتع، دون مضايقات أو مشاحنات بين الأطراف.
أيضا التغلب على خوف الأطفال وتنمية الشجاعة لديهم في ظهورهم على مرأى ومسمع من الحاضرين، فهذا يهذب النفس على التحلي بالإقدام وتخطي عاقبة التردد والتشتت.
المصدر: كتاب أسرار العلاج بالسيكودراما – هالة الأبلم
اقرأ أيضا: