تكنولوجيا

قريبًا جدًا: تخزين المعلومات على dna بدلا من الشرائح الممنغطة

تخزين المعلومات على dna
كتب- سمير أبو زيد:

تخزين المعلومات على dna : في كل ثانية تُنشر 6000 تويتة طبقًا لإحصائيات موقع تويتر twitter الشهير، هذا يعني 204000 حرف في الثانية بمتوسط 34 حرف للتويتة الواحدة. هذه البيانات التي تضخ في موقع واحد. فكيف إذا علمت أن الإنترنت يحتوى على أكثر من بليون موقع إلكتروني.

حجم بيانات المخزنة على الشبكة العنكبوتية يزيد عن المليار تيرابايت، هذا إن أهملنا المواقع الغير مسجلة فيما يسمى بالإنترنت العميق. علاوة على ذلك، فإن حجم البيانات التي يتم ضخها إلى شبكة الإنترنت من فيديوهات وصور يوميًا صار في غاية الضخامة، خصوصًا بعد ظهور مواقع السوشيل ميديا. كل هذه البيانات يجب أن تخزن في مكان ما بالتأكيد.

تخزن كل هذه البيانات على عدد مهول من الشرائح الممغنطة موضوعة في مباني كاملة في أنحاء متفرقة من العالم. تكلفة هذه الشرائح عالية جدًا كما أنها تشغل حيزًا كبيرًا وتحتاج لأنظمة تبريد عملاقة. علاوة على ذلك فإن هذه الشرائح الممغنطة تستهلك هي وأنظمة التبريد الخاصة بها كميات هائلة من الطاقة.

بسبب هذه الزيادة المهولة في حجم البيانات التي تُخزن بشكل يومي، يعكف علماء النانو تكنولوجي لإيجاد بدائل أصغر حجمًا وأعلى في سعة التخزين وأقل تكلفة من الشرائح الممغنطة. على سبيل المثال هناك دراسات تهدف لتخزين البيانات الرقمية والتي تتكون من 0 أو 1 ، على الذرة نفسها، وبالتالي تقل أحجام رقائق التخزين بشكل كبير، ويقل استهلاكها للطاقة، وتقل أيضًا تكلفتها. لكن هذا الامر يحتاج إلى تكنولوجيا في غاية التعقيد لجعله ممكنًا.

تخزين المعلومات على dna

على الجانب الآخر توجد مجموعات من الباحثين يفكرون بطريقة مختلفة عن الطريقة التقليدية في حفظ المعلومات الرقمية، حيث يسعون لمحاكاة الطبيعة في حفظ المعلومات؛ وذلك عن طريق محاكاة أكثر المركبات تعقيدًا وهو الـ DNA  الذي يحمل المعلومات الوراثية للكائنات الحية.

فهو رغم صغر حجمه إلا أن خلية حية واحدة تحمل في نواتها بيانات أكثر من كافة البيانات التي تُضخ على الإنترنت يوميًا. كما أن ال DNA شديد التحمل ويستطيع حفظ المعلومات لفترات طويلة جدًا إذا وضع في أماكن تخزين مناسبة.

الشرائح الممغنطة ربما تستبدل بال DNA لحفظ المعلومات الرقمية

لكن بالطبع الأمر ليس سهلًا، فحفظ المعلومات على الـ DNA  يحتاج لتطوير تكنولوجيا مغايرة تمامًا للتكنولوجيا المستخدمة في الحواسيب التقليدية. حيث أن التشفير في التكنولوجيا التقليدية هو تشفير ثنائي 0 أو 1، بينما التشفير في ال DNA تشفير رباعي، يعتمد على القواعد الهيدروجينة الأربعة GATC. لذا فاستخدام الـ DNA  يعني إنشاء نظام تشفير جديد، وهذا الأمر ليس سهلًا كما أنه مكلف.

بالإضافة إلى أن قراءة الـ DNA وتخليقه يعتبر تحدي آخر، حيث أن الأجهزة التي تستطيع فعل هذا الأمر حاليًا تعتبر معقدة وبطيئة. لذلك من المتوقع أن يستغرق الباحثون فترة طويلة قبل استخدام الـ DNA لحفظ المعلومات الرقمية في تكنولوجيا واقعية. لكن إن حدث هذا الأمر فستكون طفرة هائلة في حفظ البيانات وتشفيرها.

اقرأ أيضًا:

ناسا وصناعة السيارات.. 3 تقنيات ستحدث طفرة في صناعة السيارات

المصدر
مصدر

سمير أبوزيد

باحث ومهندس في مجال النانو تكنولوجي بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، وله عدة أبحاث علمية منشورة. ألف ثلاثة روايات " صندوق أرخيف" و " الرفاعي الأخير" و " عز الدين"، كما كتب للعديد من المجلات وله ما يزيد عن الثلاثمائة مقال.
زر الذهاب إلى الأعلى