الشعور بالغربة وسط الأهل في علم النفس.. يعيش الإنسان في حياته مراحل من عدم الأريحية في التعامل مع الأقارب والأهل، وتعددت الأسباب التي تعمل على تفاقم ذلك الإحساس، ليصل إلى موضوع المقال وسنناقش معكم الشعور بالغربة وسط الأهل في علم النفس، والذي يعاني منه الكثيرون نتيجة ضغوطات الحياة الكثيرة أصبح هناك عدم تقبل لأي اختلاف، فإليكم علاج ذلك.
الشعور بالغربة وسط الأهل في علم النفس من حيث الأنواع
إما أن تكون غربة حقيقة وهي باغتراب الطالب عن أهله للدراسة أو التحاق الرجل بوظيفة خارج موطنه الأصلي، أو اغتراب المرأة للعيش في مدينة أخرى مع زوجها أو للعمل.
وهناك غربة نفسية وهي التي سنتناولها اليوم بشكل مستفيض وهي أن تكون ضمن نطاق عائلتك، وتقيم بشكل دائم معهم لكنك تشعر باختلاف عميق بينك وبينهم، تجعل شعورك مضطرب وغير مستقر ولا تشعر بارتياح تجاه التعامل معهم.
مسببات الشعور بالغربة وسط الأهل
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى هذا الشعور:
- أسباب أيدلوجية كتباين الانتماء السياسي لكل شخص، أو الأحزاب المغايرة التي تجد كل فريق يعبر عن انتمائه بشكل حاد ويحجر على رأي الآخر.
- الاختلافات الدينية وانتماء شخص غير مسلم في العائلة الواحدة للإسلام أو العكس، وذلك يجعله محل انتقاد ومعارضة من الآخرين.
- اختلافات عضوية كاللون البشرة واختلاف الملامح الظاهرية، وهذه مشكلة على مدار العصور أدت لظهور العنصرية في المجتمع الواحد والأسرة الواحدة.
- الفروقات المادية والثقافية بين الأهل والأقارب فتجعل الأشخاص الأقل ماديًا أو ثقافيًا أو ربما الأعلى يشعرون بتلك الاختلافات في التعامل البعيد عن الود والحب.
- الطباع الحادة أو الفذة التي تنفر الجميع من هذا الطبع، وتترك الشخص وحيدًا دون صديق من المقربين ولا يسمح بالتودد الذي وضع سياج حوله فلا أحد يحب التحدث معه ولا التقرب منه.
علاج الشعور بالغربة وسط الأهل
إدراك الاختلاف:
نعم.. الاعتراف بأنك مختلف في تفكيرك وأسلوبك، فأمامك اختيارين إما تغيير طبعك السيء وتلك الانفعالات غير المنضبطة، أو أنك تدرك أن اختلافك لا يجب التعبير عنه بشكل حاد أو بردة فعل قوية. ليس بالضرورة أن يكون ذلك الاختلاف سلبي لكن من الممكن أن يكون الشخص الذي يشعر بذلك على صواب وإيجابي والآخرين على خطأ وسلبيين.
التحكم العصبي:
إذا كانت لديك أفعال أو أقوال عصبية تعبر عن غضبك تجاه ذلك، يجب عليك أن تتحكم في تلك التصرفات التي تشعرك بعدم تقبل الذين حولك لها، وتشجعهم على البعد عنك.
التحدث مع الأهل:
يجب التعبير ومشاركة الأهل تلك المشاعر وخاصة إذا كانت بدون أسباب واضحة وليست من طرف الشخص الذي يشعر بذلك، وتكون متعمدة من الأهل. فهنا يجب سؤالهم عن لماذا لا يتم التعامل بود وحب؟
الاندماج الاجتماعي:
عليكم بتكوين صداقات داخل الأسرة الواحدة وخارجها، وعمل كثير من الاجتماعات الأسرية التي تعزز من شعور الفرد بالانتماء، وإزالة الغربة بطريقة عملية مع اختيار مواضيع محببة بعيدًا عن التعصب والتطرف الفكري.
التأقلم أو تغيير الحالة:
إذا كنتم تستطيعون إزالة تلك الفجوة المادية أو الثقافية فيمكنكم استكمال دراستكم أو رفع مستوى المعيشة المادي، فلا ضرر من الطموح ومواصلة الاجتهاد والتعب. وإذا كان ليس هناك مجال لتغيير ذلك؛ فعليكم بالتأقلم والبعد عن الإحساس بالنقص أو الإحساس بالتعالي على الآخرين.
العلاج النفسي:
إذا تطور الأمر ووصل إلى اكتئاب نفسي؛ فيجب مراجعة الطبيب النفسي لمعرفة السلوك الخاطئ الذي أدى لتلك العزلة وعدم تقبل الآخرين.
المصدر: موسى مطرانة، الآثار النفسية للغربة
اقرأ أيضا:
فقدان الشهية عند الاطفال وعلاقته بالقلق النفسي
القناعات السلبية وماذا تفعل بك