علم النفس

الصراع النفسى

الصراع النفسى

الصراع النفسى هو شيء بيتكون داخلنا نتيجة تعرضنا لـمثير واحد مقابل لاستجابتین متنقاضتین أی عکس بعض ولکن متساویین فی القوة..
مش فاهم حاجة، صح!

مثال:
قررت تشترى بنطلون (المثير)، ووجدت نوعين من البناطيل واحد واسع والثاني ضيق (استجابتين متناقضتين) والاتنين شكلهم حلو (متساوين فى القوة ).. وقوعك فى هذا الموقف الذى يبدو بسيطا وأمر طبيعي نتعرض له كثيرا هو بحد ذاته صراع نفسى لأنه يتحتم عليك اختيار استجابة واحدة فقط من استجابتين متناقضين وسبب الصراع إنهم متساوين فى القوة ولا تعلم أي قرار ستأخذ وأياً کان قرارك فهو سيكون على حساب تجاهل الاختيار الآخر وهذا عادة يسبب الشعور بالإحباط لأنك على الرغم من إشباع ميولك تجاه اختيار فهذا يعنى عدم إشباع ميولك تجاه الاختيار الآخر..

يرى الكثير من العلماء ومن أهمهم العالم “فرويد” أن الصراع النفسى هو جزء قائم من تكوين منظمات الشخصية:
( الهو / الهى Id ، الأنا Ego ، الأنا الأعلى Super ego ).

وأن هذا الصراع من وجهة نظر التحليل النفسى هو الطاقة النفسية فى تنظيم الشخصية.. أي يعنى هذا أن الصراع النفسى يحتاج إلى قدر معين من الطاقة، تحت تصرف غريزى ( الهو / الهي Id )، وسيطرة ( الأنا Ego)، وقدرة ( الأنا الأعلى Super ego ) على بذل مجهود الذى يوازن ويوفق بين متطلبات الشخصية.

قد يدفع الصراع النفسى أي شخص نحو شيء ما وهو ما يسمى بالأقدام (Approach ) (+)
أو يدفع الشخص للابتعاد عن شيء وهذا ما يسمى بالإحجام (Avoidance ) (-)

وبالرغم من صعوبة القرار الذی یتعرض له الإنسان إلا إنه یحسم قراره تجاه استجابة واحدة فقط من الاثنين، وهذه صراعات يومية يجد الإنسان نفسه أمامها دون إرادة منه فهى متجددة فى كل لحظة يعيشها الإنسان وفى الأغلب ينجح فى مواجهتها وأن للقدرة على المواجهة والاختيار هو بحد ذاته تغلب على ذلك الصراع.

ولكن فى مدارس علم النفس الإنسانى تجد أن حقيقة الصراع النفسى هى تلك التى تقع بين وجود الإنسان وعدم الوجود أو الوجود واللا وجود.. أى تكمن فكرة الصراع النفسى الأعظم فى ذلك الذى يحدث للإنسان أثناء محاولة إثبات ذاته تجاه نفسه.

فإذا اختار الإنسان أن يصنع حريته ويتحمل مسئوليته وأن لا يتقبل إلا واقع أفضل له فهو قد اختار استجابة الوجود وأنه قد حقق ذاته واختياره هذا أمر جيد لصحته النفسية عن طريق الشعور بالرضا عن الذات.

ولكن إذا اختار استجابة اللا وجود وذلك عن طريق تقبل الواقع كما هو والتنازل عن حريته والتخلى عن تحمل مسئوليته وقمع ذاته، فذلك قد يؤدى الى عواقب وخيمة تجاه صحته النفسية عن طريق عدم شعوره بالرضا عن الذات والخذى تجاه نفسه وهذا يصيب الانسان بأخطر الأمراض ليست فقط النفسية بل الجسدية ايضاً.

لذا أحسن الاختيار جيداً فأنت المسئول عن حياتك لا غيرك!

زر الذهاب إلى الأعلى