الضباع المُفترى عليهم.. لم نقصد أن نقتلك! (1)
الضباع المُفترى عليهم.. لم نقصد أن نقتلك! (1).. ربما تعد من أشهر صفات الضباع الرائحة النتنة التي تصدر منهم، وينعته الكثيرين بـ“القذر” و“زبال قبيح” وصفات أخرى.
لكن من صفاته أيضًا، أنه على قدر عالٍ من الذكاء، كما أنه يتمتع بالفضول، فنجد أنه يميل إلى التخطيط الجيد للإيقاع بالفرائس بأسهل طريقة ممكنة. وشرس بدرجة كبيرة نظرًا لاهتمامه الشديد بطعامه، قد يصل به الأمر إلى قتل البشر حتى يحصل على هذا الطعام.
لكن الضباع ليسوا فقط على شكل حيوانات، نرى الآن كل هذه الصفات السلوكية في بعض البشر، وبالتحديد مؤسسات دولية ضخمة مؤنقة بشدة، تبدو كالكلب الوفي الذي يساعد أصدقاءه ويخاف عليهم، لكنه في الحقيقة سلالة مختلفة من الكلاب وأقرب إلى الضباع النتنة. ومن أبرزها صندوق النقد الدولي والبنك التابع له.
تاريخ إنشاء صندوق النقد الدولي
يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1944، حيث تم بلورة الفكرة خلال مؤتمر بريتون وودز الذي عُقد في الولايات المتحدة الأمريكية قُبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية. وكما ذكرت الاتفاقية التأسيسية للصندوق، فهو يهدف إلى تعزيز الاستقرار المالي والاقتصادي في البلدان الأعضاء. وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام والاستقرار المالي في العالم.
وأيضًا يؤكد الصندوق أنه يعمل على تحقيق النمو والرخاء على أساس مستدام لكل بلدانه الأعضاء البالغ عددها 190 بلدا عضوا. ويدعي أنه يقوم بهذه المهمة عن طريق دعم السياسات الاقتصادية التي تعزز الاستقرار المالي والتعاون في المجال النقدي التي تمثل ضرورة للإنتاجية وخلق الوظائف والرفاهية الاقتصادية.
كيف تتم إدارة الصندوق؟
تتم إدارة صندوق النقد الدولي من خلال هيئتين رئيسيتين: المجلس التنفيذي والمدير العام. يتألف المجلس التنفيذي من 24 عضوًا يمثلون الدول الأعضاء، حيث يتم تعيين 8 أعضاء من قبل “أكبر الدول الصناعية والأكثر تطورًا اقتصاديًا“، ويتم انتخاب الأعضاء الباقين من قبل الدول الأعضاء الأخرى. أما المدير العام، فيتم تعيينه من قبل المجلس التنفيذي لفترة قد تصل إلى خمس سنوات.
وتمتلك الولايات المتحدة الأمريكية “حق الفيتو” داخل الصندوق لأنها صاحبة المساهمة الأكبر، وهذا يعطيها الحق في إلغاء أي قرار قد ترى أنه “ضد مصلحتها“.
صندوق النقد الدولي.. الضبع الأكبر
يشهد العالم في الوقت الراهن أزمة اقتصادية ضخمة لعدة أسباب، وبالطبع شعوب الدول الأفقر كانت هي الأكثر تضررًا وخسارة في هذه المعادلة.
صندوق النقد والبنك الدوليين يلعبان دورًا محوريًا في هذه المعادلة، بصفتهم “حراس النظام الاقتصادي العالمي” أو كما يدعون “العمل على تحقيق النمو والرخاء”. لكن هناك وجهة نظر أخرى بدلائل قاطعة تؤكد أن تدخل صندوق النقد الدولي في أغلب البلدان يأتي بنتائج عكس ما يدعون.
ما نحاول أن نرصده في هذه السلسلة هو سياسات صندوق النقد والبنك الدوليين، وهل تعتبر فعلا محاولة لإنقاذ الدول من الفقر أم إغراقها فيه إلى الأبد؟.. وللحديث بقية.
بقلم/ محمد جابري
المصادر:
الموقع الرسمي لصندوق النقد الدولي
تقرير صندوق النقد الدولي لعام 2022
الاتفاقية التأسيسية لصندوق النقد الدولي
الاتفاقية التأسيسية للبنك الدولي