لايف ستايل

الضوضاء البيضاء تحسن السمع!

الضوضاء البيضاء تحسن السمع!

الضوضاء البيضاء هو ذلك النوع من الضوضاء الذي يحمل كل الأطوال الموجية المسموعة ولكن بطاقة منخفضة. مثل صوت المطر أو صوت البحر أو حتى صوت الغسالة. كل هذه الأصوات تعتبر ضمن الضوضاء البيضاء، وكما نعلم جميعًا فإن هذه الأصوات تسبب هدوء وارتخاء للأعصاب، كما أنها توصف منذ فترة طويلة لمن يعانون من الأرق لأنها تساعد على النوم. لكن الجديد أن الضوضاء البيضاء تحسن السمع.

على الرغم من أهمية السمع في التواصل البشري، ما زلنا لا نفهم سوى القليل جدًا من كيفية فهم الإشارات الصوتية وكيفية معالجتها للسماح لنا بفهمها. شيء واحد نعرفه أننا كلما تمكنا من التمييز بدقة بين أنماط الصوت المختلفة كان كانت قدرتنا على السمع أفضل. ولكن كيف يتمكن الدماغ من التمييز بين الأصوات ذات الصلة والأقل صلة، خاصة في بيئة بها ضوضاء بيضاء في الخلفية؟

درس الباحثون في جامعة بازل الأساس العصبي لإدراك الصوت والتمييز بين الأصوات المختلفة في بيئة مليئة بالتحديات السمعية. كان التركيز في البحث على القشرة السمعية وهو الجزء في الدماغ الذي يقوم بمعالجة الصوت. تمت هذه الدراسة على الفئران.

كما هو معلوم لدى الخبراء، يصبح التمييز بين الأصوات أكثر صعوبة كلما اقتربنا من طيف الترددات الصوتية الكامل، أي كلما زاد التداخل بين الترددات في المقطوعة الصوتية. في البداية، افترض الباحثون الافتراض الشاء أن الضوضاء الإضافية يمكن أن تجعل مهمة السمع أكثر صعوبة. ومع ذلك، لوحظ العكس: تمكن الفريق من إثبات أن قدرة الدماغ على التمييز بين فروق النغمة الدقيقة تتحسن عند إضافة ضوضاء بيضاء إلى الخلفية. مقارنة بالبيئة الهادئة، حسنت الضوضاء البيضاء الإدراك السمعي.

أظهرت البيانات المستخلصة من التجربة أن الضوضاء البيضاء تقلل بشكل كبير نشاط الخلايا العصبية في القشرة السمعية. لكن المفارقة، أن هذا الأمر أدى إلى قمع الإثارة العصبية والذي بدوره أدى إلى إدراك أكثر دقة للنغمات. فالضوضاء البيضاء ساعدت على استرخاء الخلايا العصبية المسؤولة عن السمع مما جعلها تعمل بكفاءة أكبر.

فإن كنت من هواة سماع صوت ارتطام الأمواج، أو كنت تحب صوت هطول الأمطار، أو حتى كان يرخي أعصابك صوت الغسالة، عليك الآن أن تعرف أن هذا الأمر ليس فقط سيؤدي بك إلى الاسترخاء النفسي وإنما هو أيضًا يجعل سمعك أفضل.

المصدر
جامعة بازل

سمير أبوزيد

باحث ومهندس في مجال النانو تكنولوجي بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، وله عدة أبحاث علمية منشورة. ألف ثلاثة روايات " صندوق أرخيف" و " الرفاعي الأخير" و " عز الدين"، كما كتب للعديد من المجلات وله ما يزيد عن الثلاثمائة مقال.
زر الذهاب إلى الأعلى