عندما تتغذى الطفيليات التي تعيش في الأرض على جذور النباتات، فإنها لا تتلف الجذور فحسب، فهي تؤدي أيضًا إلى تغييرات كيميائية في النبات نفسه.
توجد الديدان الخيطية، المعروفة أيضًا باسم الديدان المستديرة في كل بيئة تقريبًا وتعيش كطفيليات على الإنسان أو الحيوان أو النبات. يمكن أن تدمر الديدان الخيطية الطفيلية النباتية المحاصيل الزراعية من خلال التدخل في الجذور. وتقدر الخسائر الاقتصادية السنوية من هذه الآفات بأكثر من 100 مليار دولار.
الطفيليات النباتية تسبب تغيرات وراثية
اكتشف باحثان من كورنيل أن الديدان الخيطية الطفيلية للنبات تسببت في تغييرات في التركيب الكيميائي لنبات برموداجراس الأفريقي. تسببت هجمات الديدان الخيطية في أنواع محددة من مناعة النبات وغيرت شكل النبات ونوعية الأحماض والسكر الذي يفرزه.
هناك ما يشبه سباق التسليح بين الديدان الخيطية والنباتات التي تقوم تلك الديدان بمهاجمتها. فالديدان تهاجم جذور النبات وتصنع به حفرًا ربما تؤدي لموته، فيقوم النبات بإنتاج مواد كيميائية لقتل الديدان مما يجعل الديدان تغير من طرق مهاجمتها للنبات فيرد النبات بدوره بتغير في تركيبه. يؤدي هذا السباق التسليحي إلى تغير جيني كبير داخل النبات.
تؤدي تلك التغيرات الجينية أحيانًا إلى تلف في وظائف النبات فتجعله غير قادر على إنتاج المحاصيل، مما يتسبب في خسائر فادحة.
تهدف الأبحاث الحالية إلى التعرف بشكل دقيق للطريقة التي يحدث بها هذا التحور الجيني مما سيسهل صنع وسائل تساعد النبات على مقاومة تلك الطفيليات بدون أن يقوم النبات بإتلاف نفسه. ستسهم تلك الأبحاث في جعل النبات أقوى مناعة وبالتالي تقلل من الخسائر الفادحة في المحاصيل الزراعية.
اقرأ أيضًا
اكتشاف “الكأس المقدسة” للمضادات الحيوية
معضلة الأجسام الثلاثة بقلم:محمود علام
