الظل المبتسم.. ما زلت أتذكر تلك الليلة بالرغم من مرور 5 سنوات، أتذكر كل شيء حدث.. الرياح القوية، الأمطار الغزيرة، الجو المتجمد، وابتسامته، ابتسامته اللعينة.
اسمي جاك فولز متزوج ولدي ابنة تبلغ من العمر 10 سنوات نعيش كلنا في بيت صغير بولاية ميشيغين الأمريكية، لأصدقك القول حياتنا روتينية لدرجة الملل, ولكن لم نكن لننتقد هذه الحياة لو علمنا ما سيحدث بعد 10 ليالي من الليلة التي بدأ فيها كل شيء.
الظل المبتسم
تلك الليلة أيقظتني صرخة مخيفة قادمة من الطابق السفلي، لم أستغرق وقتا كبيرا للتعرف على صرخة ابنتي، اندفعت مسرعًا نحو غرفتها بدون تفكير، عندما وصلت وجدت ابنتي في ركن الغرفة وهي تهمس بصوت متقطع: كا..ان ه ه ه نا، لم أفهم ما قصدته ابنتي فتبينت أن كابوسًا راودها وضعتها في السرير ونمت بجانبها حتى نامت وعدت إلى غرفتي.
في اليوم التالي لاحظنا أن ابنتي تتصرف بغرابة قليلًا، أصبحت شاردة الذهن وصامتة بعض الشيء، لم يبدو الأمر مهما فلم نعره اهتمامًا.
بدأت الليلة الثانية وكالعادة وضعنا ابنتي بسريرها وعدنا إلى غرفتنا استعدادًا للنوم، بعد قرابة الثلاث ساعات استيقظت فجأة على صوت ابنتي الخائفة كانت تردد: أبي إنه هنا لقد رأيته ظننت أنه ودود ولكن ابتسامته مخيفة، أسرعنا أنا وزوجتي إلى الطابق السفلي متجهين إلى غرفتها ولكن كالليلة السابقة لم نجد أي شيء، أقنعنا بعضنا البعض أن ابنتي تعاني من الكوابيس وأنه شيء عادي، لكن ذلك لم يبعد الشك البسيط في داخل عقلي أن منظر ابنتي تلك الليلة لم يكن يبدو تأثير كابوس!
مرت خمس ليالٍ على نفس الحال الصراخ، الشكوى من كائن مبتسم، ومنظر ابنتي الخائفة!
أصبح الأمر مقلق فعلًا ولكنه تحول إلى مخيف في الليلة الثامنة.
صراخ وشكوى
على غير العادة لم يكن هناك أي صراخ من غرفة ابنتي لعدة ساعات كان الوضع هادئ تمامًا لأول مرة منذ أيام، كنا على وشك أن نحظى بنوم جيد منذ أيام، لم يلبث أن يغمض لي جفن حتى استيقظت على صراخ زوجتي، التفت إليها بسرعة فكان أمامي منظر مخيف فعلًا.
كانت ابنتي تحمل سكين مطبخ في يدها وكانت توجه السكين نحو عنق زوجتي تمامًا! نظرت إلى ابنتي نظرة خوف فقالت: ليس لدي خيار آخر، لقد قال إن فعلتها لن يتأذى أحد وسوف يتركني ويرحل. بعد عدة محاولات مع ابنتي أقنعتها بترك السكين من يدها، لا أدري كيف حصل هذا كيف يمكن لفتاة في العاشرة من عمرها أن تحمل سكين وتوجهه إلى عنق أمها!
قررت أنا وزوجتي أن نأخذ ابنتي لترى طبيبا نفسيا، كان لدي عمل مستعجل في الغد فقررنا أن نأخذها في اليوم الذي يلي هذا. جاء الصباح ورحلت إلى عملي المستعجل تاركًا زوجتي وابنتي وحدهما.
عدت إلى المنزل في اليوم الذي يليه إلا أنني لم أستطيع إيجاد زوجتي في أي مكان! عندما سألت ابنتي قالت إن أمها رحلت لترى بعض صديقاتها وستعود في وقت متأخر، حاولت الاتصال بزوجتي كثيرًا لكن دون جدوى، فقررت انتظار عودتها في الليل.
ابتسامة مخيفة
تأخر الوقت كثيرًا ولم تعود زوجتي إلى المنزل، قررت وضع ابنتي في سريرها والانتظار وحدي، مرت ساعة منذ أن نامت ابنتي وفجأة سمعت صراخها مجددًا لكن هذه المرة كان الصراخ عاليًا وهستيريًا، كان مخيفًا تمامًا لم أصدق أن الصراخ كان من فعل ابنتي.
توجهت مسرعًا إلى غرفتها فتحت الباب بسرعة فوجدته هناك واقفًا وراء ابنتي كان ما رأيته مخلوق غريب يشبه الظل، لم تكن له ملامح واضحة ولكن ما كان يميزه ابتسامته العريضة والمخيفة، كان ينظر إليّ مبتسمًا وعينيه بيضاء تمامًا كأنهما مضيئتان!
لم أستطيع الحراك إلا أنني استجمعت ما يكفي من الشجاعة للركض لغرفتي وإحضار فأس من تحت سريري والتوجه عائدًا إلى غرفة ابنتي، لوحت بالفأس نحو المخلوق وبدأت بضربه عشوائيًا، أظن أني ضربته قرابة الأربعين مرة حتى توقفت ونظرت لأرى ما حدث آملًا أن أجد جثة الوغد مقطعة أمامي، إلا أنني وجدت ابنتي مقطعة إلى أشلاء!
كيف وصلت الشرطة؟
كان رأسها في جهة ويديها في جهة وقدميها في جهة والدم كان كبركة حولي.
لا أعرف كيف وصلت الشرطة إلى المنزل، ربما بلغ أحد الجيران عن الصراخ الصادر من المنزل، قالت الشرطة أنهم وجدوا جثة زوجتي في قبو المنزل مذبوح عنقها بطريقة وحشية.
الآن أنا أكتب قصتي التي لم يصدقها أحد، لا الشرطة، ولا كل طبيب بهذه المصحة النفسية، لكن ليس هذا الغريب بالأمر.. الغريب هو أنني لا أتذكر حتى شراء فأس ووضعه تحت سريري، لكنني ما زلت أتذكره، ما زلت أتذكر ابتسامته المريعة.