العائدة .. الجزء الأول
أنا اسمي لينا وعندي 25 سنة، وحيدة بابا وماما وطبعًا علشان أنا البنت الوحيدة فاهتموا بيا في كل حاجة.. دخلت أحسن مدارس واتخرجت من أحسن جامعة،
بعد ما اتخرجت من الجامعة انتقلنا من البلد اللي عايشين فيها لبلد تانية بدون ذكر لاسمها ودة لطبيعة شغل بابا، اتعرفت على شاب كويس جه واتقدملي واتخطبنا.
كنا في مرة بنتمشى أنا ويوسف، بالمناسبة ده اسمه وقفت قدام محل فساتين زفاف ولفت نظري فستان أشبه ما يكون لفساتين الأميرات اللي أي بنت تتمنى تلبسه، مستنتش ودخلنا المحل وسألت البنت المسؤلة عن بيع الفساتين إنى عايزة أقيس الفستان دة، بصتلي أوي وقالتلي دة حضرتك للعرض بس! استغربنا أوي من فستان زي دة للعرض بس! كملت كلامها: في فستان تقليد للفستان دة لو حابه تجربيه..
شفنا الفستان بس هو شبهه بس مش هو، ادخل يوسف وقالي شوفي فساتين تانية فيه حاجات حلوة، قولتله بس دة زي اللي كان في خيالي بالظبط.. لاحظ زعلي وقال للبنت أنا ممكن اشتريه بأي سعر.. قالتله دة للعرض بس، صاحب المحل مانع أي حد يستخدمه كأنه شيء أثري، خرجنا من المحل وأنا محبطة..
روحت البيت معداش وقت كتير يجي ساعتين ولقيت يوسف بيكلمني إني أنزل أقابله تحت البيت، خرجت لقيته واقف ومعاه علبة هدية كبيرة ادهالي وقالي دي مفاجأة افتحيها لما تطلعي، سبته ودخلت البيت فتحت العلبة وتنحت من الصدمة.. إيه ده! ده الفستان اللي شفته ف المحل! لقيته بيتصل بيا رديت وقلتله إزاي جبته، قالي متشغليش بالك المهم أشوفك مبسوطة.. فرحت أوي كنت طايرة من السعادة حرفيًا، جريت على ماما وبابا أوريلهم الفستان، إعجابهم بيه مقلش عن إعجابي بصراحة، قلتلهم هلبسه وتشوفوه عليا..
دخلت أوضتي ألبس الفستان.. أول ما لبسته حسيت بخنقة وإني مش مرتاحة، خرجت وريتهم الفستان وبعد واصلة من الحب الأسري دخلت الأوضة علشان أغير ولسه بحط إيدي على الطرحة علشان أقلعها حسيت بهوا بينفخ ورا ودني، بتلفت ملقتش حاجة! رجعت أبص ف المرآة وكانت الصدمة! واحدة واقفة ورايا شكلها بشع أوي كأنها طالعة من القبر! شعرها كام خصلة بس، ودماغها فيه منه متحلل، وشها العضم باين منه، وبقها أسود ولابسه فستان شبه اللي لبساه!
شفتها اتشليت مكاني ولا قادرة حتى أصرخ أنادي على حد، وفجأة لقيتها قدام وشي وصرخت بجملة “الفستان ليا”.. مقدرتش اتحمل وفقدت الوعي، مش عارفة فضلت غايبة عن الوعي أد إيه، بس لما فوقت لقيتني ف الأوضة وماما قاعدة جنبي بتسألني إيه اللي حصل؟! احنا سمعنا حاجة اتخبطت طلعت أنا وباباكي نشوفك لقيناكي واقعة ع الأرض وأنتِ بالفستان، جبنالك الدكتور وقال شوية إرهاق وهتكوني كويسة..
قولتلها أنا كويسة يا ماما متقلقيش، خرجت ماما وأنا في دنيا تانية من التفكير والخوف وفي اللي حصل، اللي أنا شوفته ده بجد ولا كان كابوس؟!
ببص ف الأوضة لقيت الفستان متعلق على الشماعة جنب الدولاب، شيلته وحطيطه ف العلبة تاني وشيلته ف الدولاب.. خرجت أشوف ماما بتعمل ايه، لقيتها ف المطبخ كالعادة! عرضت عليها المساعدة رفضت وقالتلي روحي استريحي أنا شوية وهخلص.. فتحت التلفزيون وقعدة أقلب ف الريموت زهقت وقفلته.. إيه ده..! دي هي بنفس شكلها المرعب! أيوه مش متهيقلي واقفة ورا الكرسي اللي أنا قاعدة عليه! خايفة أبص ورايا، ومرة واحدة قومت جريت على الأوضة مش عارفة جريت إزاي وقفلت باب الأوضة! قعدت ع السرير لقيت الفستان متعلق ع الشماعة شيلته من الشماعة ورميته ف الدولاب وقفلت الدولاب بالمفتاح وخليته معايا..
جبت الموبايل بتاعي واتصلت بيوسف حكيتله على اللي حصل، قالي مفيش حاجة أنتِ بس تلاقيكي متوترة علشان تجهيزات الفرح وإرهاق، استريحي شوية.. الكلام ضايقني إنه مصدقش اللي قولته، سألته أنت جبت الفستان إزاي من المحل، إزاي خدته، قالي البنت مرضيتش تدهوني إلا لما خدت فلوس زيادة ولبست المليكان التقليد، وصاحب المحل راجل كبير في السن ومبقاش يجي المحل لأنه تعبان ومبيتحركش.. قفلت معاه وأنا بفكر مين البنت اللي بتظهرلي دي وليه بالفستان؟! مبقتش عارفة حاجة بقيت أخاف أنام أشوفها ف أحلامي زي كل يوم! على طول بشوفها ف انعكاس المرآة لدرجة إني كسرت مرايا البيت كله.. أهلي افتكروني اتجننت والله عندهم حق!
وفي يوم سمعت خبط جوه الدولاب زي مايكون حد بيستأذن يخرج، اتنفضت من مكاني وقررت إني مش هفتح الدولاب.. الخبط بدأ يزيد ويزيد ووقف فجأة! وطاوعت فضولي ووقفت قدام الدولاب، طلعت المفتاح وبفتح الباب بهدوء شديد واتفتح على آخره، قعدت أدور بين الهدوم مفيش حاجة! قفلت الدولاب تاني وأنا بقفله حسيت بحركة ف الأوضة، لقتها قاعدة على الكرسي بهدوء شديد وبدأت تقوم بنفس الهدوء، وأنا ميتة ف جلدي واتحركت نحيتي ووقفت قدامي وبدأت تترفع من ع الأرض كأنها بتطير، وبتتكلم كلام مش مفهوم ووسط الكلام فجأة صرخت في وشي: “الفستان.. مصيرنا واحد”، وجريت ونطت من البلكونة! روحت بحذر ناحية البلكونة ملقتش حاجة بس أنا لازم أفهم ليه بيحصلي كل دة؟!
طبعًا النوم معرفش طريقه ليا.. أول حاجة عملتها الصبح استأذنت أهلي إني نازلة أجيب حاجات ومش هتأخر، خرجت وأنا عارفة طريقي.. محل فساتين الزفاف، وقفت قدام المحل ببص وفجأة المليكان اللي لابس الفستان التقليد شبه البنت! بس إزاي ده؟!
دخلت المحل وبدور ع البنت اللي شوفتها لما جيت أول مرة.. بنت من البنات اللي مسؤلة عن البيع وقفت جنبي وسألتني لو محتاجة مساعدة، قولتلها كان فيه بنت هنا وقولتلها على مواصفتها، قالتلي مشيت من المحل بدون سبب وبعدها بكام يوم ماتت في حادثة! سرحت ف كلامها انتبهت وسألتها هو فين صاحب المحل لو ممكن أنا عايزة عنوانه؟ قالتلي لو فيه مشكلة احنا… قاطعتها وقولتلها مفيش مشكلة ولا حاجة أنا مهتمة بمجال الفساتين وخصوصًا الزفاف ف كنت حابة أعرف شوية حاجات منه وخصوصًا إنه مصمم معروف..
يُتبع…