العلاج النفسي لمرض العملقة.. قد يعاني الإنسان من أمراض تسبب له أذى نفسي كبير، ودائمًا ما نقوم بفتح العديد من الملفات التي تجعل حياتك النفسية أفضل وصحية أكثر، نقدم العلاج النفسي لمرض العملقة، مع شرح وافٍ عن تلك المراحل النفسية التي قد تواجه أصحاب ذلك المرض.
العلاج النفسي لمرض العملقة من حيث توقيت ظهور المرض
من الممكن أن يكون مرض العملقة جزئي أي أنه يظهر في الأطراف فقط نتيجة خلل هرموني، وهو الذي يشكل الحالة الأصعب في التعامل النفسي مع المريض، وذلك لأنه لم يولد بتلك الحالة وكانت البداية عند ظهور المرض وهو كبير وبالغ؛ فيجب أن نجعله يتقبل الأمر ونشعره بطمأنينة و يجب عليه التأقلم مع الأعراض الجديدة التي طرأت عليه.
والنوع الآخر يكون أسهل في التعامل النفسي وهو الطفل الذي يصاب بذلك الخلل الهرموني في النمو منذ ولادته، وتجده يكون طويل القامة بطول زائد عن الحد الطبيعي، وهو ما يحدده الأطباء منذ الشهور الأولى، وتزداد حدة العملقة غالبًا بعد البلوغ ليصل إلى ارتفاع غير طبيعي.
أهم طرق العلاج النفسي لمرض العملقة
من أهم المشاكل التي تواجه مريض العملقة هو ذلك المجتمع الذي يعيش بداخله ذلك المريض، فهناك مجتمعات تصنف ذلك المرض على أنه مرض باعث على التمجيد والتعظيم لذلك المريض، وجعله بمثابة المقدس لديهم.
وهناك البعض الآخر تجده ينبذ ذلك المريض ويرفضه تمامً، ويقال عنه أنه مس من الجن أو مسخ في صورة إنسان.
والبعض يقفون مندهشين من ذلك الطول عند مروره من أمامهم، ويثيرهم الفضول ناحية ذلك الشخص.
في كل حالة يقع المريض تحت ضغط نفسي كبير، لأنه لا يملك سوى التعبير عن غضبه من المحيطين به سوى مع نفسه، فهو يعاني من طوله بين زملائه واختلاف ذلك المظهر، الذي ربما يبعث على السخرية والاستهزاء ويحمل الكثير من الإهانة، ثم بعد ذلك سن الزواج والشباب تجده غير مرغوب فيه، وخاصة إذا كان بنسبة كبيرة يزداد لديه هرمون النمو، ويؤثر على خصوبته.
في الوظائف يعاني عند التقديم لعدم توافر القبول في المظهر، أو لاختلاف السمات المطلوبة في نطاق العمل، كل تلك الأحداث تجعله يقف حائرًا بين ذلك المجتمع الظالم نفسيًا الذي لا يقبل الاختلاف ولا يحترم خصوصيات الآخرين الظاهرة، ويكون لديهم حجم الفضول كبير.
إذا كان لديكم طفل عملاق من أي نوع كان، يجب تقديم الدعم الكامل له عن طريق توثيق ثقته بنفسه وتعزيز تلك الشخصية بإظهار وإبراز نجاحاته، ليشعر أنه تغلب على هذا المرض وأصبح مميز في اللعبة الرياضية، أو في التحصيل الدراسي المرتفع، أو في التقدم في المهارات اليدوية، هنا ستجده إنسان مختلف بشكل واقعي.
يجب أن تخصص له نشاط اجتماعي لا يعاني فيه من نظرة السخرية، فالمجتمع الرياضي دائمًا ما يحمل نفسيات سوية وغير معقدة، ما يجعلها قادرة على تحسين نفسيته، وتصحيح نظرته للمجتمع، وسيرى أشخاص يركزون على ما يمتلك من إيجابيات أكثر من البحث عن أمور تخص مرضه ونقاط ضعفه، فالكل منشغل بمدى التحصيل الرياضي والبدني المتقدم والمثابرة في هذا المجال.
المصدر: دكتور موسى المالكي، داء العملقة أو فرط إفراز هرمون النمو