هل العنصرية لها أساس في تركيب المخ؟
دراسة أجريت.. اكتشف العلماء شيئًا غريبًا جدًا!!
في منظقة في المخ مسؤولة عن إحساس التقزز disgust، أو الإحساس الذي يجعل الشخص يشعر أنه قرفان.. مثلًا عندما ينظر إلى مقلب زبالة أو يشم ريحة سيئة أو يرى فأرًا أو صرصارًا.
المنطقة هذه يحدث لها تفعيل عند رؤية أي منظر مقزز.. وهي منطقة صغيرة في المخ تسمى إنسولا insula ، موجودة في مكان قريب من تحت المهاد Hypothalamus.
التجربة كانت عبارة عن أنهم يقوم بعرض صور لوشوش أشخاص كثيرون، صورة بعد صورة.
والنتيجة كانت كالتالي:
عندما يرى واحد من العنصرين البيض مثلًا صورة شحص أسود أو زنجي، كانت الإنسولا insula تنشط بشكل ملحوظ.. نشاط مشابه جدًا للذي يحدث عندا رؤية منظر مقزز.
يس هذا فقط بل إنهم وجدوا أن منطقة أخرى نشطت أيضًا نشاطًا مفاجئًا وعنيف تسمى لوزة الدماغ أو الإميجدلا amygdala المنطقة هذه مسؤولة عن العنف والغضب.
يعتبر هذا الأمر هام جدًا
لإنه يفسر الطريقة التي تستخدمها وسائل الدعايا لكي تجعل الناس تكره مجموعة معينة لدرجة أن دماغهم تتأثر عندما ترى صورة أ؛دهم نفس التأثير الذي تتأثر به لو رأت فأر.
هتلر في الدعاية ضد اليهود استخدم هذا الأمر بحذافيره، فقد كان يصفهم طوال الوقت أنهم فران وصراصير(نعم كان يصفهم هكذا بشكل حرفي) وكان يقول أنهم لا يهتمون بنظافتهم الشخصية وإن وجودهم في مكان ما من المحتمل أن يسبب أوبئة بسبب قلة نظافتهم. رغم إن اليهود فعليًَا من أنضف الشعوب لأن عقيدتهم فيها محاذير كثيرة في باب النظافة.
لكن هتلر رغم هذا كان مركزًا في دعايته بشكل رئيسي على فكرة الإشمئزاز، كان يريد أن يجعل كل ألماني يرى يهودي يشعر كانه رأى فأرًا.
العنصرية والتقزز
نحن في الغالب نقتل الفران والصراصير ليس لإنهم سوف يضرونا، معظم رغبتنا العارمة في قتلهم بمجرد ما نراهم آتية من كوننا بنشمأز من شكلهم.
وهذا ما استطاع هتلر أن يفعله مع اليهود، جعل الألمان يتظروا لليهود على أنهم مجرد شيء مقزز، وباء، وعطن وعفن، ولطخة قذرة في نسيج البشرية.
وبالتالي الشخص الألماني لم يكن عنده أي شعور بالذنب في قتل يهودي أو حرقه، بالضبط لأنه ليس هناك شعور بالذنب إنك تقتل فأرًا أو صرصار لأنك ببساطة مشمأز منه.
إبادة الهنود الحمر كمثال
إبادة الهنود الحمر لم تكن هي الأخرى بعيدة عن ذلك، فالأوربيون عندما احتلوا أمريكا كانوا يصورون الهنود الحمر على أنهم همج وآكلي لحوم بشر وأنهم أقرب للحيوان منهم للإنسان، وأنهم أما يتحضروا ويصبحوا مثل البيض أو يموتوا ويبادوا بدون أي شعور بالذنب تجاههم.
وكانت الأفلام الإنجليزية لوقت قريب تصور الهنود الحمر بهذه الصورة ونذكر في ذلك فيلم روبنسون كروز وهو أصلًا مأخوذ من رواية قديمة كتبت لغرض تشوية الهنود الحمر. بل حتى أفلام الكارتون كانت تظهر الهنود الحمر بهذه الطريقة و أذكر في طفولتي أن هذا حدث في توم أند جيري نفسه.
لهذا كان البيض يقتلون الهنود الحمر بوحشية لا يصدقها عقل، رغم أن الهنود الحمر كانوا مسالمين جدًا وذوي خلق دمس.
لكن البيض لم يكونوا يروا غير أنهم فئران شكلهم مقزز يجب أن يبادوا.
والآن لا تزال العنصرية مسيطرة على أدمغة الكثيرين في عصرنا، و إدراك أسباب هذا الشعور المقيت من الممكن أن يقودنا لمقاومته وإزالته من أدمغة الشعوب. ولا تزال حوادث القتل بسبب العنصرية تحدث إلى الآن وحادثة الشاب الأمريكي الأسود الذي قتله الشرطي الأمريكي الأبيض ليس شيئًا جديدًا أو إستثنائي إنما هو نمط سائد له جذور متعمقة في النفس الأمريكية.
الاغتصاب والعنصرية
لا داعي للذكر أن الشخص العنصري يرى أن الأشخاص الذي ينظر إليهم بشمئزاز يمكن فعل أي شيء بهم، لذلك كانت حوادث الاغتصاب ضد الهنود الحمر لا حصر لها، وكانت غالبًا ما يتبعها قتل لهؤلاء المسكينات. وكان يكون القتل بشكل بشع، وتلك القصص المأساوية تملأ الكتب، لكننا لن نذكر أي منها في تلك المقال حتى لا نجرح مشاعر القراء.
هل نولد عنصرين؟
الخبر الجيد هو أننا لا نولد عنصرين، وإنما تنتج العنصرية بسبب طريقة التربية والعوامل المجتمعية، لذلك فهي غير موجودة في المجتمعات التي تنتشر فيها مبادئ الأخوة البشرية والمساواة بين البشر.
نحن لدينا مقدرة على إزالة العنصرية من الأجيال القادمة ونشر الأخوة بين الجميع، فلا فرق لأبيض على أسود إلا بالتقوى والعمل الصالح.
إقرأ أيضًا
رأسمالية المراقبة.. حيث لا معنى للخصوصية