سينما

مسلسل القاهرة كابول وكل ما تود معرفته! والحلقة الأهم في رمضان

عن القاهرة كابول.. والحلقة الأهم في رمضان:

هناك سياسة معروفة في “بعض” المسلسلات المصرية المعاصرة، وهي تكثيف الأحداث وكشف كل الصراعات والشخصيات في الحلقة الأولى، دون مراعاة لمكانها في الحبكة الدرامية، ولا في توزيع الأحداث ولا لمناطق الصعود والهبوط في الحكاية، كل هذا لأسباب تسويقية بحتة.

لذلك تجد الحلقات الأولى عبارة عن “مهرجان” يجتمع فيه كافة النجوم، يفعلون كل شيء تقريبًا، ولا مانع من ضيوف شرف كُثُر، وأكثر كم من الحوادث والتعقيدات.. ليبدأ المنحنى في الهبوط عند الحلقة الخامسة تقريبًا، وتنعدم الأحداث حتى نصل للحلقة الأخيرة لتشتعل من جديد.

لكن القاهرة كابول كان من ضمن أعمال (سنتحدث عنها تباعًا خلال رمضان) لم تقع في هذا الفخ، فالحلقة الأولى عرضت تقديمًا متمهلًا للشخصيات، لتأتي الحلقة الثانية والتي أظنها هي الأهم حتى الآن مما شاهدت في الموسم الرمضاني، فهي فقط لم تجذب الاهتمام بأحداث هامة، بل وأثارت فضول المشاهدين لمتابعة بقية الأحداث.

اقرأ أيضًا:

المسكوت عنه فى سينما الرعب

شاهدت الحلقة متأخرًا عن موعدها، وقد علمت ممن شاهدوها أنها عبارة عن مشهد واحد يجمع الأصدقاء الأربعة؛ فنحن في شقة في عاصمة أوروبية شهيرة؛ تجمع هذه الشقة تحت سقفها شخصية متطرفة (طارق لطفي)، وضابط (خالد الصاوي) وإعلامي هو من رتب اللقاء (فتحي عبدالوهاب).

وأيضًا مخرج أفلام سينمائية (أحمد رزق)، لم يثر الأمر حماستي، وتوقعت جدالًا يكشف عن أيدولوجية كل منهم، وحديثًا مباشرًا يدافع كل منهم فيه عن رأيه بشكل تقليدي فج..

لكن حين شاهدت الحلقة أدركت أن إخراجها قد نجح في مرور المشهد بسلاسة تامة دون ذرة ملل، على طريقة المشهد الافتتاحي لرائعة كوينتن تارنتينو الأشهر Inglourious bastards.. بالطبع لا أقارن.

ولكن النتيجة واحدة.. مشهد كامل تعدت مدته النصف ساعة قائم على الحوار فقط، تخللته بعض مشاهد “الفلاشباك” البسيطة، لكنها لم تنقص من حيز الحلقة وإنما خدمت أكثر المشهد الحواري.

كيف سار الحوار في مسلسل القاهرة كابول

أما عن الحوار؛ فقد ظهر مباشرًا في بعض الأحيان، لكنه لم يستمر على ذلك، وانتقل من الحديث عن ذكريات الطفولة وبداية الصداقة لتحول كل شخصية إلى ما صارت عليه، لقصة حب “رمزي” مع حبيبته السابقة، للحديث عن جشع الإعلامي “طارق كساب”، متطرقين إلى عمل الضابط “عادل”.

وعلى عكس المتوقع، لم يتحول الأمر لمناظرة فكرية بين مواطنين؛ كل منهم يتحدث بلسان الفكرة مجردةً من أي عوامل إنسانية، ولكن الأمر كان أشبه بنقاش بين الأصدقاء، بما يحتويه من عتاب شخصي يتخلل النقاش، ولم يكن الأمر موسوعيًا أو شاملًا، بل كان أشبه بالفضفضة التي من الممكن أن تحدث على أي مقهى بين مجموعة أصدقاء.

لم أعجب بمشهد “الفلاشباك” المدعى بـ”قَسَم البطانية”، وفكرة أن نشاهد الأطفال كل منهم يتحدث عن أفكاره بلسان كبار السن، دون إدراك لتحول الشخصيات ولا  لأعمار هؤلاء الأطفال، ولا حتى سذاجة فكرة أنهم حين يكبرون سيحكمون العالم سويًا.

القاهرة كابول ومستوى التثميل به

وعلى مستوى التمثيل فقد ظهر كل ممثل بما يليق باسمه ورصيده السابق، ففتحي عبدالوهاب الذي أجاد التعبير بكل ما لديه من أدوات؛ سواء بنظرة أو طريقة جلوس أو حتى لازمة حركة بسيطة.. أجاد إخفاء غرضه الحقيقي من ترتيب اللقاء، وأجاد إظهار قلقه لما قد يحدث من مواجهة بين صديقيه.

بينما “خالد الصاوي” الذي وجد أخيرًا منطقة جيدة ومساحة جديدة لأدواره..في حين ظهر “أحمد رزق” بدرجة من الاقتدار تجعلك تظنه بطلًا سيكمل أحداث المسلسل، وليس مجرد ضيف شرف، فقد حضر للشخصية ظاهريًا وجوهريًا.

 

أما “طارق لطفي” الذي تأخر حظه كثيرًا، ولمع نجمه على كبر، فقد حضَّر جيدًا لشخصية “رمزي” التي أظنها ستكون من أفضل ما قُدِمَ في هذه النوعية، وقد صنع لها لازمات حركية وكلامية.

فقط أعجبني منها ابتسامة الخبث الطفولي التي ترتسم على وجهه كلما تذكر حبيبته أو كتابة الشعر أو أي محفز لإنسانيته التي يحاول إخفائها طيلة الوقت، كأنه يقوم بعمل نزوة دون علم ضميره الذي يؤنبه طيلة الوقت.

لكن أكثر ما أعجبني في الحلقة كونها تصلح عملًا مستقلًا بذاته، وأظن أن هذا الغرض مقصود، فقد تم إعادة تقديم الشخصيات بشكل بسيط لا يقلل من أهمية الحلقة الأولى، ولا يضيع بناءها، بشكل يجعل من مشاهدة الحلقة الثانية عملًا منفصلًا متصلًا، لتنتهي الحلقة بنهاية متماسكة تبشر بمسلسل مُتقَن.

اقرأ أيضًا:

المنسي من تاريخ السينما

عبدالرحمن جاويش

كاتب وروائي شاب من مواليد محافظة الشرقية سنة 1995.. تخرج من كلية الهندسة (قسم الهندسة المدنية)..صدر له عدة رويات منها (النبض صفر،) كتب في بعض الجرائد والمواقع المحلية، وكتب أفكار العديد من الفيديوهات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي.. كما دوَّن العديد من قصص الديستوبيا على صفحته الشخصية على موقع facebook وحازت على الكثير من الإشادات من القراء والكُتَّاب كذلك..
زر الذهاب إلى الأعلى