اللقاح الروسي على غرار السفر للفضاء
هناك سباق حاد بين الدول الكبرى على إيجاد اللقاح ضد كورونا.. فالأمر أشبه بالمعركة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي على من سيصل إلى القمر أولًا، والتي خسر فيها الاتحاد السوفيتي رغم أنه كان قد سبق أمريكا في إطلاق أول مركبة فضائية تخرج من الغلاف الجوي للأرض.
يقول الخبراء الروسين أن الأمريكان لم يصلوا إلى القمر، وإنما كان الأمر مجرد حملة دعائية صنعتها أمريكا بهدف ضرب الروح المعنوية للاتحاد السوفيتي.. ولقد جاءت الضربة في مقتل بالفعل وكانت أولى المسامير في نعش العلم الأحمر.
فهل تحاول روسيا فعل ما ادعت أن أمريكا فعلته؟
ليس بعيدًا أن يكون اللقاح الروسي مجرد إدعاء، فروسيا دولة قومية من الطراز الأول ومن عادة الدول القومية إطلاق الادعاءات المماثلة لرفع الروح المعنوية لشعبها، والناس تتناقل الأخبار الكاذبة أكثر من الأخبار الحقيقية، فحتى لو ثبت أن اللقاح ليس موجودًا فلن يتذكر الناس الكذبة.
لكن هل من الممكن صنع لقاح بهذه السرعة؟
عادة ما تأخذ اللقاحات سنين حتى يتم اعتمادها، لأن هناك العديد من الاختبارات يجب أن تجرى على اللقاح لضمان سلامتها وللتأكد من فاعليتها كمفعل للمناعة. هذا الأمر لا يمكن تقصير مدته لأن الأعراض الجانبية من الممكن أن تتأخر في الظهور، كما أن المناعة التي يخلقها اللقاح من الممكن أن تكون مناعة مؤقته ولا يمكن التأكد من كون اللقاح الروسي فعال لصنع مناعة طويلة المدى ضد كورونا إلا بالانتظار مدة لا تقل عن شهور.
روسيا لم تجري اختبارات المرحلة الثالثة على لقاحها
من الواضح أن اللقاح الروسي لم تجرى عليه اختبارات المرحلة الثالثة للتأكد من فاعليته ومن سلامته، رغم ذلك تدفع روسيا ناحية إنتاج اللقاح على مدى موسع وهو أمر خطير لأن اللقاحات من الممكن أن تكون قاتلة.
مشاكل أخلاقية ضد اللقاح الروسي
تكلمت صحيفة عن بعض التقارير التي تشير إلى أن اللقاح تم تجريبه على الباحثين المشاركين في صنع اللقاح وهو أمر يثير الشكوك حول الضغط على هؤلاء الباحثين من الجهات السيادية لإنجاز اللقاح في أسرع وقت، فاضطر الباحثون للتجريب على نفسهم لتسريع عملية التأكد من فاعلية اللقاح. علاوة على ذلك فمن المتوقع أن تكون هناك تجارب قد أجريت على أفراد الجيش الروسي وهو أمر أيضًا غير أخلاقي كون أفراد الجيش مضطرين لإطاعة الأوامر.
لا يمكن أخذ كلام روسيا عن لقاحها بعين الاعتبار حتى يتم الإعلان عن الطريقة التي تأكدوا بها من فاعلية اللقاح ومن سلامته على الناس.
إقرأ أيضًا
نهج النمل لأخذ العينات الرياضية
طعم البشر.. كيف تطور البعوض الحامل للجراثيم ليتخصص في عضنا؟!
