المتنزه الدموي
المتنزه الدموي ، لمَّا تم افتتاح الحديقة للمرة الأولى في عشرينات القرن اللي فات، مكانش مالِك الحديقة يعرف أي حاجة عن ماضيها الدموي!
لكن دلوقتي.. اللعب والمراجيح اللي في الحديقة كُلها مهجورة ومصديّة، تعالى النهاردة نتكلِّم عن حديقة أو متنزه بحيرة شوني الترفيهي، ودا لأن المتنزه كُله مهجور من سنين طويلة!
أغلبنا سمع قبل كدا عن بيوت مسكونة، مقابِر مسكونة، أو حاجات تانية كتير، لكن حديقة أطفال مسكونة! جديدة شوية دي!
مُشكلة حديقتنا دي إنها تاريخها دموي ومُظلِم فعلًا!
في القرن الـ ١٨ الأرض دي كانِت ملك لعيلة اسمها عيلة كلاي، دول أول ناس تملَّكوا الحديقة تقريبًا، وفضلت ملك ليهم لحَد العشرينات لمَّا جه السيد كونلي سنيدو، واللي مكانش يعرَف أو مكانش مُهتَم بتاريخ الأرض نهائيًا، وقرَّر يحوِّلها لمدينة ملاهي صُغيَّرة كدا ومُتنزه عام، ومشروعه نَجَح.. لأن المنطقة هنا كانِت مليانة بعائلات العُمّال اللي شغّالين في مناجِم الفحم واللي ما صدّقوا لقوا حاجة جديدة تنقذهم من الروتين والملل.
لو كونلي سنيدو كان فكّر ولو لثانية يدوَّر على تاريخ الأرض، كان عرف إن الأرض دي كانِت مقبرة للأمريكيين المحليين، ومن بعدهم كانِت مسرح لواحدة من أبشع جرايم القتل اللي راح ضحيتها أطفال عائلة كلاي.
بس هو كان مُهتَم تمامًا بالحديقة بتاعته، وقدر يجذِب الناس للمكان، وبسُرعة جدًا.. صوت ضحك ولعب الأطفال ملى المكان كُله طول فصل الصيف، لكن كالعادة.. الحلو مبيكملش!
فضلت كُل حاجة ماشية كويِّس، لحَد ما حصلِت الحادثة اللي غيَّرت كُل دا، أم سابِت بنتها تلعَب في الحديقة، وراحِت تجيب حاجة، لمَّا رجعت ملقتش أي أثر لبنتها، دوَّرِت عليها كتير لحَد ما لقتها، أو بمعنى أصح.. لقت جُثتها عايمة على وش المية في البحيرة، البنت ماتِت غرقانة!
صاحِب الحديقة عرف يلم الموضوع بسُرعة، وقرَّر يردم البحيرة بالرمل، واتفق مع الناس محدِّش يتكلِّم عن الحادثة اللي حصلِت، بس اللي مكانش يعرفه.. إنها مش هتكون الحادثة الأخيرة!
لأن بعد أيام.. سوَّاق بيفقد السيطرة على الشاحِنة بتاعته وبيقتحِم الحديقة عشان يقتل بنت كانِت قاعدة تلعَب على واحدة من المراجيح!
لمَّا الموضوع إتكرَّر مقدروش يغطوا عليه ولا يداروه، وكانِت النتيجة إن الحديقة إتقفلِت بشكل رسمي سنة ١٩٦٦، وفضلت مهجورة وقت طويل جدًا، لحَد سنة ١٩٨٥ تقريبًا..
في الوقت دا.. ظهر شخص اسمه جايلورد وايت واشترى الأرض دي، وقرَّر يعيد افتتاح الحديقة مرة تانية، واستمرَّت كُل حاجة تمام لمُدة ٣ سنين تقريبًا، لحَد ما بدأت المُشاهدات الغريبة تظهر عشان تغيَّر كُل حاجة.
الناس قالوا إنهم كانوا بيشوفوا شبح البنت الصُغيَّرة اللي ماتِت وهي راكبة المُرجيحة، كانِت بتظهَر وهي لابسة فستان لونه وردي وشكله لطيف جدًا، بس الفُستان كان دايمًا غرقان دم، دا غير أصوات نشيد مُرعِب من أناشيد الأمريكيين الأصليين جاي من بين الأشجار!
ودا خلى صاحِب الأرض الجديد يدوَّر في تاريخ الأرض عشان يفهَم إيه اللي بيحصَل، لحَد ما لقى المعلومة اللي بيدوَّر عليها..
الأرض دي كانِت مُستعمرة من مُستعمرات الأمريكيين الأصليين، وتحوَّلِت بعدها لمقبرة جماعية مدفون فيها أكتر من ٣٠٠٠ جُثة!
لكنه مكتفاش بكدا.. وبدأ يدوَّر أكتر لحَد ما وَصَل لتفاصيل قصة موت أطفال عائلة كلاي..
ميتشل كلاي وصل للأرض دي هو وأسرته سنة ١٧٧٥، وقرَّر يبني مزرعته ويستقِر هنا، وكُل حاجة كانِت تمام لحَد سنة ١٧٨٣، كلاي كان مع مجموعة من أصدقائه في رحلة صيد، وساب ولاده في البيت، بس مكانش يعرف إن الأمريكيين الأصليين عاملين كمين لأولاده!
قتلوا ابنه – بارتي – وسلخوا جلده، أما بنته – تابيثا – فقتلوها وهي بتحاوِل تدافِع عن حياة أخوها المسكين، ابنه الأخير – إيزاكيل – اتخطف، لمَّا كلاي رجع البيت واكتشف اللي حَصَل لولاده، كوِّن مجموعة بحث كبيرة وبدأوا فورًا يدوَّروا على إيزاكيل.
لكنهم للأسف.. هيلاقوه بعد فوات الأوان، ودا لأن الأمريكيين الأصليين خطفوه وربطوه على عامود خشبي في وسط الغابة وحرقوه وهو حي، كلاي مكانش عارِف هُمّا ليه عملوا كدا.. بس كان بدأ يخطّط للانتقام منهم، فعلًا قدر يقتل كتير منهم بنفسه!
سنيدو مكانش يعرف الكلام دا قبل ما يفتتح الحديقة بتاعته في العشرينات، مكانش يعرف إنها مقبرة جماعية، ومن بعدها تحوَّلت لمسرح جريمة لمجزرة بشِعة راح ضحيتها مجموعة من الأطفال المساكين..
لكن جايلورد عرف.. وفضل قافل الحديقة لحَد النهاردة..
لكن إنت لو تجرؤ.. روح زورها.. بس خُد بالك بقي من شبح البنت أم فستان وردي!