المخ والعضلات.. أيهما أفضل للقيادة؟
المخ والعضلات.. أيهما أفضل للقيادة؟.. كثير منّا قد يعتقد أن هذا العنوان له علاقة بموضوع طبي، لكنه في الحقيقة يتعلق بنا وبذواتنا وطريقتنا في القيادة والإدارة.
إن السبب الرئيسي وراء هذه التسمية هو مقولة شهيرة يستخدمها كثير من المديرين والقادة: “أنا المخ وأنتم العضلات”، أي أنا أفكر وأخطط وأقرر وأنتم تنفذون فقط، أو بطريقة أخرى أنا استعمل مهاراتي العقلية فقط وأنتم عليكم استخدام مهاراتكم الجسدية والعضلية فقط.
المخ والعضلات.. ولكن هل تُعتبر هذه الطريقة الإدارية صحيحة؟
في الحقيقة أرى أن كل إنسان يجب أن يكون “مُخاً” و”عضلات” معا، فيجب على كل إنسان مهما كان موقعه أو منصبه أن يمارس مهام عقلية ومهام عضلية، أن يمتلك صفات التفكير والتحليل واتخاذ القرارات، وأن يكون لديه القدرة الجسدية والعقلية التي تساعده على اتخاذ وتنفيذ وتفعيل تلك القرارات، فلا يكفي أبدا للنجاح البرّاق أن يمتلك الفرد مهارات عقلية فقط أو حركية فقط.
يُحكى أنه في “داغستان” كان هناك خنجر لفارس شجاع مكتوب عليه كلمات عظيمة محفّزة تقول:
“الخنجر الراقد دائما في غمده يصدأ.. الفارس الراقد دائما في بيته يترهّل!”
دعونا نفصّل قليلا في هذا الأمر، يجب على كل شخص أن يمتلك مهارات عقلية وحركية بنسب مختلفة حسب طبيعة وظيفته وموقعه وشكل مهامه ووصف أعماله، فبعض الأعمال تتطلب أن تكون “مُخًا” بنسبة أكبر من أن تكون “عضلات”، وفي ظروف أخرى ينبغي أن تكون “عضلات” بنسبة أكبر من أن تكون “مُخًا”، وبعض المهام والوظائف تتطلب أن تمتلك المهارات العقلية والحركية بنسب متكافئة تقريبًا.
والأكيد في كل الأحوال أنه لا يمكن أن نكتفي بـ”المُخ” دون “العضلات” أو العكس، فلا يوجد قطار يتحرك بدون سائق بشري أو آلي، ولا يمكن للقطار أن يتحرك إذا كان يمتلك سائقًا محترفًا بدون محرك أو عجلات!
يا صديقي، الحياة صفحة بيضاء، نملأها نحن بما نريد من قصص الأمل والكفاح والنجاح والإصرار والإبداع، نكتب قصص نجاحنا بأفكارنا الرائعة وبحبر عرقنا وجهدنا وكدّنا، وبين سطور صفحتنا نقرأ بعين البصيرة الكثير من التحديات والصعوبات والمعارك التي خضناها في طريقنا نحو النصر ورفع راية النجاح على خريطة حياتنا.
سأختم باقتباس من كتاب “الحياة في الإدارة” للسياسي السعودي العظيم “غازي القصيبي” قوله:
“مكان القيادة لا يُعطى بل يُنتزع بالطموح والإصرار، وبتلويث الساعدين بغبار المعضلات، وبتبليل القدمين بغبار الأزمات”.
د. محمد إبراهيم
اقرأ أيضا:
طرق التعامل الصحيحة مع اشخاص لا تحبهم
أنواع الشخصيات .. هل أنت شخصية جادة أم مرحة؟