المخ يستخدم نفس الوسيلة التي تستخدمها خلايا السرطان للنمو
حجم الدماغ البشري أكبر بكثير من أي حيوان آخر وذلك يرجع إلى جين معين موجود فقط في البشر. يؤدي هذا الجين إلى تحفيز الخلايا الجذعية في الدماغ لتخليق مجموعة أكبر من الخلايا الجذعية.
نتيجة لذلك، يتم إنتاج المزيد من الخلايا العصبية، مما يمهد الطريق إلى الدماغ الأكبر التي نتمتع بها. يسمى هذا الجين بحين الدماغ الكبيرة ARHGAP11B وإلى وقت قريب لم يكن العلماء على معرفة بالطريقة التي يعمل بها هذا الجين.
اكتشف باحثون في معهد ماكس بلانك لبيولوجيا الخلايا الجزيئية وعلم الوراثة طريقة عمله أخيرًا. لقد اكتشفوا أن بروتين ARHGAP11B يقع في مصنع الطاقة للخلية – الميتوكوندريا – وهو يقوم بتحفيز مسارًا بنائيًا في المخ يشبه المسارات التي تستخدمها خلايا السرطان لإحداث نمو وتكاثر سريع لنفسها.
وجد الباحثون أن ARHGAP11B يتفاعل مع أحد البروتينات في غشاء الميتوكوندريا والتي تنظم مسام الغشاء. نتيجة لهذا التفاعل تنغلق مسام الغشاء، مما يمنع تسرب الكالسيوم من الميتوكوندريا.
يؤدي ارتفاع تركيز الكالسيوم الناتج إلى قيام الميتوكوندريا بتوليد طاقة كيميائية عن طريق مسار أيضي يسمى تحلل الجلوتامين وهي نفس الطريقة التي تتبعها خلايا السرطان. بهذه الطريقة، يمكن لـ ARHGAP11B تحفيز الخلايا الجذعية الدماغية لتشكيل مجموعة أكبر من الخلايا الجذعية.
الوسيلة التي تتسبب في تكوين أخطر مرض على البشرية هي نفسها التي جعلتنا مختلفين عن بقية الحيوانات وجعلت لنا أدمغة معقدة وذكية؛ فالنار تحرق، لكنها تدفئ وتطهي الطعام.