العالم والأديب والمُعلم.. معلومات قد لا تعرفها عن «سليم حسن» شخصية معرض الكتاب
سليم حسن.. اختارت اللجنة العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2024، عالم المصريات الدكتور سليم حسن، ليكون شخصية المعرض في دورته الـ55، لدوره الرائد في الثقافة.
ولد سليم حسن عام 1893م بقرية ميت ناجي التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر، وتوفي والده وهو صغير فقامت أمه برعايته وأصرَّت على أن يكمِل تعليمه، وبعد أن أنهى سليم حسن مرحلة التعليم الابتدائية والثانوية وحصل على شهادة البكالوريا عام 1909م التحق بمدرسة المعلمين العليا، ثم اختار إكمال دراسته بقسم الآثار الملحَق بهذه المدرسة لتفوُّقه في عِلم التاريخ، وتخرَّج فيها عام 1913م.
سليم حسن مدرسا
عمل سليم حسن مدرسا للتاريخ بالمدارس الأميرية، وحاول الانضمام إلى المتحف المصري كمساعد مديره، لكن جهوده باءت بالفشل لأن الوظائف في المتحف المصري كانت مقتصرة على الأجانب.
وفي عام 1921م، وبضغط من أحمد شفيق باشا وزير الأشغال في الحكومة المصرية، عُين بعدها في المتحف المصري بعد ضغطٍ من الحكومة المصرية؛ وهناك تتلمذ على يد العالِم الروسي جولنسيف، وذهب سليم حسن برفقة أحمد كمال باشا إلى أوروبا للمشاركة في الاحتفال بالذكرى المئوية لميلاد عالم الآثار الفرنسي شامبليون، فزار فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا.
ونشرت خلال الزيارة أعماله في الصحف، كما نشد مقالات بعنوان الآثار المصرية، والآثار في المتاحف الأوروبية، كشف فيها عن السرقة والنهب الذي يحدث للآثار المصرية مثل رأس نفرتيتي التي شاهدها في برلين.
وفي عام 1925م، أقنع أحمد كمال باشا وزير التربية والتعليم زكي أبو السعود، بإرسال بعض المصريين إلى الخارج لدراسة الآثار، ومنهم سليم حسن الذي ذهب في بعثة إلى فرنسا، ودرس للحصول على درجة الدراسات العليا في جامعة السوربون، كما حصل على دبلوم اللغات الشرقية واللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية).
مناصب سليم حسن
حصل سليم حسن على دبلوم الآثار من الكلية الكاثوليكية وأكاديمية اللوفر، وفي عام 1927 أكمل مهمته وحصل على دبلوم اللغة المصرية من جامعة السوربون، ودبلوم في الديانة المصرية القديمة.
وعاد حسن إلى القاهرة وعين مساعدا لمدير المتحف المصري، ثم انتدب بعد ذلك لتدريس علم الآثار بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا)، وعين أستاذا مساعدا. وفي عام 1928م، شارك في أعمال التنقيب في منطقة الهرم مع عالم الآثار النمساوي يونكر، ثم ذهب بعد ذلك إلى النمسا وحصل على الدكتوراه في علم الآثار من جامعة فيينا.
وفي عام 1929م، بدأ سليم حسن التنقيب الأثري في منطقة الهرم نيابة عن جامعة القاهرة، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها مؤسسة علمية منظمة أيادي مصرية في التنقيب، ومن أهم الاكتشافات كانت مقبرة (رع ور)، التي عثر فيها على العديد من الأشخاص.
اكتشافات أثرية
واصل أعمال التنقيب في منطقة الهرم بالجيزة وسقارة حتى عام 1939م. واكتشف خلال هذه الفترة نحو 200 مقبرة أهمها مقبرة ملكة القرن الخامس (خنت كاوس)، ومقابر أبناء الملك خفرع، بالإضافة إلى مئات القطع الأثرية والتماثيل وقوارب الشمس الحجرية للملك خوفو والملك خفرع.
وتم تعيين سليم حسن وكيلا عاما لهيئة الآثار المصرية، ليصبح أول مصري يتولى هذا المنصب، وكان مسؤولا بشكل رئيسي عن إدارة جميع الآثار في البلاد، وقام بإعادة مجموعة من الآثار المملوكة للملك فؤاد إلى المتحف المصري وحاول الملك فاروق استعادة القطع لكن سليم حسن رفض، مما عرضه لمضايقات شديدة وأدى إلى استقالته عام 1940م.
واستعانت الحكومة المصرية في عام 1954م بخبرة سليم حسن الكبيرة فعينته رئيسا للبعثة، التي ستحدد مدى تأثير بناء السد العالي على آثار النوبة.
وانتخب سليم حسن في عام 1960م عضوا بالاجماع في أكاديمية نيويورك التي تضم أكثر من 1500 عالم من 75 دولة. وتوفي سليم حسن في عام 1961م كان في الخامسة والسبعين من عمره.
وللكاتب سليم حسن 20 كتابا، بينهم:
موسوعة مصر القديمة
هذه الموسوعة التاريخية القيمة «موسوعة مصر القديمة» (18 مجلدا)، لا غني عنها لكل المتخصصين والدارسين لتاريخ مصر القديم والآثار المصرية القديمة، ولا غنى عنها أيضاً لكل المثقفين الراغبين في التزود بالمعرفة التاريخية لجذور الحضارة المصرية التي تغلغلت بين الشعوب وتسكن أراضي المنطقة الجغرافية الواسعة الممتدة من مصر إلى بلاد النوبة والسودان وليبيا والمناطق السورية وبلاد النهرين وآسيا الصغرى وجزر البحر المتوسط واليونان، ويتضمن الجزء الأول من عصور ما قبل التاريخ إلى نهاية العهد الإهناسي.
تاريخ مصر من الفتح العثماني إلى قبيل الوقت الحاضر
يتميز تاريخ مصر في العصر الحديث بالديناميكية؛ فهو مليء بالأحداث الجِسام التي يصعُب على أي مؤرخ استيعابها جملةً واحدةً؛ فقد خضعت مصر للسيطرة العثمانية منذ عام 1517م، عندما استطاع السلطان سليم الأول القضاء على الدولة المملوكية وإعدام آخِر سلاطينها «طومان باي».
غير أن المماليك استغلوا الضعف الذي أصاب الدولة العثمانية؛ فاستطاع علي بك الكبير أن ينفرد بالحكم، ولكن سرعان ما عاد الحكم للعثمانيين مرةً أخرى، حتى أتت الحملة الفرنسية على مصر ودامت ثلاث سنوات، تقلَّد بعدها «محمد علي» الحكم ونهض بالبلاد، ولكن أوروبا تصدت لنهضته وقضت عليها عام 1840م، واستمر تدخُّلها في شئون مصر حتى احتلتها عام 1882م.