مدينة صُغيَّرة من مُدن ميتشيجان تحوَّلِت لمدينة أشباح، دا مُمكِن يكون لأسباب عديدة، لكن بيري تشيني: مدينة أشباح ميتشيجان ملعونة من ساحِرة شريرة.
فهل الكلام دا حقيقي؟ ولا دا مُجدَّد لُغز من الألغاز الموجودة في الكون؟ ويا ترى الموضوع له أي تفسير منطقي؟
عشان نحاوِل نلاقي إجابات للأسئلة دي.. تعالي أحكي لك الحدوتة من الأول خالِص.
بيري تشيني كانِت مدينة من مُدن ميتشيجان الشهيرة بكونها مركز لصناعة وبيع الأخشاب، مُجرَّد مدينة في غابات الولاية، مبنيَّة جنب طريق سكة حديد قديم، المدينة اللي تم تأسيسها سنة ١٨٧٤، وكان عايش فيها تقريبًا حوالي ١٥٠٠ نسمة، كانوا عايشين في سلام وأمان، لحَد سنة ١٩١٧.. السنة اللي وصل فيها عدد سُكَّان المدينة لـ ١٨ نسمة بس، ومبقاش موجود من أثر المدينة غير واحدة من المقابِر العامة الخاصَّة بيها واللي مدفون فيها أكتر من ٩٠ جُثة.
لكن إيه اللي حَصَل في المدينة دي عشان يحوِّلها من مركز صناعي كبير لمقبرة منسيَّة ومهجورة؟
رسميًا، على الورق.. وطبقًا للسجلات الرسمية.. الدفتيريا هي السبب، ودا مرض مبقاش موجود دلوقتي بسبب التقدُّم العلمي والطبي، لكن وقتها كان وباء مُميت، الغريب.. إن الوباء دا مضربهمش مرة واحدة بس.. لا دا ضربهم مرتين!
والاتنين كانوا أسوأ من بعض!
البداية كانِت سنة ١٨٩٣.. الموجة الأولى من الوباء ضربت المدينة وقَضَت على عدد كبير من السُكَّان، خصوصًا الأطفال، وللأسف.. مكانوش مُستعدين لمواجهة أو مقاومة الوباء نهائيًا!
أما الموجة التانية فضربِتهم سنة ١٨٩٧.. والمرة دي أول ما الوباء بدأ ينتشِر، سُكَّان المدينة اللي كانوا لسَّه عايشين لمُّوا حاجتهم وهربوا ناحية المُدن المجاورة ليهم.
سنة ١٩٠١.. تعداد المدينة نزل لـ ٢٥ نسمة تقريبًا.
سنة ١٩١٢.. قفلوا مكتب البريد اللي في المدينة وأعلنوها مدينة أشباح مهجورة رسميًا.
أما النهاردة.. فمش فاضِل منها غير مقبرة عامة مليانة شواهِد قبور مكسَّرة وقديمة.
السجلات الرسمية بتقول إن الوباء دا هو سبب موت كُل سُكَّان المدينة ومسحها مش على وش الأرض، لكن في أسطورة حضرية مشهورة أوي بتقول كلام مُختلِف تمامًا..
الأسطورة بتقول إن الحطَّاب اللي أسِّس وبنى المدينة، كان سارِق الأرض من واحدة من قبائل السُكَّان الأصليين، لمَّا أهل القبيلة مقدروش يرجَّعوا الأرض تاني، قرَّروا يستعينوا بساحرة عشان تلعن الأرض، وتلعَن كُل اللي هيسكنوا عليها!
الأسطورة بتحكي بعد كدا شوية حالات موت غامضة وغريبة لحَد ما أهل المدينة بيتوصلوا لمُعاهدة سلام مع أهل القبيلة، وساعتها.. الساحرة بتلغي اللعنة بتاعتها بس للأسف.. بعد فوات الأوان!
لكن دي مش الأسطورة الوحيدة اللي بتحكي أصل اللعنة اللي المدينة دي مرَّت وعدَّت بيها..
فيه أسطورة تانية – أشهر من الأولى – بتقول إن واحدة من سُكَّان المدينة دي كانِت ساحرة، ولمَّا أهل المدينة عرفوا.. طردوها من وسطهم، وأجبروها تعيش في الغابات اللي حوالين المدينة، للأسف.. الست كانِت حامِل، واضطرَّت تولد في الغابة، وبسبب قلة الرعاية الصحية الطفل أصيب بمرض قوي ومات على الرغم من كُل المحاولات اللي هي بذلتها عشان تنقذه، عشان كدا الساحِرة دي لعنِت المدينة وكُل سُكَّانها، وكانِت هي السبب في الوباء اللي قتل كُل أطفال المدينة انتقامًا لطفلها المسكين.
الأسطورة دي كانِت السبب في إن المدينة تتحط ضمن المُدن اللي عاشِت فيها الساحرات، على الرغم من كونها أسطورة ولحَد النهاردة.. مفيش دليل على صحتها.
بيُقال إنك لو رحت المدينة أو بمعنى أصح.. المكان اللي كانِت فيه المدينة هتشوف أضواء غريبة بتتحرَّك وسط الغابة وبين الشجر، وهتلمح خيالات بتتحرَّك حواليك بسُرعة، مُمكِن كمان تسمع ضحكات شيطانية لأطفال صُغيَّرين، ولو راكِب عربية هتشوف عليه آثار طبعات إيدين أطفال صُغيَّرين مالهمش وجود ولا هتقدر تشوفهم.
فيه كمان ناس بتقول إنك مُمكِن تشوف روح الساحرة اللي هتطاردك لأنها فاكراك سبب وفاة ابنها!
محدّش عارف الحقيقة فين؟ هل هو وباء؟ هل لعنة من ساحرة بسبب سرقة الأرض؟ هل لعنة من ساحرة بسبب وفاة ابنها؟
أعتقِد الموضوع هيفضل لُغز.. للأبد!
اقرأ أيضًا
مذؤوب آلاريز
