تاريخ

المغول

المغول
ربما تكون أول صورة تأتي لذهنك عند سماع كلمة الإمبراطورية المغولية؛ هي صورة الجنود الهمجيين المتعطشين للقتل ذوي الوجوه المخيفة، حيث يتخيل معظمنا المغول كنموذج للهمجية، وتلك ليست صورة خاطئة تمامًا..

لكن ما الذي تعرفه غير ذلك عن الإمبراطورية المغولية وقائدها الأول “جنكيز خان” ؟ ما الذي تعرفه عن مدى السرعة المذهلة لفتوحاتهم ونجاحها المبني على مهاراتهم العسكرية في السرعة والرماية؛ التي جعلت الفرسان الرماة لدى المغول أشبه بالدبابات السريعة مقارنة بالفرسان من خصومهم ..

وكيف أنهم احتلوا خلال ربع قرن فقط أكثر مما احتله الرومان خلال 400 عام؟ وأنهم أيضًا من أسسوا منطقة التجارة الحرة الأولى؟

ولد جنكيز خان قرابة العام 1162 باسم “تيموجن” وكان ابن عائلة فقيرة، مات والده مسمومًا مما تركه تحت رحمة أشقائه الكبار؛ وسرعان ما قُتل أحدهم أثناء خوضهم لجدال.

في سن التاسعة عشرة تزوج “تيموجن” من زوجته الأولى “بورتيه” والتي تم اختطافها.

وأثناء إنقاذه لزوجته أظهر “تيموجن” جدارته العسكرية وسرعان ما أصبح زعيمًا لقبيلته، لكن توحيد المغول تطلب حربًا أهلية انتصر فيها بفضل شيئين اثنين:

أولًا أنه جعل ترقية المحاربين وفقًا لجدارتهم وليس لمراكزهم العائلية،أما الثاني فكان بإدخاله الفئات الفقيرة من الشعوب المهزومة في قبيلته وانتزاع مُلك قادة تلك القبائل المهزومة مما أكسبه حب الفلاحين.

وبهاتين السياستين الأساسيتين تمكن “تيموجن” من كسب ولاء المزيد والمزيد من الناس وبحلول عام 1206 تم منحه لقب “خان العظيم” أي قائد المغول، وبعد توحيد المغول مضى “جنكيز خان” ليغزو مساحات شاسعة من العالم حتى وفاته أثناء نومه عام 1227.

امتدت امبراطورية جنكيز خان من منغوليا (مسقط رأس المغول) وحتى بحر قزوين، لكن وبشكل ما بعد وفاة “جنكيز خان” كانت الإمبراطورية المغولية تبدأ فحسب ..

حيث قام ابنه بتوسيع رقعة الإمبراطورية أكثر، وحفيده كان هو الخان العظيم عام 1258 عندما سقطت بغداد عاصمة الإمبراطورية العباسية على يد المغول، وقام حفيد آخر له يدعى “كبلاي خان” بقهر سلالة سونغ في الصين عام 1279، ولولا أن تم إيقافهم في معركة (عين جالوت) لاحتل المغول شمال أفريقيا بالكامل على الأرجح.

بالإضافة إلى المجازر والدمار؛ شجع المغول على التنوع والتجارة والتسامح الديني (حيث كانوا هم وثنيين يؤمنون بأرواح الطبيعة لكن كون دينهم مرتبط بالأرض التي جاءوا منها لم يتوقعوا أن يعتنق أشخاص جدد ديانتهم تلك وبالتالي لم يطلبوا ذلك).

لم تدُم الإمبراطورية المغولية طويلًا فخلال 80 عامًا كانوا قد انسحبوا من الصين وحلت محلهم (سلالة مينغ)، وفي بلاد فارس اندمجوا بالكامل مع المواطنين لدرجة أنه بحلول القرن ال15 لم يكن من الممكن تمييزهم.

اقرأ أيضاً

ما الخطأ الذي حدث في رحلة أبولو

زر الذهاب إلى الأعلى