حدث بالفعل

الملاك الأسود

الملاك الأسود .. بيقولوا إن أي حد بيلمِس التمثال البرونزي دا، واللي أساسًا كان معمول كنصب تذكاري لمأساة، هيموت فورًا!

مقبرة أوكلاند موجودة في آيوا سيتي، بالقُرب من حي هادي جدًا، المقبرة دي مُختلِفة شوية، لأنها مش بس فيها مقابر للأموات، لكن فيها كمان نُصب تذكارية خاصة ببعض الموجودين فيها، زي تمثال «الملاك الأسود» واللي سُمعته مُخيفة جدًا.

الملاك الأسود

التمثال دا تم بناؤه في أوائل القرن الـ ٢٠، وموجود عشان يمثّل مأساة تيريزا دوليزال وأسرتها، تيريزا انتقلِت لآيوا سيتي مع ابنها ايدي في أواخِر القرن الـ ١٩، كانِت بتشتغَل داية لحَد سنة ١٨٩١ تقريبًا، لحَد ما إيدي أصيب بمرض قاتِل (التهاب السحايا) ومات! ودفنت الأم الحزينة جُثة ابنها المسكين في مقبرة أوكلاند، وحطّت نصب تذكاري بدائي جنب قبره، كان عبارة عن جذع شجرة حرفيًا.

بعد وفاة إيدي مقدرتش تفضل موجودة في نفس المكان، فانتقلِت لأوريجون عشان تقابل وتتجوِّز نيكولاس فيلديفرت، لكن فيلديفرت مات بعد وقت قُليِّل جدًا وسابها لوحدها، الكلام دا حَصَل تحديدًا سنة ١٩١١.

 

تيريزا مقدرتش تتحمَّل خسارتين في وقت قُليِّل زي دا، ورجعت فورًا لآيوا سيتي عشان تؤمر ببناء تمثال على شكل ملاك من البرونز إحياءً لذكرى جوزها وابنها.

بمُجرَّد ما التمثال اتبنى.. بدأت الأساطير تنتشِر حواليه، خصوصًا بعد نقل إيدي من قبره ودفنه جنب التمثال، دا غير إنها حرقِت جُثة جوزها وحطَّت الرماد في قاعدة التمثال، لكن كُل الأساطير دي كانِت بتتقال في السر لحَد ما تيريزا نفسها ماتِت سنة ١٩٢٤، ووصَّت بحرق جُثتها ودفن رمادها جنب رماد جوزها عند قاعدة التمثال، الغريب.. إنها وصَّت إن مفيش تاريخ وفاة يتكتَب جنب اسمها، ودا اللي خلى الأساطير تكبر وتنتشِر..

الملاك الأسود

 

الأغرب.. إن بمُجرَّد وفاة تيريزا بدأ التمثال يتحوَّل من اللون البرونزي للون الأسود، الأساطير الحضرية حاولت تفسَّر الظاهرة الغريبة دي، فقالوا إن تيريزا كانِت ست غامضة وبتُخفي سر شيطاني، وإن التمثال غيَّر لونه عشان يحذَّر الناس تفضل بعيدة عن قبرها، لكن بعض الناس قالوا أن البرق هو اللي ضرب التمثال في ليلة عاصِفة عشان يحوِّل لونه مش أكتر.

الغريب إن فيه أساطير تانية ظهرت.. زي الأسطورة اللي بتقول إن تيريزا لعنِت قبر جوزها عشان مكانش مُخلِص ليها، والأسطورة اللي قالِت إن التمثال غيَّر لونه حزنًا على وفاتها، والأسطورة اللي قالِت إن التمثال غيَّر لونه انتقامًا منها عشان هي اللي قتلِت جوزها وابنها ووصمها باللوم دا كنوع من أنواع العار.

الملاك الأسود

لكن أكتر أسطورة مُخيفة فيهم.. هي الأسطورة اللي قالِت إن ليلة وفاة تيريزا التمثال عينيه تحوَّلت للون الأسود وبدأ يغيَّر لونه وكأنه بيعيَّط عليها لحَد ما بقى كُله أسود تمامًا.

وبدأت التحذيرات تنتشِر..

أي بنت هيبوسها حبيبها تحت التمثال دا.. هتموت خلال ست شهور!

أي حد هيتجرَّأ ويلمس التمثال دا في ليلة الهالوين.. هيموت بعد سبع سنين بالتمام والكمال.

أي حد هيبوس شفايف التمثال دا.. هيموت في التو واللحظة!

لكن أي بنت عذراء تقدر تعمل كُل دا وهي متطمّنة.. لأن دا الاستثناء الوحيد!

دا طبعًا غير المئات اللي بيقسموا إنهم شافوا التمثال نازل من على قاعدته وبيمشي في المقبرة وسط القبور كأنه بيدوَّر على ضحايا جُداد!

التمثال ما زال موجود لحَد النهاردة.. مستني أي حد جريء يروح يجرَّب ويتأكَّد من حقيقة الأساطير دي

حد منكم عنده الجرأة يعمل دا؟

أقرأ أيضا

شجرة الشيطان

كرسي الموت

محمد عصمت

ولد الكاتب محمد عصمت عام 1988م في محافظة دمياط بمصر ، تخرج من كلية التجارة، اشتهر بكتاباته روايات الرعب و أعماله القصصية المترجمة ،و كانت أولى رواياته بعنوان “الممسوس” عام 2014م ، و هي رواية رعب فريدة من نوعها ، وصدر له روايات أخرى مثل (باب اللعنات، الجانب المظلم، ذاتوى) ، ويصدر له على موقع شخابيط سلسة مقالات حقل ألغاز
زر الذهاب إلى الأعلى