المينوتورس
عزيزي القاريء.. إن كُنت من محبي الغموض وتهيمُ لسماع الأساطير والقصص الخيالية؛ فمرحبًا بك في جُعبتي، ودعني أصطحبك الآن في جولة بين طيات التراث القديم..
“المينوتورس”
بتبدأ أحداث القصة في مملكة “كريت”، حيث كان لدى ملكها “مينوس” وحش نصفه العلوي ثور والنصف السفلي إنسان، وكان الوحش كغيره من الوحوش الإغريقية، قوي، شرير، وبالتأكيد.. أسطوري! كان قاتل متسلسل، بيقتل أي شخص بيقرّب منه ويحوله لأشلاء.
الملك مينوس فكّر أنه لو احتفظ بكائن بشع ومخيف زي ده في مملكته هتكون حماية ليه من أضرار الاعتداءات الخارجية، ولكن على عكس توقعاته الوحش عاث في الأرض فسادًا، وكان بيقتل أبرياء ويروع أهالي المملكة.
وهنا استعان الملك بصديقه المهندس العبقري “ديدالوس”، واخترع حل عبقري علشان يحافظ على الوحش وبذات الوقت يحافظ على المدينة، وكان الحل ده “المتاهة”.. أحاط المهندس الوحش بممرات وشعاب متداخلة يفضل الوحش يركض فيها بلا نهاية..
وبتبدأ تتحول القصة لمأساة لما كسب ابن الملك “مينوس” أمير مملكة أثينا في بطولة الألعاب الأولمبية، وكنتيجة استشاط أمير أثينا غضبًا، وأرسل قطاع طريق على ابن الملك مينوس فقتلوه ومزقوه إربًا.
وصل الخير السيء لملك كريت، فأعد العدة وجهز الجيش وما صبح الصباح إلا وأثينا منقلبة رأسًا على عقب، مليئة بالموتى والجرحى، وحاصر مينوس أثينا طويلًا إلى أن تحولت لصحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء..
فطلب ملك أثينا الصلح مع ملك كريت، لكن مينوس رفض الصلح وقال أن كل شعب أثينا ميقدروش يعوضوا فقدانه لابنه.
ولكن بالنهاية وصلوا لاتفاق، أنه هيتم عقد الصلح ولكن شريطة أن يُرسل ملك أثينا كل عام سبعة رجال شداد وسبع فتيات عذارى يكونوا غذاء لوحشه المينتور.
وبعد عدة سنوات ظهر “ثيزيوس” وهو ابن الملكة إيجوس -ملك أثينا- من فتاة ريفية حسناء قابلها في إحدى رحلات الصيد.. وطلب من والده أن يسمح له بالسفر إلى كريت والدخول للمينتور.
وبعد عدة محاولات اقتنع الملك إيجوس وعلى مضض سافر الأمير إلى كريت.. وهناك قابل بنت الملك مينوس ووقعت في غرامه وأحبّها، واتفقوا أن يحرروا البرايا ويقتلوا الوحش، وبالفعل ربطته بخيط غليظ علشان يقدر يتبعه وهو راجع من المتاهة، وقدر أنه يدخل ويقتل المينتور ويخرج بسلام، وبعدها تم عقد الصلح بين المملكتين وانتهت الأسطورة بنهاية سعيدة..
مِن الحُب ما قتل، ومِن الحُب ما يجعل العالم يضجُ بالحياة.