النرجسية في الأساطير الإغريقية
النرجسية في الأساطير الإغريقية.. النرجسية في الأساطير الإغريقية، حب الذات أو النرجسية.. إيه علاقة حب الذات بالاسم دا؟ وهل ليهم علاقه بزهرة النرجس؟
إجابة الأسئلة دي في إحدى الأساطير الإغريقية الممتزج فيها الخيال مع العبقرية.
النرجسية في الأساطير الإغريقية
قبل ما نبدأ الأسطورة لازم نتعرف على أبطالها، ونبذة عنهم:
Narcissus: ودا اسم إغريقي معناه باللغة العربية نرجس (أيوة بالظبط على اسم الزهرة، وهقولك ليه اتسمت على اسمه في آخر القصة).
نارسيس كان ابن إله النهر كما تقول الأسطورة.. إله النهر دا اتجوز حورية من أجمل الحوريات؛ فجائهم مولود غاية في الجمال، فقد وهبته الآلهة جمال غير مسبق (كوردة في زهو الربيع).
الأسطورة بتقول إن فيه عراف ضرير تنبأ لنارسيس بحياة سعيدة.. حتى يعرف نفسه.
وكبر نارسيس يبحث عن ملذاته الشخصية بس، وأي حد كان بيشوفه كان يعشقه لجماله؛ فقدر يحصل على كل مايريد من الآخرين بسهولة، وبالرغم من جماله كان قاسي القلب ولا يعرف للحب معنى؛ فكان بيحطم قلوب محبيه ومبيهتمش بأي حاجة غير نفسه اللي شايفها أعلى من أي حد.
كده إحنا عرفنا الشخصية الأولى.. نيجي للشخصية التانية:
Echo: وده اسم لاتيني معناه صدى الصوت، كانت حورية من حوريات الغابة اللي بيخدموا الإله «هيرا» زوجة «زيوس» كبير الآلهة الإغريقية.
اشتهرت إيكو بفصاحتها وقدرتها على رواية القصص والحكايات، فكان أي حد بيقعد معاها مبيملش ولا بيحس بمرور الوقت وهو معاها؛ ونتيجة لكده قربتها هيرا منها وأحبت صحبتها وقصصها.
لكن زيوس اتصاب بسحر لسان إيكو وبدأ يتهرب من مهامه كإله وزوج وانشغل بقصص وغرام إيكو؛ فلما عرفت هيرا الموضوع قررت الانتقام من إيكو عشان ساعدت زيوس في ألاعيبه واحتياله عليها.
وانتقامها هو إنها جعلت إيكو صماء غير قادرة على الكلام أبدًا، ومتقدرش تعمل حاجة غير إنها تكون تكرار لأي صوت تسمعه دون وعي ولا رغبة منها؛ فانعزلت عن الحوريات وعاشت في إحدى غابات الجبال.
كده عرفنا أبطال الأسطورة.. نبدأ بقى:
في يوم نارسيس كان في إحدى غابات الجبل بيصطاد مع صحابه وأثناء الصيد تاه نارسيس عنهم.. شافته إيكو ووقعت في غرامه ومشيت وراه من مكان للتاني في الغابة وهي متخفية ورا الصخور.
بدأ نارسيس يفقد صوابه وينده على صحابه والغريب إنه كان سامع تكرار لآخر كلمة بيقولها.. تعجب جدًا وفضل يتابع تكرار كلامه لحد ما وصلها، بس للأسف مقدرتش تتكلم ولا ترد عليه، كان مجرد تكرار لكلامه.
نارسيس فقد صوابه واتعصب عليها، وبعدها سابها وراح يرتاح عند بركة مياه، ولاحظ إن البركة مياهها نقية جدًا، قرب وانحنى عشان يشرب ولكن نقاء المايه عكس صورة أجمل مخلوق على وجه الأرض؛ فعرف نارسيس نفسه، ووقع في غرامها.. ومن هنا جه لفظ النرجسية لكل من عشق نفسه واعتبرها أسمى من أي حد.
فضل يتأمل في صورته، وقرر إنه ينط في المايه لعله يجد محبوبه دا، بس للأسف ملقاش غير الموت، وبكدا اتحققت نبوءة العراف الضرير.
إيكو كانت بتراقب المشهد من ورا الصخور وأسرعت عشان تمنعه من القفزة بس نارسيس كان أسرع وأفنى عمره قبل ما تلحقه.. فضلت إيكو تبكي على الضفة حتى ماتت هي الأخرى، ولكن لعنة هيرا لم تمت حتى الآن، فستظل إيكو أو لعنة صدى الصوت مستمرة في الغابات وسيتردد كلام الناس إلى الأبد.
وفي المكان اللي سقطت فيه دموع إيكو نبتت أزهار بيضاء وصفراء سميت بأزهار النرجس.. ولا يزال عطر النرجس حتى يومنا يذكرنا بمأساة نارسيس الذي عشق نفسه وراح ضحية حبها.