الهجرة النبوية الشريفة
إن تاريخ الهجرة النبوية الشريفة إحياءً لذكرى رحلة كانت هي الفتح المبين والنصر للمسلمين وعزة للإسلام والمسلمين، وهي مفارقة النبي صلى الله عليه وسلم لوطنه الأصلي مكة المكرمة وتوجهه إلى المدينة المنورة وهي مبدأ التاريخ الإسلامي.
سبب الهجرة النبوية الشريفة
نزل الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو يبلغ من العمر أربعين عامًا ونزلت حينها أول سورة بالقرآن الكريم سورة العلق يوم الإثنين الموافق 17 من رمضان 610م، كان الرسول صلى الله عليه وسلم وقتها في غار حراء وهو جبل بينه وبين مكه حوالي ثلاث أميال تعود في السنوات التي سبقت البعثة التعبد به، وبعد البعثة أُمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتبليغ الدعوة بعد أن نزلت سورة المدثر، وظل في مكة المكرمة يدعو قومه للإسلام 14 سنة.
ولما أشتد البلاء على المسلمين في مكة بعد بيعة العقبة الثانية أذن النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة بالهجرة للمدينة المنورة وبدأ الصحابة رضوان الله عليهم بالخروج ليثرب في الخفاء حتى لم يبق بمكة إلا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وسيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه والإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجه، والمحبوسين والضعفاء، ترك الصحابة رضوان الله عليهم تجارتهم وأموالهم وبيوتهم وفروا للمدينة خفية خشية أن تعلم قريش بالأمر فرارًا بدينهم.
وظل صلوات الله عليه بمكة ينتظر الإذن بالهجرة، ولما رأت قريش ذلك خافت من خروج النبي صلى الله عليه وسلم فاجتمعوا بدار الندوة واتفقوا أن يأخذوا من كل قبيلة رجل لقتل أشرف الخلق ويتفرق دمه بين القبائل..
فأخبره سيدنا جبريل عليه السلام بخبرهم وقال له بألا ينام في مضجعه في تلك الليلة فأمر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الإمام علي بالنوم مكانه ويتغطى ببردته الخضراء واجتمعت قريش أمام منزله وخرج سيدنا محمد من أمامهم ووضع التراب على رأسهم وقرأ آيات من سورة يس “وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشناهم فهم لا يبصرون”. فلما أصبحوا دخلوا البيت فوجدوا الإمام علي في فراش النبي صلى الله عليه وسلم.
ذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى سيدنا الصديق وقد جهز راحلتين للسفر وأعطاهم لعبد الله بن أريقط رضي الله عنه حتى يأتيهم له في غار ثور بعد ثلاث ليال، وخرجا ليلة 27 صفر السنة الرابعة عشر من البعثة النبوية وذهبا لغار ثور وهو كهف في جبل أسفل مكة، وكانت السيدة أسماء رضي الله عنها تأتيهم بالطعام.
لما دخلا الغار نسج العنكبوت خيوطه عليه، وبعد الثلاث أيام خرج النبي صلى الله عليه وسلم والصديق ومتجهين إلى يثرب ووصل صلى الله عليه وسلم قباء 8 ربيع الأول ونزل عند كلثوم بن الهدم رضي الله عنه وانتقل للمدينة المنورة يوم الجمعة الموافق 12 ربيع الأول سنة 1هـ وعمره صلى الله عليه وسلم 53 عامًا.
بداية التقويم الهجري
اعتمد سيدنا عمر رضي الله عنه التقويم الهجري في عام 17هـ وبداية التاريخ غرة شهر محرم، وسبب التقويم أن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه كتب لأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه أنه يأتيه منه الكتب بدون تاريخ، فجمع الناس البعض قال نؤخر بالبعثة والبعض قال نؤخر بالهجرة فقال أمير المؤمنين بل نؤخر بالهجرة لأنها فرقت بين الحق والباطل وقال رضي الله عنه نبدأ بالمحرم لأنه منصرف الناس في حجتهم.