الوصمة الاجتماعية.. يحوي المجتمع الكثير من المفاهيم التي تتوارثها الأجيال، وهي تلك السمات المميزة لكل مجتمع، وترسم ملامح لا تنفصل عن المجتمع مع مرور الزمن.
ماهية الوصمة الاجتماعية
الوصمة الاجتماعية هي تلك الصفات والمميزات السيئة والجيدة التي تلازم بعض من الأشخاص تحت نطاق المجتمع، وعلى الأغلب تحمل الوصمة صفات غير مستحبة، كوجود فئات من البشر يحملون بشرة سمراء اللون، فتم وصمهم بأنهم فقراء الحال، وأنهم يمتهنون المهن العمالية التي لا تتصف بالوظائف المرموقة، فهم يعملون كمدبر منزل أو سائق، وهنا أصبح متداول ومنتشر تلك الفكرة المقنعة والمتوارثة عن أصحاب البشرة السمراء.
أو بعض الجنسيات التي تم وصمهم بكونهم عمال ولا يرتقون لنيل تلك الوظائف مثل الإدارة والهندسة وغيرها، وأنهم مجرد فنيين من الفئات العمالية، أو أن المرض النفسي يساوي الجنون، أو أن المتعافين من إدمان المخدرات غير أسوياء.
لا يمكن أن يتقبل عقل أو منطق أن تلك الفئة لن تحصل على نظرة عادلة أو تقييم ينصفهم، حتى مع مرور الوقت وحصول تغيير جذري في المعتقدات والعادات التي تجعل هذا الوصم يُمحى عنهم، ويشعرون أنهم يمتلكون نقاط قوة تُحسب لهم، ولديهم مقومات ومميزات أكثر فخرا يجب أن يتصفوا بها، ويتم الإشارة لهم بتلك الصفات المميزة، بدل عن إلحاق تلك الصفات الغير محمودة وتوارثها عبر أزمنة بشكل غير منصف.
أو تلك الأعداد التي يشكلها سمات الدخل بأن تلك الفئات دخلهم متوسط، إذن هم لا يرتقون للطبقة المجتمعية العليا.
تفادي سلبيات الوصمة الاجتماعية
عندما يصل بك الحال على تصنيفك نتيجة وقوعك ضمن نطاق فئة معينة، وهنا قد يختل الكثير من المعاملات من حولك نتيجة هذا التصنيف، كمثال أن تكون من فئة الأطباء وتفرض عليك المعتقدات أن لا تتزوج إلا من طبيبة، أو لا يكون لديك صداقات سوى مع الأطباء، هذه القيود التي تُفرض ترهق الحالة النفسية للأشخاص، وتجعل لديهم قناعات ومفهوم عن ذاتهم أنهم متميزين، وأن الآخرين دون ذلك المستوى العقلي والثقافي.
بل أن ذلك التصنيف سيجعلك في طبقة لا تحيد عنها، وربما لا تشبهك، وليس بالضرورة أن تكون تلك الطبقة التي تتضمنك ذات صفات حميدة، بل يمكنها أن تحمل صفات التكبر والغرور والتعالي، والحقد والنفاق، بخلاف الطبقات التي لا تنتمي إليها، ونظرة الآخرين لك تحمل سمات نفسية معادية ومعارضة لأسلوب حياتكم، وطريقة تفكيركم المحدودة، أيضا الجيل الذي ينشأ جديد يكن متطور بشكل أكبر ومنفتح، ويعارض تلك الصمات الاجتماعية، فيتولد ذلك النزاع والخلاف بين الأجيال نتيجة تمسك كل فريق برؤيته وتقديره للآخرين.
تغير الزمن وتحول الذين كانوا مثقفين إلى جهلة، وجاء فريق آخر متطور ومثقف وكان أجداده أكثر جهل وسلبية، وتغيرت الطبقات ولم تتغير تلك الفكرة، لكن يجب أن يتوقف الجيل المعاصر عن تلك الوصمة وينزعها من الطبقات التي ظهر منها العالم والمثقف والنابغة، وتلك الطبقات العليا التي أصبحت تفتقد للكثير، يجب إرجاع تلك السمات إلى الأخلاق والصفات الشخصية المحمودة، والتي تشكل أسس التقييم الصحيح.
علاج الوصمة الاجتماعية
بخلاف التقييم على أسس مالية أو ثقافية، سنعالج المجتمع بالدمج بين جميع الفئات وفتح آفاق ثقافة وتعارف اجتماعي جديد، يُظهر الجوانب الرفيعة في المجتمع، دون الإشارة إلى الانتماء أو الطبقة أو تذكيره بالوصمة التي ينتمي إليها، أيضًا يجب التصدي إلى السلبيات عن طريق عملي، بإعادة توزيع الأدوار المهنية بين طبقات المجتمع كافة، بأن يوظف المدير من الفئة السمراء، وأن يصبح رئيس جمهورية من الرجال السمراء كما حدث في أمريكا التي أسست الوصمة الاجتماعية.
المصدر:
فيديو يوم جديد، الوصمة الاجتماعية المتعلقة بالمرض النفسي.
اقرأ أيضا:
الجانب السلبي في علم النفس الايجابي