الولد الكسلان والكلب الأعمى.. عبوده ولد كسلان عاوز ياخد كل حاجة من غير ما يتعب وديما بيتعب أمه ومبيرضاش يسمع كلامها ولا يساعدها في أي حاجة. وحتى في مدرسته مبيرضاش يعمل الواجب وبيبقى عايز يغش من زمايله.
ولما جه امتحان آخر السنة مامته قالتله: ذاكر يا عبوده علشان تنجح وتبقى شاطر، ولما تكبر الناس تحبك وأنا أفتخر بيك لما تبقى ناجح يا حبيبي.
عبوده رد: الامتحان سهل، دا أنا عبوده ومفيش امتحان يقف قدامي.
ردت مامته: يا رب يا عبوده تنجح ولو نجحت هجبلك هدية جميلة.
ضحك عبوده ضحكة سخرية وقال: هتجبيلي الهدية يا ماما أكيد.
الولد الكسلان والكلب الأعمى
عبوده مكنش ذاكر أي حاجة لكنه كان ناوي يغش في الامتحان، وكان ناوي ياخد الكتب ينقل منها أو هيسئل أي حد من زمايله الشاطرين، وهم هيجوبوه، وقال لنفسه: هم يتعبوا وأنا أنجح على الجاهز… ضحك عبوده بسخرية ودخل ينام وهو متأكد أنه هينجح.
تاني يوم في الامتحان كان قاعد بيسأل زمايله الشطار لكن المراقب شافه وحذره وقله لو اتكلمت هطردك بره اللجنة… عبوده مبقاش عارف يعمل إيه، ففكر إنه يخرج الكتاب ينقل منه، واستنى لما المراقب ديّر وشه وطلع الكتاب، لكن بعد شوية المراقب شافه وهو بيغش، فراح ومسك الكتاب من إيده، وقرر إنه هيطرده من الامتحان علشان هو غشاش وإنه هيستدعي ولي أمره.. يبلغه باللي حصل.
عبوده كان خايف جدا من أبوه، وقعد يترجى المراقب أنه بلاش يتصل بيه.. وفكر في وعده لأمه إنه هينجح يا ترى لما تعرف إنه غشاش هتقول عليه إيه.
المراقب مسمعش كلام عبوده واتصل بأبو عبوده وجه وعرف اللي عمله ابنه، اتأسف أبو عبوده للمراقب على اللي حصل من عبوده وخده ومشي.
عبوده كان مكسوف جدا من أبوه، وكان خايف ليضربه لكن أبو عبوده قرر إنه يعالج الموضوع من غير ضرب.. سأل أبو عبوده وقاله: ليه تغش يا عبوده، ليه متعتمدش على نفسك.
رد عبوده: وليه لازم أعمل أنا الحاجة بنفسي، لما ممكن حد تاني يعملها وأنا أخدها منها.
وهم بيتكلموا قابلوا في طريقهم كلب أعمى قاعد في الطريق جعان، وشوية جه كلب تاني شايل في بقه أكل، وراح أداه للكلب الأعمى.. وقعد الكلب الأعمى ياكل من الأكل اللي جابه الكلب السليم.
راح بسرعة عبوده مشاور لأبوه على الكلب الأعمى، وقاله بص يا بابا حتى الكلاب أهو، في كلب بياكل من غير ما يتعب ولا حاجة، وكلب تاني بيخدمه ويجبله الأكل لحد عنده.
أبو عبوده ابتسم ومسك إيد عبوده وقاله: وليه اخترت إنك تكون الأعمى ومخترتش إنك تكون السليم. ليه تستنى حد يعطف عليك ويديك أكل، ليه متكنش أنت اللي بتساعد الناس وبتديهم.
يا عبوده لازم يكون عندك عزة نفس، ولازم تبطل الكسل ده، أوعى تختار الذل يا ابني، خليك أنت اللي بتدي.
يا ترى مين أحسن اللي بيدي للناس ولا اللي بيستناهم يعطفوا عليه ويدوله، ويتذللهم علشان يدوله.. أوعى ترضى بالذل والكسل يا عبوده، أوعى تكون الكلب الأعمى.
كلام أبو عبوده أثر في ابنه وحس فعلا إنه كان غلطان وإنه لازم يبطل كسل ولازم يكون عنده عزة نفس وميستناش مساعدة من حد.. أبو عبوده مضربهوش.. وعبوده من يومها بيذاكر وبيجتهد وقدر بمجهوده يكون ناجح.