علم النفس

النرجسیة هل أنا نرجسي؟

بقلم: سارة علاء

انا نرجسی
النرجسیة کلمة نسمعها کثیرًا، ولکن ماذا تعنی النرجسیة وما هو أصلها؟

هذا ما سنعلمه فی هذا المقال..

النرجسیة هی تعنی حب النفس بصورة مبالغ فیها، فالشخصیة النرجسیة تتمیز بالغرور والأنانیة والتعالي.
وقد ظهر مصطلح النرجسیة فى عام 8 ميلاديًا حین ظهرت الأسطورة اليونانية التی تحدث عنها الشاعر الرومانی اوڤيد (Ovid)، وقد ورد فيها أن هناك شاب يُدعى “نارسيسوس” (Narcissus) ابن إله النهر “سيفيسوس” (Cephissus )..
کان هذا الشاب فی غایة الجمال حیث کانت جمیع النساء تقع فی غرامه لشدة جماله، وفی یوم رأی “نارسیسوس” وجهه فی ماء النهر فأعجب بجماله جدًا، فقد وقع فی غرام نفسه وظل هکذا ینظر لنفسه بإعجاب شدید ولا یتحرك حتی مات فی مکانه وهو ینظر لنفسه، ویقال أن مکان جسده ظهرت زهرة بیضاء جمیلة جدًا سُمیت بزهرة النرجس نسبة له.

إذًا من هو الشخص النرجسي؟

النرجسي هو الشخص المحب لذاته بصورة غیر طبیعیة، یری أنه أعلى من الجمیع فی کل شيء، في الذکاء، والمکانة، و الجمال، فهو یعتقد أن لا أحد یستطیع فهمه لأنه علی درجة عالیة من الذکاء والفکر، وأن قلیل جدًا من البشر الذین قد یمکنهم فهمه، وذلك لأنه شخص نادر ولا یوجد مثیل له، وهذا قد یُبیح له استغلال الأخرین دون الشعور بالذنب أو الأسی تجاه الأخرین.

ولکن فی علم النفس فقد کان “فروید” هو أول عالم تحدث عن الشخصیة النرجسیة، وهو أننا جمیعًا لدینا النزعة النرجسیة، فهی رغبة نولد بها جمیعًا ونحتاج إلی اشباعها فی کل مرحلة من مراحل حیاتنا، وإن عدم اشباع تلك الرغبات یؤدي إلی النرجسیة المرضیة، أو اکفاء وکبح الذات.

ولکن ما هی أسباب ظهور الشخصیة النرجسیة؟

قد تکون عوامل وراثیة، أی یولد هذا الإنسان وبداخله البذرة النرجسیة، وقد تکون عوامل تربیة مثل:
– التدخل الزائد من الأهل والتقییم المفرط منهم.
– الإعجاب الزائد والغیر واقعی من الأهل اعتقادًا منهم أن ذلك فی صالح التربیة الصحیحة لطفلهم.
– الایذاء النفسي للطفل، حیث یساهم ذلك فی تکوین ردود فعل خاصة واهتمام زائد بالنفس.
– التشجیع الزائد للسلوك الجید والتوبیخ الزائد للسلوك السيء.

إذًا کیف نتعرف علی الشخص النرجسي؟

اکتشف علماء النفس فی الولایات المتحدة أن أفضل طریقة للتعرف علی الشخصیة النرجسیة هی سؤاله مباشرة، وهو سؤال واحد فقط توصل إلیه علماء النفس بعد إجراء 11 اختبار قد شارك فیه 2200 شخص متطوع وهو:

“إلی أي مدی تتفق مع مقولة: أنا نرجسي؟ ”

ثم بعد ذلك طلب من کل مشترك تحدید درجة نرجسیته من 1 إلی 7 درجات، وقد أکد العلماء أن هذا الاختبار لا یأخذ أکثر من 20 ثانیة للتعرف علی الشخص النرجسي.

حیث تحدث العالم “برید بوشمان” من جامعة ولایة “اوهایو” أن ” الأشخاص الذین علی استعداد للاعتراف بنرجسیتهم یمکن أن یکونوا فعلًا کذلك، وهم یفتخرون بذلك لأنهم لا يعتبرونه شيئًا سيئًا، ويثقون أنهم أفضل من الأشخاص الأخرين، فهم علی الاستعداد للتصریح بذلك علانیة . ”

إن الشخص النرجسي هو شخص ناجح جدًا فی إبهار الأخرين بالانطباع الأول، فهو يجذبك بشخصيته وثقته بنفسه ومظهره، ولكن ذلك في بادئ الأمر فقط، لأن مع مرور الوقت تبدأ سماته النرجسیة فی الظهور مثل الأنانیة والاستغلال، وأیضًا علی الجانب العاطفي فی علاقاته الرومانسیة فإن الشخص النرجسي لا یستطیع الارتباط فی علاقة أکثر من أربعة أشهر علی الأکثر.

وعلی الرغم من عیوب الشخص النرجسي إلا أنه قد یکون أنجح من الشخصیة الغیر نرجسیة، فإن اقتناعه بأنه أفضل من الأخرین ینشيء بداخله إصرار علی الاستمرار والنجاح.
ففی دراسة اجرتها المانیا علی عدد من الطلاب النرجسیین، وجدوا أن بمستوی ذکاء هؤلاء الطلاب قد یحصلون علی درجات عالیة جدًا بالمقارنة مع الطلاب الغیر نرجسیین الذي لدیهم نفس درجة الذکاء ولكن بدرجات تکون أقل عادة.

ویقین الشخص النرجسي بأنه الأفضل فی القیادة یجعله قائد بالفعل.
فإن الکثیر من الزعماء والقادة فی التاریخ یقال بأنهم شخصیات نرجسیة مثل ( إسکندر الأکبر – نابلیون بونابرت … )
وهذا لا یدینهم فی شيء، فالعالم “مایکل ماکوبی” خبیر فی شئون القیادة یقول بأن:
” القائد یجب أن یکون لدیه نزعة نرجسیة ولکن لیست بالدرجة المرضیة ”
وفی دراسة قد اجراها هذا العالم اکتشف أن الکثیر من قادة التکنولوچیا مثل ( بیل جیتس – ستیف .. صاحب شرکة آبل … ) وغیرهم بأنهم لدیهم تلك النزعة الشخصیة النرجسیة.

وفی نهایة هذا المقال یمکنني سؤالك:

إلی أي مدی تتفق مع مقولة: أنا نرجسي؟!

زر الذهاب إلى الأعلى