العلم والتكنولوجياتكنولوجيا

حديث الجميع.. ايه هو الذكاء الاصطناعي؟

كتب: أشرف إبراهيم

ايه هو الذكاء الاصطناعي؟.. كتير مننا هيتفاجئ لو عرف إن الذكاء الاصطناعي مش جديد، علي العكس كتير من العاملين في التكنولوجيا بيعتبروه بدأ من الأربعينات من القرن اللي فات معآلان تورنجاللي كلنا عرفنا قصته من فيلم “The Imitation game” اللي اخترع آلة لفك شفرة الأمان خلال الحرب العالمية التانية، وكان ليها دور كبير في انتصار الحلفاء، وعلى أساسها تطور الكمبيوتر اللي كلنا بنستخدمه النهاردة.

وعشان كدا أبسط تعريف للذكاء الاصطناعي هوعلم وهندسة صنع الآلات الذكية“، زي برامج الكمبيوتر واستخدامها لفهم الذكاء الإنساني وازاي بيجمع المعلومات ويحللها ويتعلم منها.

“تورنج” نشر أول بحث عنوانهآلات الحوسبة والذكاءسنة 1950 سأل فيههل تستطيع الآلات التفكير؟، وقدم طريقة اختبار بسيطة وهي إن الإنسان اللي بيختبر أي آلة قبل ما يقول إنها ذكية هيقارن استجابتها لأي سؤال أو معلومة تتقدم عليها وبين استجابة البشر، ومن هنا بدأ كل شيء.

الذكاء الاصطناعي

لكنستيوارت راسلكان هو اللي نشر أول كتاب منهجي دراسي تحت اسمالذكاء الاصطناعي، قال فيه مستويين أو مرحلتين من تطور الذكاء الاصناعي، سماهم النهج البشري والنهج المثالي.

مستوي النهج البشري ينقسم لقسمين أنظمة تفكر زي البشر، وأنظمة تتصرف زي البشر، أما المستوي المثالي بينقسم قسمين برضه وهما أنظمة تفكر بعقلانية، وأنظمة تشتغل أو تتصرف بعقلانية، وطبعا واضح إن تعريف تورنج القديم كان يتحط تحت وصفأنظمة تتصرف مثل البشر من المستوي الأول.

لكن دلوقت وبعد أكتر من خمسين سنة من البداية دي بقي الذكاء الاصطناعي مجال جامع لعلوم الكمبيوتر وعلوم تحليل البيانات لحل المشكلات، وده بقي بيضم مجالات فرعية كتير زي التعلم الآلي والتعلم العميق، ودي بتشمل كتير من الخوارزميات المتخصصة اللي بتحاول تطور نظم تقوم بالتنبؤات والتصنيف والاستنتاج بناء على البيانات اللي داخله لها.

طبعا نقطة التحول اللي خلت الذكاء الاصطناعي يبقي حديث الجميع هي إصدار برامج زي “ChatGPT” من شركة “OpenAI” ودي عملت طفرة كبيرة لأنها كسرت حاجز معالجة اللغة الطبيعية اللي بيتكلمها الجميع، قبلها كان دايما التطور على مستوى لغات البرمجة، دا كمان النماذج الأولى من البرنامج ده قدرت تتعلم قواعد البرمجة وتجميع الجزيئات والصور لمحاكاة الطبيعة ومجموعة كبيرة من البيانات التانية.

رغم إن الموضوع كله لسه في البداية بعد الطفرة الجديدة لكن تطبيقات كتير بدأت تظهر في السوق، وده خلى كتير يسألوا عن الأخلاق اللي هتحكم عمل الذكاء الاصطناعي وازاي نخليه تحت السيطرة والمسؤولية.

أنواع الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي الضعيف

ده اللي بنقول عليه الذكاء الاصطناعي الضيق (ANI)، وده اللي بيكون مدرب على عمل مهمة محددة ومحدودة، بس قبل ما تتخيل إنه بسيط مهم تعرف إن الذكاء الاصطناعي الضعيف ده هو اللي بيحرك أغلب النظم الذكية اللي حوالينا؛ ومنها تطبيقات كتير بنستخدمها في حياتنا اليومية زي المساعد الشخصي Siri من Apple، وAlexa من Amazon، وIBM Watson، والمركبات ذاتية القيادة.

الذكاء الاصطناعي القوي

ده منه نوع بنسميه الذكاء العام الاصطناعي (AGI)، ونوع تاني بنسميه الذكاء الاصطناعي الفائق (ASI)، الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، هو شكل نظري من الذكاء الاصطناعي بتكون فيه الآلة عندها ذكاء مساوٍ للبشر؛ بمعنى عندها وعي ذاتي يقدر يحل المشكلات والتعلم والتخطيط للمستقبل.

أما الذكاء الاصطناعي الفائق (ASI) دا بقى هيتفوق على ذكاء وقدرة الدماغ البشري، وده لسه يعتبر نظري تماما ومعندناش أي أمثلة عملية أو تطبيقية عليه، لكن ممكن نتخيله من بعض نماذج الخيال العلمي في السينما والأدب مثلا “HAL” المساعد الكمبيوتر المارق الخارق في فيلم “A Space Odyssey” اللي انتج سنة 2001.

التعلم العميق والتعلم الآلي

حتى الآن بنتبع في الذكاء الاصطناعي طريقة التعلم العميق، ودي بتكون على شكل خوارزميات مكونة في الأغلب من 3 طبقات من تحليل البيانات والاستنتاج، مدخلات ومخرجات وتحليل، عشان نخلي عملية استخراج النتايج مستنتجة من مدخلات معينة، مثلا بنعرف البرنامج بتاعنا إن تكرار كلمة معينة عدد معين في مقال مثلا أو حديث صوتي حتى يؤدي لاستنتاج معين، ثم ناخد نفس النتايج دى مع مدخلات تانية، ولتكن على سبيل المثال كلمة تانية ويبقى تكرار المعلومتين دول في النص المكتوب أو الحديث الصوتي يؤدي لاستنتاج جديد، وهكذا حسب مستوى التعلم العميق اللي بنطوره.

في التعلم العميق كان لسه في دور للإنسان إنه بيصنف المدخلات ويرتبها قبل إدخالها لنظام الذكاء اللي عايزين نعلمه.. أما في التعلم العميق الآلي، بيقدر النظام يتعامل مع بيانات غير مصنفة وتبدو عشوائية ومن مصادر مختلفة مفيش أي رابط بينها، كمان بيقدر يتعامل مع النصوص والصور ويحلل من خلال التكرار بأشكال مختلفة مكونات الصورة والنص، ويستخرج منها تفاصيلها ويصنفها بنفسه، وده بيكون من غير تدخل بشري علي الإطلاق.

تطبيقات كتير اتقدمت مؤخرا بدأت تكشف عن المستقبل زي “GPT-3”، أو “BERT”، أو “DALL-E 2”، ودي بدأت تبعد نظم الذكاء القديمة اللي بتقوم بمهمة محددة لصالح نظم وتطبيقات قادرة على التعلم الآلي العميق ومدربة على التعامل مع كم هائل من البيانات غير المصنفة وتحليلها لتقديم نتايج دقيقة بشكل رائع.

بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي

عندنا دلوقت كتير من التطبيقات اللي بنستخدمها على نطاق واسع، منها:

التعرف على الكلام

بنقول عليه أيضاً، التعرف التلقائي على الكلام (ASR)، أو التعرف على الكلام بالكمبيوتر، أو تحويل الكلام إلى نص، ودي برامج بتستخدم معالجة اللغة الطبيعية لمعالجة الكلام البشري إلى كلام مكتوب ومنسق.

خدمة العملاء

كمان خدمة العملاء، كتير من الشركات بقت تعتمد على الافتراضيون عبر الإنترنت بدل البشر، ودول بقوا يقدروا يردوا على أسئلة العملاء المتداولة والشائعة (FAQs) حوالين موضوعات زي الشحن، أو تقديم نصائح شخصية، أو منتجات البيع المتبادل أو اقتراح أحجام للمستخدمين، أمثلة كتير على النوع ده زي روبوتات المراسلة على مواقع التجارة الإلكترونية مع وكلاء افتراضيين، وتطبيقات المراسلة، مثل “Slack” و”Facebook Messenger”، والمهام التي يؤديها عادةً المساعدون الافتراضيون والمساعدون الصوتيون.

الكمبيوتر يري

رؤية الكمبيوتر خلت تقنية الذكاء الاصطناعي قادرة تستخلص معلومات ليها معنى من الصور الرقمية ومقاطع الفيديو والمدخلات المرئية الأخرى، وبناءً على تلك المدخلات، تقدر تقرر الإجراءات اللازمة، القدرة دي على تقديم توصيات ميزتها أو استنتجتها بناء على تحليل الصورزي تطبيقات وضع علامات على الصور في وسائل التواصل الاجتماعي، والتصوير الإشعاعي في الرعاية الصحية، والسيارات ذاتية القيادة في صناعة السيارات.

توجيه الإعلانات

اللي كلنا تقريبا بنتكلم عنه ونتعجب من معرفة وسائل التواصل بكلامنا مع أصدقائنا أو أحيانا حاجات فكرنا فيها ونبقى متشككين في تجسسها علينا طول الوقت، مجرد خوارزميات بتحلل سلوك الشخص الاستهلاكي السابق، أو تكرار كلمات معينة في الشات أو محادثات التليفون لاستنتاج احتمالات رغبته أو حتى احتياجه لنوع معين من السلع، وده بتستخدمه كل الشركات الآن عشان تطور استراتيجيات بيع مربحة.

تداول الأسهم الآلي، وده بقى في الخدمة من سنوات على شكل منصات تداول عالية التردد المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لتحسين محافظ الأسهم، ودي بتعمل ملايين الصفقات يوميًا دون تدخل بشري.


الكاتب: أشرف إبراهيم

زر الذهاب إلى الأعلى