طلاسم

تاكسي الموت

تاكسي الموت بقلم: محمد عضمت بتاع الرعب

لو حَصَل ورُحت الأرجنتين عشان تزور المقابر وتقرا الفاتحة على روح حد من الميتين اللي هناك، هتلاقيهم بيحذروك وإنت داخل المقابر من تاكسي الموت..

دي واحدة من أكتر الأساطير الحضرية الأرجنتينية المُخيفة..

خليني بس أحكيلك الحكاية من أولها..

في الأرجنتين، عندهم أسطورة حضرية شهيرة بتنتقِل من جيل لجيل، الأرجنتين زيهم زي أي دولة في العالم، ملايين الناس بيركبوا تاكسيات كُل يوم، دي حاجة طبيعية وبتحصَل في أي مكان وفي كُل مكان في العالِم، لكن هناك بالذات عندهم قاعدة بسيطة كدا.

لو الوقت متأخَّر أو الدنيا بتمطَّر، فخُد بالك.. لأن التاكسي اللي هتركبه، مُمكِن يقودك لهلاكك.. لمصيرك المحتوم.

المُهم، في الأرجنتين، خُد بالك من التاكسيات اللي بتُقف على بوابات المقابر العامة، مهما كُنت حزين أو متضايق، لازم تاخد بالك.. عشان متركبش تاكسي الموت.

بيُقف برا المقابر، مستني الرُكَّاب الغافلين عنه عشان يركبوا معاه، أول ضحاياه.. كانت شابة أرجنتينية لطيفة اسمها كلوديا.

كلوديا كانت مروَّحة بيتها في وقت متأخَّر من الليل، اضطرَّت تتأخَّر في الشُغل، والدنيا كانت بتمطَّر، كانت تعبانة ومُرهَقة، ومش هتقدَر تمشي لحَد بيتها، فكان الخيار الوحيد اللي أدامها هو إنها تركَب تاكسي.

كانت رايحة ناحية الشارع الرئيسي عشان توَّقف تاكسي، ماشية من جنب المقابر، فجأة.. شافِت تاكسي بيقرَّب منها، رفعت إيدها وشاورِت له، ووقف لها، ركبت وقالت للسوَّاق على العنوان.

كانت قاعدة في الكُرسي اللي ورا، بتنشِّف نفسها من المطر، فجأة.. بدأت تحس بالبرد الشديد، كانت بردانة بشكل مش طبيعي، عُمرها ما حسَّت بدا قبل كدا، فبدأت تتلفِّت حواليها، ولاحظت إن الشباك متغطي بالثلوج، دا غير إن السوَّاق ماشي في طريق غلط.

كانت على وشك تتكلِّم، لكن قبل ما تنطَق بكلمة، لاحظت إيدين السوَّاق الموجودتين على عجلة القيادة، بشرته كانت شاحبة، وجلده رقيق جدًا، كان كأنه هيكَل عظمي، لكنها للأسف مكانتش قادرة تشوف وشه لأن التلج كان مغطي المراية.

وبصوت بيترعش من البرد والخوف قالت: ” إنت ماشي في طريق غلط ”

السوَّاق مردِّش عليها، فضل سايق في صمت، وكأنه مسمعش كلمة من اللي هي قالته.

رفعت إيدها ببطء عشان تلمِس كتف السوَّاق، وببطء جدًا كأنه حس بيها بدأ يلف راسه، كلوديا بدأت تصرخ بخوف، وشه كان زي الجُثث، بشرته شاحبة ومليانة جروح، وبعض المناطق مكشوفة والعضم باين من تحتها.

حاولت تفتح الباب اللي ورا عشان تنُط من العربية، لكن الباب كان مقفول، والأكرة اتخلعِت في إيدها، حاولت تفتح الشباك، لكنها فشلت، في النهاية شافت إتنين ماشيين في الشارع، بدأت تصرُخ فيهم وهي بتخبَّط على الزجاج، بتحاوِل تلفت نظرهم.

لكنهم مكانوش سامعينها..

التاكسي كان مُستمِر في طريقه عادي، كلوديا شكَّت إن فيه حاجة في الدنيا مُمكِن توقَّفه.

خوفها بدأ يزيد، كان عندها استعداد تعمل أي حاجة عشان تهرب، قرَّرِت تهاجم السوَّاق، حاولت تخربشه في وشه، بشرته المُتحلِّلة بدأت تطلع في إيديها، جُمجمته كلها بدأت تبان.

السوَّاق بدأ يسرَّع أكتر وأكتر، ماشي بسُرعة جنونية وسط الطُرق المبلولة بالمطر، وبصوت جاي من الجحيم سمعت صوته بيقول: ” جهزي نفسِك عشان هتموتي ”

ومحدش شاف كلوديا تاني أبدًا من بعدها.

محدش عارف الأسطورة دي وصلت لنا إزاي..

محدش عارف أصلًا الأسطورة دي حقيقية ولا لأ..

لكن اللي عارفينه كويس إننا نحذرك من تاكسي الموت، خُد بالك كويس أوي، بلاش تركب تاكسي في وقت متأخَّر من الليل، أو لو في ليلة مُمطِرة، خصوصًا لو إنت حوالين المقابِر

اقرأ أيضًا:

رعب كورنويل

المسكوت عنه فى سينما الرعب

محمد عصمت

ولد الكاتب محمد عصمت عام 1988م في محافظة دمياط بمصر ، تخرج من كلية التجارة، اشتهر بكتاباته روايات الرعب و أعماله القصصية المترجمة ،و كانت أولى رواياته بعنوان “الممسوس” عام 2014م ، و هي رواية رعب فريدة من نوعها ، وصدر له روايات أخرى مثل (باب اللعنات، الجانب المظلم، ذاتوى) ، ويصدر له على موقع شخابيط سلسة مقالات حقل ألغاز
زر الذهاب إلى الأعلى