تجارب مع الموت
طبقا لأحد التقارير الخاصة بوكالة CBS في عام 2015، فإن حوالي 22 في المئة من الأمريكيين يؤمنون بأنهم رأوا أو شعروا أو تفاعلوا مع شبح حقيقي، وحوالي 48 في المئة منهم يؤمنون بوجود الأشباح.
وبالتالي إذا قررنا أن نتتبع بعض قصص الأمريكيين و تجاربهم لن نجد أفضل من العاملين في المجال الصحي، فهم يتعاملون مع الموت بشكل شبه يومي، لذا هذه بعض التجارب الحقيقية الذي قرروا مشاركتها عبر الإنترنت :
1-” منذ حوالي عام كنت أعمل لوقت متأخر في المشفى، وكنت مسئولة عن مريض يحتضر وقد كان فاقدا للوعي لعدة أيام، كانت الليلة هادئة بالكامل و مملة بشكل فظيع، لذا قررت أن أترك المريض الغائب عن الوعي لعدة دقائق، ولكن حين عدت كان المشهد مفزعا.
كان المريض يلف على سريره بشكل مستقيم، وكان ينظر إليّ بعينين فزعتين و يقول
“لا تدعيهم يأخذوني”
شعرت بالخوف و سألته في محاولة لتهدئته
“من الذين يحاولون أخذك ؟”
فقال
“الرجال في الأردية السوداء، يقفون خلفك مباشرة، يريدون أخذي معهم ويشيرون لي بأصباعهم”
ولكن في الواقع لم يكن هناك شخص غيري، شعرت بالخوف، ولكن مع ذلك قمت بتهدئة المريض، ولم تمر دقائق حتى توفي، مما جعلني أتسائل عن هوية من رآهم، هل هم الموت ؟”
2-“كان لدينا مريض مزعج دائما ما يضغط على زر إستدعاءا الممرضين لأسباب تافهة، وكنا جميعا نتناوب حول إستجابة طلباته، ولكن حين مات كان يمتلك تلك النظرة الغريبة على وجهه، وكأنه ينظر لنا و يقول بخيبة أمل
“لماذا تركتموني أموت !”.
على كل حال في يوم وفاته والتي كانت في الثامنة مساءا، وصلت عائلته لتأخذ جثته في تمام التاسعة، و كانت جنازته في تمام التاسعة و النصف، وهكذا ما جعل الخوف يلتهم قلوبنا، هو أنه بمجرد أن وصلت الساعة للعاشرة جميعنا سمعنا صوت زر الإستدعاء القادم من غرفته، ظننا أنه مجرد عطل ما في البداية و لكن سرعان ما تكرر الأمر، وأصبح صوت زر الإستدعاء يتردد كل خمس دقائق.
إحدى زميلاتي الممرضات كانت متدينة وكانت من النوع المؤمن بالأشباح، لذا حين ضاقت ذرعا أخيرا ذهبت لغرفة المريض و صرخت في وجه الفراغ
” سيدي هذا يكفي، لقد توفيت ولا يمكنك أن تزعجنا بعد الأن، إذهب إلي قبرك، إتبع الضوء أو أيا يكن ما تراه وكن سعيدا”
و لصدمتنا، توقف صوت زر الإستدعاء بعد ما قالته مباشرة.”
3-” كنت أساعد ممرضة أخرى مع مريض عانى فعلا من حياة صعبة، حيث كان يعاني من عدة مشاكل مرضية جادة تسبب له عذابا مستمرا، ولكن ذلك المريض كان كذلك يعاني من خوف مزمن تجاه الموت.
في كل مرة يسمع فيها صوت جهاز مراقبة القلب كان يصرخ
“لا تدعوني أموت..لا تتركوني أموت !” لذا كان من الواضح بشكل جدي مدى خوفه من الموت.
ولكن في ذلك اليوم حين أخبرنا جهاز مراقبة القلب عن أزمته القلبية، وبمجرد أن هرعنا لغرفته، وجدناه يجلس في مكانه وسط السرير ويضحك بشكل هيستيري ، ثم نظر لنا بنظرة مرعبة مليئة بالشر و قال
” أيتها العاهرات..لن تتركوني أموت أليس كذلك ؟” و بدأ بالضحك من جديد بينما جمدنا الخوف.
إستدعينا كل فرق الإنعاش و بدأنا في محاولة بائسة للحفاظ على حياته، ولكن سرعان ما تبين بأن الأوان قد فات و حينها قال بصوته المرعب ذاك
” مؤسف أنكم ستتركون هذا البشري يموت”
وبمجرد أن توقفت ضربات قلبه، كنا جميعا قادرين على سماع همسات الرجل وهو يصرخ متعذبا حتى بعد وفاته و كأنها تخرج من بين الجدران.
في صباح اليوم التالي إختفت الصرخات، ولكن كانت تجربة جعلتنا نعيش كوابيس لأسابيع لاحقة”
روووعة مبدع مبدع كالعادة شكرا لك