كتب.. سمير أبو زيد تعرف على طاغور أحد أعظم من كتب الرواية
” إنني أحب أن أخدم بلادي ولكني لا أعبد إلا الحق وهو أعظم من بلادي كثيرًا ولو أني اتخذت بلادي إله أعبده لجلبت عليها اللعنات” ( رواية البيت والعالم، طاغور)
طاغور الكاتب الذي ولد في البنغال أحد المدن التابعة للهند في الوقت الحالي وأعتبره أهل بلاده قديسًا وأصبح أيوقنة عالمية في الأدب بعد ترجمة أعماله للإنجليزية. كنت كافة أعمال طاغور هي عبارة عن ثورة ضد التقاليد الهندية الزائفة فقد دافع عن حقوق المرأة في وقت لم يكن أحد يفكر في مثل هذه الأمور حتى النساء أنفسهم.
فرفض طاغور زواج الأطفال ورفض حبس النساء بعد موت أزواجهم ومنعهم من التزوج مرة أخرى، ورفض منع النساء من الحصول على التعليم. لكنه في نفس الوقت رفض الصورة الغربية للمرأة والتي نظر إليها على أنها لا تحرر المرأة وإنما تستغلها وتحولها لأداة جنسية وتنزع عنها أجمل فيها.
نادى طاغور بالمساواة وبالتعايش بين الأديان المختلفة في الهند وحارب العصبية والقومية ورأى أن الحركات القومية هي أخطر ما يمكن أن ينتشر في بلد فإنها نار لا تحرق فقط أعداء البلد وإنما تحرق أيضًا أهل البلد نفسها. رأى طاغور أن البشر جميعًا أخوه وأن الجنسيات والقوميات مجرد مخترعات يدعيها السياسيين ليحركوا الشعوب للفتك ببعضهم.
دفع هذا طاغور لمعارضة حركة المهاتما غاندي لأنها كانت حركة قومية تُقصي طيف كبير من سكان الهند، حتى أن طاغور رأى أن من عاش في الهند حتى من الإنجليز المحتلين لا يجب طرده طالما عاش في سلام ولم يعتدي على أحد. رأى طاغور أن التحرر الحقيقي لا يكن بالتحرر عن المحتل وإنما في البداية يكن بالتحرر الفكري والتعليم.ورغم كون طاغور ابنًا لمؤسس الحركة الدينية الهندية المسماة “براهمو ساماج”، كره طاغور استغلال الدين لترويج الخرافات ومنع الناس من التعلم.
تعرف على طاغور أحد أعظم من كتب الرواية
لم يكن طاغور معروفًا خارج الهند رغم تقديمه العديد من الأعمال الأدبية العظيمة، ظل هذا الوضع إلى أن سافر طاغور في زيارة لأوربا وقام في الطريق بترجمة أحد أعماله للإنجليزية على سبيل التسلية وقدمها لأحد أصدقاءه الذين قابلهم هناك، فأنبهر الرجل بكتابة طاغور وقرر نشرها وسرعان ما انتشرت أعمال طاغور في أوروبا وزاع صيته وبدأ المترجمين والأدباء الأوروبيين ينتبهون لكتاباته.
حصل طاغور على جائزة نوبل في الأدب سنة 1912 وكان أول من حصل عليها من خارج أوروبا. وقد مُنح أيضًا لقب الفارس من قبل المملكة البريطانية لكنه تخلى عنه بعد مذبحة جاليانوالا باغ عام 1919.
زار طاغور أكثر من ثلاثين دولة وكان يُلقي محاضرات عن فلسفته عن الحياة. كان طاغور متعدد القدرات فبالإضافة لكونه من أعظم شعراء الهند فقد كتب مسرحيات وقصصًا قصيرة وروايات وقام بتلحين مجموعة كبيرة من الأغاني حتى أنه في نهاية عمره اتجه للرسم وقام بإنتاج لوحات فنية متقنة.
توفي طاغور سنة 1941 في الثمانين من عمره مخلفًا وراءه أعمال أدبية لا تضاهى في غزارتها أو جودتها وأسلوبًا في الكتابة ليس له نظير.
اقرأ أيضاً
حفل توقيع ” 5 كتب ” لنقيب الاجتماعيين بجناح دار المعارف بصاله 4 بمعرض الكتاب