تشير التقديرات إلى أن الشعور بالوحدة يؤثر على واحد من كل خمسة أشخاص بالغين في الولايات المتحدة. لذلك فهو يمثل أزمة صحية عامة لأن الشعور بالوحدة يرتبط بالاكتئاب وأمراض القلب والأوعية الدموية وألزهيمر، بالإضافة لأمراض نفسية وعقلية أخرى.
على هذا النحو، اجتمع فريق من الباحثين من جامعة بنسلفانيا لتحديد الموضوعات والمواضيع التي يمكن ربطها بالوحدة عن طريق المحتوى الذي ينشره المستخدمون على تويتر Twitter.
من خلال تطبيق النماذج التحليلية اللغوية على التغريدات، وجد الباحثون أن المستخدمين الذين تحدثوا عن الشعور بالوحدة ينشرون بشكل كبير في كثير من الأحيان عن اهتمامات الصحة العقلية وأشياء مثل الصراع في العلاقات، بالإضافة للتحدث عن تعاطي المخدرات كما أنهم غالبًا ما يتكلموا عن اصابتهم بالأرق.
يمكن أن تؤدي النتائج المستخلصة من هذا البحث إلى التعرف بسهولة على المستخدمين الذين يعانون من الوحدة وتقديم الدعم لهم حتى لو لم يغردون بشكل صريح عن شعورهم بالوحدة.
وجد البحث أن الأشخاص المصابين بالوحدة غالبًا ما ينشرون تغريدات ضعف الأشخاص العادين، وغالبًا ما تكون معظم تغريداتهم في الليل، حيث أن هذا هو الوقت الذي يزداد فيه الشعور بالوحدة لدى الناس.
كما أن منشوراتهم غالبًا ما تحتوي على طلب للدعم النفسي والاجتماعي، أو عن الغضب من المجتمع أو عن المخدرات والخمور والتدخين.
يأمل الباحثون في المستقبل أن يستخدم نموذجهم المبتكر لمعرفة الأشخاص المصابين بالوحدة على تويتر في مساعدة هؤلاء الأشخاص. لكن يحمل هذا الابتكار وأمثاله أخطار عديدة على سياسات الخصوصية لدى الأشخاص.
ففي الغالب كشف مشاكلنا النفسية للغير من الممكن أن يؤدي لاستغلالنا بدلًا من مساعدتنا. فهل يمكن أن تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي البيانات الخاصة بنا لمساعدتنا، أم انها دائمًا ستستخدمها كما يحدث الآن لكسب المزيد من الأموال؟
