يوم 5 مايو سنة 1993، 3 أطفال من غرب ميمفيس بأركنساس خرجوا من بيوتهم عشان يلعبوا بالعَجَل بتاعهم شويّة، تاني يوم.. لقوا جُثثهم في منطقة غابات مهجورة معروفة باسم تلال روبن هود.
ستيف ” ستيفي ” برانش، كريستوفر بايرز، ومايكل مور كانوا طلبة في الصف الثاني في مدرسة ويفر الإعدادية، الجُثث كانت عارية، إيديهم ورجليهم كانوا مربوطين برباط الأحذية الخاص بالضحايا، مضروبين بعُنف ووحشيّة، ومرميِّين في بركة طينية ميتين..
بعد شهر من التحقيقات، السُلطات في أركنساس أعلنِت إنها مقدرتش توصَل لحاجة، مفيش مُشتبه فيهم، ومفيش أدلة، لكن المُجتمَع كان غاضِب، وتحت تأثير الضغط كانوا مُضطرين يتصرَّفوا، وفورًا.. حوِّلوا كُل تركيزهم على 3 مُراهقين كانوا مشهورين بإنهم بيلبسوا أسود طول الوقت وبيسمعوا موسيقى الميتال، الـ 3 مُراهقين دول كانوا جيسون بالدوين.. 16 سنة، جيسي ميسكيلي.. 17 سنة، داميان إيكولز.. 18 سنة، وتم إدانتهم سنة 1994، حكموا على بالدوين وميسكيلي بالسجن مدى الحياة، أما إيكولز فاتحاكم كشخص بالِغ، وبالتالي إتحكَم عليه بالإعدام.
لكن فورًا بدأت تظهَر أسئلة عن التحقيقات واللي تم فيها، إيكولز اللي كان قائِد المجموعة كان بيعاني من مشاكِل نفسية ونوبات غضب، ويمكن يكون دا السبب اللي خلى المُحقِّقين يركِّزوا عليه، دا غير إن المُجتمَع المُتديِّن هناك أعلن غضبه من اللي حَصَل وقالوا إن الـ 3 مُراهقين دول جُزء من طائفة دينية بتعبُد الشيطان وبتعتنِق دين اسمه دين الويكا قائِم على السحر.
لكن كُل الأدلة اللي كانت ضد المُراهقين كانت أدلة ظرفية، مفيش تحليل حمض نووي، مفيش أي آثار ليهم في مسرح الجريمة ولا على الجُثث، لكن الشُرطة كان معاها الأهم من الأدلة، كان معاهم اعتراف مُفصَّل من ميسكيلي، المُحامي بتاعه قال وقتها إنه غبي شوية وعشان كدا المُحقِّقين تلاعبوا بيه وخدعوه عشان يحصلوا على الاعتراف دا، لكن ظهرت سيدة محليّة وقالت إنها سمعت إيكولز وهو بيقول إنه فخور إنه قتلهم.
وبدأ الموضوع يجذب الرأي العام برا أركنساس، سنة 1996 قرَّرت شركة HBO إنها تكلِف المُخرِج جو بيرلينجر والمُخرِج بروس سينوفيسكي إنهم يعملوا سلسلة أفلام وثائقية عن الحادث كانت بعناوين: (The Child Murders at Robin Hood Hills) و(Paradise Lost 2: Revelations) و(Paradise Lost 3: Purgatory).
ظهر ناس مُقتنِعة تمامًا إن المُراهقين الثلاثة قتلة، وظهر ناس تانية مُقتنعين إنهم أبرياء، بمُجرَّد صدور الفيلم الأول من الثلاثية الموضوع بدأ يجذب انتباه ناس كتير وبالتالي بدأت تظهر حملات كتير لتبرئة المُراهقين، كان فيه حملة انتقادات كبيرة للطريقة اللي تمت بيها التحقيقات والطريقة اللي تلاعب بيها المُحقِّقين بالمُتهمين، والطريقة اللي تعامَل بيها رجال الشُرطة مع مسرح الجريمة.
زي إن الجُثث إتحركت من مسرح الجريمة قبل وصول الطب الشرعي، اللي وصل بعد ساعتين من اكتشاف الجُثث، كانت الجُثث تعرَّضِت فيهم لشمس وحشرات بما فيه الكفاية، دا غير إن مكانش معاهم أكياس لجمع الأدلة، فجابوا أكياس ورقية من سوبر ماركت قُريِّب!
أثناء تصوير الفيلم الوثائقي الأول، السيد جون مارك بايرز أعطى للمخرج سكين قديم عشان يستخدموه في التصوير، المُفاجأة إن صُنَّاع الفيلم بعد عودتهم لنيويورك اكتشفوا إن فيه آثار دماء على السكين، وفورًا أرسلوه للفحص، كانت النتيجة إن الحمض النووي للدم الموجود على السكين مُطابِق تمامًا للحمض النووي لضحيتين من الـ 3، وظهرت أسئلة جديدة: إزاي الدم دا وصل لسكين قديم خاص بوالد مُشتبه فيه من الـ 3؟ وهل دا دليل كافي لإدانة المُراهقين؟
في الفيلم الوثائقي التاني، واحد من أطباء الطب الشرعي إتكلم عن وجود علامات عض على جُثث الضحايا، وقال إن علامات العض دي تم تجاهلها على الرغم من وضوحها في الصور اللي تم التقاطها للجُثث، السُلطات قرَّرِت تدافِع عن نفسها وقالت إن لأ.. مكانش فيه علامات عض على الجُثث، وفحصوا الصور عشان يظهر دليل جديد، علامات العض اللي على الجُثث مش مُطابقة لولا واحِد من المُشتبه فيهم!
طيب الحل إيه؟
يبقى الوضع كما هو عليه!
سنة 2011.. وبعد 18 سنة سجن، تم إطلاق سراح المُشتبه فيهم الثلاثة، اللي لحَد النهاردة بيقولوا إنهم أبرياء ومهملوش حاجة، على الرغم من الأدلة اللي بتُثبِت تورطهم في الأمور.
خرجوا من السجن باستخدام مُعضلة قانونية اسمها نداء ألفورد، وفيها المُتهَم بيؤكِّد إنه برئ، وإن السُلطات معندهمش أدلة كفاية لإدانته، وبالتالي بيتم إطلاق سراحه على الرغم من إنه لسَّه مُدان.
لكن السؤال الأهم.. هل هُمّا فعلًا مُدانين؟
علامات العض الغير مُطابقة ليهم واللي لقوها على الجُثث، وعدم وجود أي دليل على وجودهم في مسرح الجريمة، وأي أدلة على أجسام الضحايا بيقولوا إنهم أبرياء..
والدم اللي موجود على السكين الخاص بوالِد واحِد منهم والإعتراف اللي خدوه من واحِد تاني منهم، والست اللي شهدت إنها سمعت التالت بيقول إنه فخور بارتكابه للجريمة بيقولوا إنهم مُدانين..
لكن محدِش يعرف الحقيقة.. عشان كدا كان لازِم الـ ثلاثة من غرب ميمفيس يكونوا ضيوف معانا في حقل الألغاز بتاعنا
اقرأ أيضًا
برميلين..4 جُثث.. ولغز مش محلول