جبل حرفة.. المصير المجهول
جبل حرفة هو عبارة عن صخرة صماء تحيط بها الغابات من جميع الاتجاهات، يقع جنوب السعودية، ويقع تحديدًا في مركز بني عمرو شمال محافظة النماص التابعة لمنطقة عسير، ويبلغ ارتفاعها عن الأرض 2491 متر، ويجاوره من الجهة الشمالية الغربية جبل أصغر منه حجمًا يسمى «الثدي».
مما شاع بين الناس حول ذلك الجبل، أن من يصعد إليه مجرد الصعود أو ينام فيه ليلة سيكون مصيره الفحولة الشعرية، أو الجنون التام. وأن الباب المنحوت على جانبه الشمالي يسمى باب حرفة يستحيل في ظلام الليل من صخرة صماء إلى باب حديدي.
قصة شاب
قصة لشاب أشبه بالخيال، حدثت له أثناء عودته لمنزله في وقت متأخر بإحدى الليالي منذ 15 عامًا، ويقول: كنت مدعو في إحدى المناسبات الاجتماعية وعقب عودتي إلى قريتي ببني عمرو كان الوقت قد تأخر…
وعند اقترابي من منزلي شاهدت أربعة أشخاص من الجنسية التركية، وعندما سألتهم عن سبب وجودهم على قارعة الطريق في آخر الليل، أخبروني بأن اثنين من أصدقائهم صعدوا إلى قمة جبل حرفة حوالي الساعة العاشرة مساءً ذلك اليوم، ولم يعودوا!
فطلبوا مني الصعود برفقتهم إلى الجبل للبحث عن أصدقائهم المفقودين، وبالفعل بدأنا بالصعود.. وبعد أن قطعنا مسافة قصيرة تفاجأنا بوجود رفيقهم الأول متشبث اليدين بصخرة صماء، والدماء تنزف من يديه! وقمت حينها بقراءة آية الكرسي والمعوذتين عليه فتحررت يداه من الصخرة!
ولكننا لم نجد رفيقه الآخر، حينها ذهبت إلى مركز الشرطة وقمت بإبلاغهم بالواقعة، وحضروا معي إلى أسفل الجبل وعندما وصلنا وجدنا رفيقهم المختفي موجودًا والدماء تنزف من يديه، وزجاج سيارتهم تحول إلى قطع زجاج متناثرة، حيث أخبرونا بأن صديقهم هوى عليهم من جبل حرفة بسرعة البرق، واصطدم بزجاج السيارة ما جعلهم يعيشون في لحظات رعب لم يشاهدوها من قبل!
وأكد واقعة الأتراك أحد الرقاة الشرعيين ببني عمرو، الذي أوضح بأن الأتراك حضروا إليه وطلبوا منه القراءة على أحدهم، وبالفعل كان أحدهم مصابًا بمس من الجن؛ وهو ما يؤكد الواقعة التي رواها الشاب السعودي!
القصة رقم 2 «الفتاة العذراء»
مما تناقله الناس حول جبل حرفة، أن فتاة قد خرجت يومًا لتستقي من إحدى الأبيار المجاورة للجبل، فإذا بها ترى خاتمًا يعوم على مياه ذلك البئر، وأثناء محاولاتها للحصول على الخاتم، سحبت بقوة إلى داخل البئر لتسقط فيه…
واختفت تمامًا عن الأنظار، ولم تفلح جميع مساعي البحث في العثور عليها.. وبعد عدة أيام تفاجأ بمسمى «الرصد» بدخول ثعبان كبير إلى المنزل، وحين أراد قتله إذ بالثعبان يتحدث، حيث لم يكن سوى الجن الذي سحب الفتاة الى داخل البئر، وقد ذكر لأبيها بأنه أحد الجن الذين يسكنون جبل حرفة، وأنه يحتفظ بابنته وقد تزوج بها الجني العاشق وأخبره بأن سبب قدومه هو تلبية ما يريده الأب بشأن ابنته.
القصة رقم 3 «الأصدقاء المجازفون»
يقال إنها قد دارت بالقرب من جبل حرفة، والحقيقة أن تلك القصة إذا كانت حقيقية بالفعل فإنها لا تدع بذلك مجالًا للتشكيك فيما يحمله ذلك الجبل من شر، والقصة باختصار تبدأ من عند صديقين قررا تحدي أنفسهما وعدم الخوف من كل ما يثار حول ذلك الجبل…
حيث أقرا معًا أن كل ما يحدث مجرد خرافات سخيفة، كما أوجدا كذلك طريقة للتأكد من ذلك الأمر، وهي الذهاب إلى جبل حرفة وأخذ جولة به.
بالفعل ذهب الصديقين إلى الجبل، ومنذ الوهلة الأولى لهما بداخله بدأ كل شيء يتوتر ويزداد سوء، بدايةً من السيارة التي توقفت عن العمل نهائيًا دون أي مُبرر، مرورًا بشبح المرآة التي كانت تظهر وتختفي أمامهم، انتهاء بالأصوات المرعبة التي كانوا يسمعونها!
ثم بدأت الأمور تنقلب عندما اختفت السيارة وظهرت لهما سيدة قامت بأكل أحدهما، وأفقدت الآخر الوعي! والذي عندما استفاق أصبح مجنونًا يُحدث نفسه.
الأغرب من ذلك أن الضابط الذي أمر بمعاينة المكان الذي وقع به كل ذلك الرعب لم يمضي عليه سوى يوم واحد حتى احترق بيته، وتدمرت حياته نفسيًا، وانتهى أمره بمن فيه، لتتأكد بذلك لعنة جبل حرفة المخيفة، وتُكسّر الأساطير العربية عن نفسها بقوة.
وأخيرًا، أضاف أحد الأشخاص بأنه قبل ثمان سنوات، كان قد خرج في رحلة صيد بالقرب من جبل الحرفة، فوجد طيرًا يقف بالقرب من الباب الصخري، وعندما وجه فوهة بندقيته نحو الطائر إذا بها تُنتزع فجأة من يده، وتُضرب بالصخور لتنشطر نصفين أمام عينيه، فانطلق الرجل هاربًا، ولم ينسْ تلك الذكرى.
تعددت الروايات والقصص حول هذا الجبل، ولكن شهد أغلب من قصّوها بأنها حقيقية، وكما قلت من قبل فإن البعض قد يروي الحقيقة، وقد يستبيح آخرون خيالهم الخصب في سرد أحداث مرعبة فقط.. وفي الأخير، وكما هو متعارف عليه فالعهدة على الراوي.
كتب – بسام المجلاوي