تاريخ

حدث في رمضان .. السيدة نفسية تصل المحروسة

حدث في رمضان .. السيدة نفسية تصل المحروسة

السيدة نفسية هي حفيدة الرسول صلى الله عليه وسلم من ناحية الحسن بن علي كرم الله وجهه.. ولدت بمكة المكرمة سنة 145 هحرية، ثم انتقلت إلى المدينة وهي في الخامسة من عمرها فتعلمت على يد مشايخ المدينة حتى لقبت بنفيسة العلم. ولما بلغت سن الشباب كثر خطابها لكن أبوها الحسن بن زيد بن الحسن كان يرفضهم بلطف، حتى جاءه أبي جعفر الصادق حفيد الرسول من ناحية الحسين بن علي فقبل به، فجمعت بذلك كرم الدارين.. وأنجبت السيدة نفيسة من زوجها أبي جعفر الصادق، ولد وبنت هما القاسم وأم كلثوم.

زيارة السيدة نفسية لمصر:

عاشت السيدة نفيسة مع زوجها حياة سعيدة واعتادت هي وهو الحج في كل عام، حتى أنها حجت مع زوجها ثلاثين مرة، ثم قررا السفر إلى فلسطين لزيارة المسجد الأقصى وقبر الخليل إبراهيم، بعدها قررا زيارة مصر، واستقبلها أهل مصر استقبالًا عظيمًا وكان ذلك في شهر رمضان في يوم السادس والعشرين لسنة 193 من الهجرة.

رغبة السيدة نفيسة في ترك مصر:

نزلت السيدة نفيسة ضيفة عند سيدة مصرية تسمى أم هاني، ولما علم الناس بوجودها أقبل عليها الناس من كل أنحاء مصر مشرقها ومغربها، شمالها وصعيدها حتى كثر عندها الناس وصارت لا تستطيع الخلو للعبادة، فقررت ترك مصر وقد أحزن هذا المصريين جميعًا.. فذهب إليها السري بن الحكم أمير مصر في وقتها، وقال لها أن تطلب ما تشاء بشرط ألا ترحل، فقالت له أن الناس يزورونها بكثافة، وأن المكان ضاق بهذا العدد وربما يزعج هذا مضيفيها، وأخبرته أنها صارت لا تستطيع الخلو للعبادة من كثر زائريها.

فقال لها السري، أما عن ضيق المكان، فلي دار واسعة في درب السباع سأهبه لك، وأما عن كثرة الزوار، فيمكنك أن تفرضي لزيارة الناس يومان في الأسبوع، واجعلي بقية الأسبوع للعبادة.. فقبلت ذلك.. وقررت أن يكون السبت والأربعاء مخصص لزيارة الناس لها لطلب العلم.

وعندما جاء الإمام الشافعي إلى مصر رحبت به وضيفته وأعانته، ولما مات طلبت أن تصلي عليه، فأحضروا لها جثمانه فصلت عليه قبل أن يدفنوه.

وفاة السيدة نفيسة:

عاشت السيدة نفيسة في مصر خمسة عشر عام تعلم الناس وتساعد الفقراء والمحتاجين.. وفي شهر رمضان نفس الشهر الذي جاءت فيه إلى مصر، صعدت روحها إلى بارئها، ودفنت في المكان المعروف حاليًا في القاهرة، والموجود في مسجد السيدة نفيسة، ومع الأسف أدى حب الناس لها بعد ذلك لفعل أشياء لا ترضاها هي نفسها من التماس المغفرة والتمسح بالمقام وتقديم القرابين، وهي أمور ليست مما يرضي السيدة ولا جدها النبي صل الله عليه وسلم. فحب الصالحين وأهل البيت واجب لكن الغلو في هذا لا يليق، فالميت لا ينفع ولا يضر حتى وإن كان من الصالحين.. والحق ألا نتوجه بالسؤال إلا لله، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا سألت فاسأل الله.

سمير أبوزيد

باحث ومهندس في مجال النانو تكنولوجي بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، وله عدة أبحاث علمية منشورة. ألف ثلاثة روايات " صندوق أرخيف" و " الرفاعي الأخير" و " عز الدين"، كما كتب للعديد من المجلات وله ما يزيد عن الثلاثمائة مقال.
زر الذهاب إلى الأعلى